" ترومبيل مصر": رفح ليست أخر حدود بلادنا 1 -4
الأحد 12/يناير/2014 - 02:32 م
د/ محمد عفيفى*
منذ أولى الحملات العسكرية للفراعنة الأقدمين، عبر سيناء، لتأديب البدو الأسيويين، وحماية الحدود، إلى سقوط الجنود الشهداء المصريين في حادث الحدود الأخير على يد الجيش الإسرائيلي، وسيناء ما زالت تمثل الكرامة والعزة لمصر والمصريين.
ولقد جذب ذلك اهتمام العديد من أصحاب الدراسات في مجالاتٍ شتى، حتى أصبحت سيناء جزءًا من الهوية المصرية، لا مجرد قطعة أرض.
التاريخ والجغرافيا في خدمة الاستخبارات:
ومن أهم الدراسات التي تناولت سيناء من منظور تاريخي وجغرافي، دراسة نعوم شقير "تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها" الذي صدر في عام 1916.
نعوم شقير هو أحد الشوام الذين هاجروا إلى مصر حوالي عام 1884، حيث استقر به المقام بها، وعمل في الإدارة الحكومية في مصر. والسؤال: ما الذي دعا أحد الشوام المهاجرين إلى كتابة مثل هذا الكتاب الموسوعة عن سيناء؟
عمل نعوم شقير في قلم المخابرات المصرية التابع، آنذاك، لسردار "قائد" الجيش المصري، الذي هو في الحقيقة بريطاني، بعد خضوع مصر للاحتلال البريطاني في عام 1882. وفي هذا الإطار قام نعوم شقير بالعديد من المهام الاستخباراتية في سيناء، كما رافق القادة الإنجليز في جولاتهم هناك، وشارك أيضًا في المفاوضات المصرية - الإنجليزية مع الدولة العثمانية أثناء أزمة طابا الأولى عام 1906، لرسم الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت خاضعة آنذاك للسلطان العثماني.
من هنا جاء اهتمام شقير بسيناء، التي خبر قبائلها وطرقها وجغرافيتها، ووضع كل خبراته الحياتية والمعلومات التي جمعها عن سيناء في هذا الكتاب. ولذلك كان من الطبيعي أن يُهدي نعوم شقير كتابه إلى "حضرة صاحب المعالي الجنرال الفريق السير رجينولد ونجت باشا... سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام".
وبصرف النظر عن ولاء نعوم شقير للاحتلال البريطاني لمصر، فإن كتابه، والنظرة الاستراتيجية لسيناء فيه، يستحق التأمل والنظر.
من أول صفحة في الكتاب يلفت انتباهنا الحس الاستخباراتي والنظرة الاستراتيجية لسيناء، فالعنوان الجانبي الأول في الصفحة الأولى لكتابه هو "سيناء حصن طبيعي لمصر". ويؤكد نعوم شقير على مدى الأهمية الاستراتيجية لسيناء منذ القدم، وأنها بمثابة أمن قومي لمصر قائلاً:"عرفت مصر منذ القديم أهمية سيناء من الوجهة الحربية فوضعتها تحت السلطة العسكرية"، وذلك لأهمية سيناء، البوابة الشرقية، لمصر، والتي يأتي عبرها دائمًا ـ كما سنوضح في أجزاء لاحقة ـ الخطر وأشهر غزاة مصر.
ويوضح نعوم شقير أيضًا الأهمية الحضارية والتجارية لسيناء، وأن سيناء ليست منطقة فصل بل وصل بين مصر وجيرانها عبر العصور: "شبه جزيرة سيناء هي قنطرة النيل إلى نهر الأردن والفرات، هي الوصلة البرية بين أفريقيا وآسيا"
ويضع نعوم شقير بعض الملاحظات المهمة والخطيرة حول علاقة مصر بسيناء، وهي في الحقيقة، ملاحظات مازلنا نشاهد آثارها السلبية حتى الآن، وتؤثر أحيانًا على الرابطة الأبدية بين سيناء ووادي النيل، حيث تثير حفيظة أهل سيناء وتجعلهم يتساءلون عن الأسباب التى تجعل القاهرة تتجاهلهم .
يلاحظ نعوم شقير قلة الدراسات المصرية آنذاك عن سيناء، ويرصد أيضًا ضعف معرفة المصريين بأحوالها:"سيناء على اتساعها وشهرتها التاريخية وقربها من مصر (القاهرة) مجهولة عند عامة المصريين"، وهو ما يأخذه أهل سيناء حتى الآن علينا جميعًا، فنحن لا نعرف من سيناء إلا شرم الشيخ، وليس هناك اهتمام حكومي جدي إلا بالسياحة والبترول.
