الهوية من منظور الإسلام السياسي تفكيك أوهام الأحادية والاختزال والتفرد
الأربعاء 08/يناير/2014 - 02:57 م
تدور هذه الدارسة حول الهوية في منظور حركات الإسلام السياسي التي تصاعد الجدل حولها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، خاصة بعد صعود هذه التيارات إلى سدة الحكم، حيث تركز اهتمام النخبة الإسلامية الجديدة حول مقولة استعادة الهوية للدولة وللمجتمع.
تقع الدراسة فى أربعة أجزاء، الأول بعنوان "حول مفهوم الهوية"، حيث يتناول الدكتور عبد العليم محمد، المستشار في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الطابع المركب للهوية وأبعادها التاريخية والاجتماعية والثقافية. وقد أوضح أن خطاب الهوية، كغيره من الخطابات، يدخل في تنازع وصراع مع الخطابات الأخرى المتعلقة بالهوية أو الهويات الأخرى. ومن هنا تتحول الهوية إلى ساحة قتال وصراع مع المختلفين والمعترضين عليها.
أما الجزء الثاني؛ فيعالج تطور طرح قضية الهوية في المجتمعات العربية والإسلامية، والظروف والملابسات التي أحاطت بإثارة هذه القضية والكيفية التي تمت بها. وقد تطرق إلى العلاقة بين الإسلام السياسي والهوية، حيث أشار إلى أن رؤية الإسلام السياسي للهوية تتميز بما يمكن أن نسميه هيمنة النموذج، الذى يتمحور حول الاعتقاد الجازم في القدرة على استعادة وإعادة إنتاج الماضى، فضلاً عن التوحد معه.
وفى الجزء الثالث؛ تناول الباحث الهوية من منظور أحزاب الإسلام السياسي، استنادا إلى برامج أربعة احزاب تندرج ضمن هذا التيار، وهى احزاب الحرية والعدالة، والنور، والبناء والتنمية، وحزب الوسط. حيث تعالج هذه الدراسة رؤية الهوية وعناصرها ومكوناتها لدى الأحزاب التي تنتمى إلى الإسلام السياسي، وتشخيص أزمة الهوية الثقافية المصرية وكيفية تجاوزها.
أما في الجزء الرابع والأخير؛ فقد عرض الباحث للعولمة وأثرها في ظهور مطالب الهوية، وطبيعة الفرص والمخاطر التي تنطوي عليها ظاهرة العولمة فيما يتعلق بالهويات الوطنية وإمكانية ظهور هوية كونية. وقد أشار في هذا الإطار إلى أنه يجب على الدول النامية في العالم الاسلامي إعادة بناء هوياتها وتعريفها على ضوء المعطيات الجديدة في العالم، حيث إن الهوية لا تنحصر في الجانب الثقافي، بل تنخرط في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.