ويجرنا ذلك إلى الملاحظة الثانية لنعوم شقير حول علاقة القاهرة بسيناء، وهي عدم الاهتمام الجدي بسيناء إلا في أوقات الخطر والحروب، فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى:"اشتد طلب الجمهور لتاريخ سيناء لوقوع الحرب فيها"، وهي ملاحظة غاية في الأهمية، فالحكومات المصرية لا تولي سيناء الاهتمام الكافي إلا في أوقات الأزمات، ثم بعد هدوء الأحوال يعود النسيان من جديد لهذا الجزء المهم والاسترتيجي من أرض الوطن، ولعل هذا ما دفع نعوم شقير إلى إبداء ملاحظة أخرى مهمة حول نسبة الأمية والضعف الثقافي في سيناء: "ليس في بادية سيناء كلها من يُحسن القراءة والكتابة".
عمل نعوم شقير في قلم المخابرات المصرية، بعد خضوع مصر للاحتلال البريطاني في عام 1882. وقام بالعديد من المهام الاستخباراتية في سيناء، كما رافق القادة الإنجليز في جولاتهم هناك.
الخطر الأسيوي:
ومن أهم الكتب التي تناولت الشخصية والهوية المصرية من منظور تاريخي وجغرافي، كتاب حسين مؤنس" "مصر ورسالتها"، الذي صدر في عام 1956، لكنه لم يجد، للأسف، الكثير من الاهتمام والشرح والتحليل.
يرصد مؤنس في كتابه أهمية الموقع الجغرافي المتميز لمصر كملتقى لقارات العالم القديم، وسيناء كمعبر بين آسيا وأفريقيا، وفي نفس الوقت يوضح الثمن الذي كان على مصر أن تدفعه من جراء ذلك:"لكن انتفاعنا بموقع بلادنا الجغرافي ليس بالأمر الهيِّن. فهو ككل شئ قيِّم في هذا الوجود له ثمن لا بُد أن يؤدى كاملاً قبل أن نجني ثماره. وهذا الثمن هو الدفاع عنه وذياد الطامعين فيه عن حياضه... فلا بُد لأصحاب موقع جغرافي كموقع مصر من أن يظلوا على الأهبة أبدًا، ولا معدى لهم عن أن يبذلوا دماءهم دوامًا في سبيل الحفاظ على هذا الموقع وخيراته".
هكذا يُنبه حسين مؤنس إلى جانبين في دلالات موقع مصر الاستراتيجي.. الجانب الإيجابي من حيث الأهمية، والجانب السلبي من حيث جذب الغزاة الطامعين. ويرى مؤنس، مثله مثل معظم المحللين للتاريخ الاستراتيجي لمصر، أن الخطر يأتي دائمًا من الشرق، وعبر بوابة سيناء. وعلى الرغم من كون مؤنس أستاذًا للتاريخ الإسلامي، إلا أن الطابع الليبرالي وانتماءه إلى جيل ما بعد ثورة 1919، جعله يفضل فكرة انتماء مصر إلى عالم البحر المتوسط، حضاريًا على الأقل، وسيرًا على خطى أستاذه طه حسين.. يقول مؤنس:"قولنا أننا شرقيون إنما هو موقف سياسي ساقتنا إليه ظروف تاريخية."
لا بُد لأصحاب موقع جغرافي كموقع مصر من أن يظلوا على الأهبة أبدًا، ولا معدى لهم عن أن يبذلوا دماءهم دوامًا في سبيل الحفاظ على هذا الموقع وخيراته
ويوجه مؤنس ملاحظة لاذعة حول حكام مصر من الغزاة والفاتحين ذوي الأصول الآسيوية، الذين أتوا إلى مصر عبر البوابة الشرقية. ـ سيناء ـ منذ الفتح العربي، رغم أن مؤنس أستاذ للتاريخ الإسلامي:"إن حكام مصر الإسلامية من الفتح العربي إلى أوائل القرن التاسع عشر كانوا آسيويين. بعضهم أتى من آسيا واستقر في بلادنا حاكمًا، والبعض الأخر ولد فيها وظل محافظًا على آسيويته."يأخذ مؤنس على هؤلاء "أن أولئك الناس جميعًا أقاموا في مصر ما أقاموا، وعيونهم مثبتة نحو الشرق، نحو آسيا".
وهنا يجرنا مؤنس إلى نقطة شائكة في السياسة المصرية، وهو رأي تتبناه بعض الاتجاهات القومية المصرية المحافظة، إذ يرى أصحاب هذه الاتجاهات أنه عبر رمال سيناء، والبوابة الشرقية، تم جر مصر إلى العديد من المغامرات والطموحات العسكرية الفاشلة، وأن رمال سيناء طالما ارتوت من دماء المصريين من جراء سياسات تم توريط مصر فيها. وأنه كان من الأجدى العودة إلى الانتماء التقليدي لمصر عبر نهر النيل (البُعد الأفريقي) أو المجال الحيوي، أو الاهتمام بالبُعد الحضاري لمصر والتطلع إلى أوربا (البُعد المتوسطي).
وفي عبارةٍ صادمة، ولكنها جديرة بالنظر والمناقشة، يقول مؤنس:"السبب الرئيسي في ضعف الأثر الذي تركه أولئك ـ الحكام الآسيويين ـ في مصر هو أنهم أرادوا توجيه سياسة مصر وحياتها وجهة آسيوية... وما انتعشت مصر من جديد إلا عندما عادت ـ منذ القرن التاسع عشر ـ إلى نشاطها الأفريقي، وانفتح أمامها باب البحر الأبيض المتوسط من جديد. هنا ولدت مصر من جديد وبُعِثت بعثًا حقيقيًا"
هكذا ستصبح البوابة الشرقية، سيناء، بطريقٍ غير مباشر، محط اهتمام ونقد أصحاب الفكر القومي المصري المحافظ. هذه المقولات التي ستتطور، في مراحل لاحقة، إلى أسئلة حرجة عبَّر عنها بعض المفكرين المصريين، حول أن مصر، وعبر سيناء، قد تورطت في العديد من الحروب، وبذلت الكثير من الدماء في سبيل فلسطين. وهو ما عبَّر عنه البعض من أبناء جيلنا، ونرفضه بطبيعة الحال، بأسلوب ساخر في شرح معنى كلمة "فلسطين": فلسطين "أولها فلس واخرها طين". وهو نفس الاتجاه الذي حاول السادات بشكلٍ ما أن يستثمره بعد كامب ديفيد، بأن حرب 1973 هي أخر الحروب.
رفح ليست أخر حدود بلادنا:
ويُثير جمال عبد الناصر في كتابه "فلسفة الثورة" الكثير من النقاط المهمة حول سيناء البوابة الشرقية، وبالتالي السياسة الشرقية لمصر، أو ما يسميه هو "الدائرة العربية"، ضمن نظرية الدوائر الثلاث (العربية، الأفريقية، الإسلامية) التي عكست اهتمامات السياسة الخارجية في عهده.
يوضح ناصر بداية اهتماماته الشرقية، والتي بدأت مع تصاعد المشكلة بين العرب واليهود في فلسطين. هذه الاهتمامات الأولى التي وجدت صداها في الشارع المصري، أكثر من الدوائر الرسمية، كما هو الحال دائمًا بالنسبة لمصر وقضية فلسطين، إذ خرجت المظاهرات في مصر في الثلاثينيات من القرن العشرين، لا سيما مع اندلاع ثورة 1936 في فلسطين. وهنا يسأل جمال عبد الناصر (الشاب) نفسه:"لماذا أخرج في حماسة، ولماذا أغضب لهذه الأرض التي لم أرها؟ لم أكن أجد في نفسي سوى أصداء العاطفة"، ثم يشرح ناصر كيف تبلور لديه الاتجاه نحو الشرق، وإدراك أهمية الدائرة العربية لمصر بعد دخوله إلى الكلية الحربية. حيث بدأ ناصر يدرس التاريخ العسكري، وتاريخ ما يسمى بحملات فلسطين منذ أيام الفراعنة، لتأديب البدو الآسيويين ـ حتى حملات إبراهيم باشا. ويُشير إلى أن هذا الاتجاه قد تأكد لديه بعد ذلك أثناء دراسته في كلية أركان الحرب، حتى يصل ناصر إلى قناعة:"لما بدأت أزمة فلسطين كنت مقتنعًا في أعماقي بأن القتال في فلسطين ليس قتالاً في أرض غريبة، وهو ليس انسياقًا وراء عاطفة وإنما هو واجب يحتمه الدفاع عن النفس". وفي صفحاتٍ تالية من كتابه "فلسفة الثورة: يشرح لنا ناصر كيف خرجت مدفعية البطل أحمد عبد العزيز عبر سيناء متجهة إلى فلسطين، لتدك المستعمرات الإسرائيلية جنوب القدس أثناء حرب 1948.
ويتحدث ناصر بعد ذلك عن مشاركته في هذه الحرب، وكيف انتهى بعد عودته من الحرب إلى قناعة وحتمية تاريخية هي:"أن رفح ليست أخر حدود بلادنا".هكذا يرجعنا ناصر إلى التاريخ والجغرافيا وإلى قناعات حكام مصر، منذ عصور الفراعنة وإلى يومنا هذا، أن رفح ليست أخر حدود مصر، وأن الدفاع عن مصر لا يبدأ من سيناء، ولكن من ما وراء سيناء، وأن الانكفاء على الداخل وترك البوابة الشرقية هو أول خطوات الهزيمة، وفتح الباب للغزاة، فالخطر يأتي من الشرق.
السيناريو المفضل لمعظم غزاة مصر، عبر العصور، هو اختراق سريع لسيناء يؤدي إلى الوصول إلى الدلتا، إلى عقر الدار
سيناء "ترومبيل مصر":
ينتصر جمال حمدان في كتابه " شخصية مصر" للبُعد الآسيوي في هذه الشخصية، هذا البُعد الذي يظهر عبر البوابة الشرقية، سيناء. وعندما يبدأ حمدان حديثه عن سيناء يصفها في عباراتٍ لا تخلو من خفة دم وروح السخرية لدى المصري قائلاً:"هي بوابتها الرئيسية ومدخلها الأول، كانت بجدارة (ترومبيل مصر) منه دخلت جميع الموجات التي اكتسحت البلاد فيما عدا أقلية نادرة."
ويُشير حمدان إلى ظاهرةٍ مهمة في جغرافية وتاريخ مصر منذ القدم وحتى الآن، وهي أن الدلتا في الحقيقة مفتوحة ومكشوفة من الشرق، وهي المقولة التي ستؤكدها حقائق التاريخ، فالسيناريو المفضل لمعظم غزاة مصر عبر العصور هو اختراق سريع لسيناء يؤدي إلى الوصول إلى الدلتا، إلى عقر الدار، ولذلك يصف حمدان طريق سيناء، لا سيما طريق الشمال طريق الفرما، بأنه "طريق الغزاة" لكثرة ما عبره من جيوش.
وبفضل سيناء موقعًا وتاريخًا يعقد حمدان مقارنة طويلة بين مصر وتركيا، والتوجه الجغرافي والتاريخي لكلٍ منهما. فتركيا هي دولة آسيوية بمعظمها الجغرافي، بينما هي بأقلها الجغرافي أوربية، من خلال إقليم تراقيا. وكذلك الحال في مصر فهي أفريقية بمعظمها الجغرافي، وآسيوية بأقلها، من خلال سيناء.
وكما يلعب هذا القليل الجغرافي دورًا تاريخيًا كبيرًا في حياة تركيا من خلال سياستها الأوربية، تلعب سيناء نفس الدور في توجه تاريخ مصر نحو الشرق. وبالتالي يصف حمدان تركيا من خلال تراقيا، ومصر من خلال سيناء بأنهما:"جسر بين قارتين، وبين عالمين".
ويعتبر حمدان المفكر الشارح لاستراتيجية العهد الناصري، فهو يرى أن الثقل الأكبر من السياسة القومية لمصر قد اتجه، في عهد ثورة يوليو، إلى الجبهة الآسيوية. ويُثني حمدان على ذلك التوجه ويرى أنه يُساير الحتمية التاريخية لمصر، لإنه عود في الحقيقة على بدء قدم التاريخ، وقد أكدت فلسطين على هذا التوجه وحتميته تمامًا".
من هنا ازداد التوجه في العهد الناصري شرقًا، وتبنى النظام فكرة القومية العربية، وأدرك ناصر أن حدود مصر لا تنتهي عند رفح.
ويرى محمد حسنين هيكل، في كتابه عن المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل، أن أهداف إسرائيل قد تحققت من وراء عقد معاهدة سلام مبكر مع مصر. وطبيعي أن الهدف الرئيسي لإسرائيل وراء عقد هذه المعاهدة كان الحيلولة دون وقوع حرب جديدة مع مصر، لكن الهدف غير المعلن لإسرائيل كان:"كسر تأثير المقدسات، المحرمات في الصراع العربي الإسرائيلي، ثم تأكيد عزل مصر في إفريقيا وإبعادها عن آسيا، وهذه، وفقًا لهيكل، غايات تحققت أو هي بسبيل التحقيق"
لقد ترتب على نزع سلاح سيناء تراجُع الدور العربي لمصر، ودخول كل من إيران وتركيا كقوى إقليمية كبرى في المشرق العربي، بل أدى إلى تقوقع مصر داخل حدودها غير الطبيعية، ونقصد بها وادي النيل، إلى أن أصبحت سيناء منطقة عازلة بين مصر ودورها الطبيعي التاريخي، وأصبح الخطر رابضًا على الحدود الشرقية، قادرًا، وبفضل نزع سلاح سيناء، على العودة إلى السيناريو القديم لغزاة مصر: اختراق سريع لسيناء والوصول إلى شرق الدلتا وتهديد القاهرة. وهو نفس السيناريو، مع بعض التغيرات، في محاولة شارون الاستعراضية في ثغرة الدفرسوار والوصول إلى طريق السويس- القاهرة.
*رئيس قسم التاريخ بآداب القاهرة، وخبير بالمركز العربى للبحوث.