مستقبل غامض .. الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين
رغم استباقها بموجة من التفاؤل، إلا أن جولة
المفاوضات التجارية الأخيرة نهاية الأسبوع الفائت بين أميركا والصين قد فشلت، وبشكل
كبير، في تحريك الماء الراكد، أو تحقيق نتائج متقدمة بسبب فرض واشنطن باقة جديدة
من الضرائب على البضائع الصينية. وفي سياق توجيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسالة استباقية للصين،
للإسراع في إبرام اتفاقية تجارية مع إدارته وعدم انتظار بديل له في الانتخابات
الرئاسية عام 2020. وهي اللهجة التصعيدية التي حملتها تغريدته: "المشكلة الوحيدة هي أنهم يعلمون
أنني سأفوز، وإذا تم إبرام الصفقة في فترة ولايتي الثانية، فسيكون الأمر أسوأ
بالنسبة لهم". وخلص ترامب إلى أنه بالنسبة للسلطات الصينية "سيكون من
الحكمة التصرف الآن" ، على الرغم من أنه "يحب جمع الرسوم الثقيلة".
ويزيد
الأمر سوءً ما أعلنه الممثل التجاري الأمريكي
روبرت لايتهايزر في بيان أن الرئيس دونالد ترامب أمر ببدء رفع الرسوم على جميع
الواردات المتبقية من الصين، والتي تقدر بنحو 300 مليار دولار، وذلك بعد يوم من
رفع الرسوم من 10 إلى 25% على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار(1)، وهو ما
عرض المفاوضات بين البلدين لانتكاسة كبيرة في ظل مساعي ترامب لخفض العجز التجاري
بين أميركا والصين، مع فتح الأسواق الصينية بشكل أوسع أمام البضائع الأمريكية،
ودفع بكين إلى إدخال تشريعات لوقف الاستفادة بشكل غير شرعي من التكنولوجيات
الأمريكية، والتعدي على الملكية الفكرية. (2)
وهو
ما جعل الصين تأسف بشدة" لاتخاذ الولايات المتحدة هذه الخطوة، وتعهدت بأن
تتخذ "تدابير مضادة ضرورية"، ومن شأن
هذه الخطوة، كما يرى الصينيون، أن تؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين في بيئة التجارة
العالمية، وتزيد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتؤثر سلبًا على
المعنويات العالمية وتزيد من كره المخاطرة على الصعيد العالمي. (3)
ويتعامل
ترامب مع الأزمة بنوع من الهدوء الشديد، حيث صرح أنه ”ليس متعجلاً على الإطلاق“ لاستكمال هذا الاتفاق، متيقناً من
الوصول لهدفه، قائلاً "ستقدم التعريفات لبلادنا ثروة أكثر بكثير من أي اتفاق
استثنائي من النوع التقليدي“. (4)
أولاً- ملامح وتداعيات النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة
الأمريكية
بدأ النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة
الأمريكية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 مارس من عام 2018 عن
وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب
المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974 التي تسرد تاريخ «الممارسات
التجارية غير العادلة» و "سرقات الملكية الفكرية". وكرد انتقامي من الحكومة الصينية
فقد فُرضت رسوم جمركية على أكثر من 128 منتج أمريكي أشهرها فول الصويا.
وأصبحت الرسوم الأمريكية على
ما قيمته 34 مليار دولار من البضائع الصينية فعالة في السادس من يوليو 2018، وقامت
الصين بفعل المثل على نفس القيمة. وهذه الرسوم تمثل ما قيمته 0.1% من إجمالي الناتج
المحلي.
ونتيجة لتلك الحرب التجارية المعلنة، وعلى المستوى
الاقتصادي، فقد هوت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. وبالرغم من أن
بعض التوترات شابت العلاقات بين البلدين خلال العقود الماضية، إلا أن حرب الرسوم
الجمركية هي الأكثر شراسة منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
ومنذ يونيو/حزيران 2018، تبادل البلدان فرض الرسوم على
سلع بمليارات الدولارات؛ مما ألقى بتأثيرات سلبية على أسواق العالم، وعطل سلاسل
إمدادات المصانع وقلص صادرات المزارع الأمريكية، قبل التوصل إلى هدنة في ديسمبر
2018 لمدة تسعين يوماً، عقب محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره
الصيني شي جين بينج في الأرجنتين في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين. (5)
ونتيجة لذلك، فقد شهدت
الصادرات الصينية تراجعاً يعد الأكبر منذ ثلاث سنوات، في شهر فبراير/شباط الماضي،
مما يزيد القلق بشأن معدلات النمو في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الصادرات الصينية هبطت بنسبة 20.7 في المئة منذ العام الماضي، إذ تكبدت الصين في حربها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعض الخسائر، كما هبطت الواردات بنسبة 5.2 في المئة، وقد سببت هذه الأرقام هبوطاً حاداً في أسواق البورصة الآسيوية. (6)
مسار الحرب التجارية
التعريفات التي تفرضها الولايات المتحدة على
الصين |
|
التعريفات التي هدد ترامب بفرضها 2019 |
التعريفات التي تم فرضها في 2018 |
325 مليار دولار |
250 مليار دولار |
مجموع الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة
في 2018 |
|
539 مليار دولار |
التعريفات التي تفرضها الصين على الواردات
الأمريكية |
|
التعريفات السارية المفعول أو المعلن عنها |
مجموع الواردات الأمريكية إلى الصين في 2018 |
110 مليار دولار |
120 مليار دولار |
المصدر: مركز الإحصاء الأمريكي، وبحوث bbc، وإعداد الباحث.
ومن خلال حجم الرسوم المفروضة يتضح حجم الأزمة، خاصة أن تحرير
التجارة وخفض التعريفات الجمركية والحواجز التجارية عموماً بين الدول، كانت على
مدى العقود الماضية، هي السبب المباشر لزيادة كبيرة في حجم التجارة العالمية، ودعم
سلاسل التوريد العالمية، ففي السابق، انخفض متوسط معدل التعريفات الجمركية على
الواردات من قبل أعضاء منظمة التجارة العالمية من نحو 12.74٪ في عام 1996 إلى 8.8٪
في عام 2016، وارتفع حجم التجارة العالمية من 5 تريليونات دولار في عام 1996 إلى
19 تريليون دولار في عام 2013. غير أنه بالعودة لزيادة الرسوم وتعقيد التجارة، فإن التجارة
العالمية تُدفع خطوات إلى الوراء. (7)
وكان صندوق النقد
الدولي قد حذر مبكراً من خطورة الآثار الناجمة عن التصعيد في الحرب التجارية بين
الولايات المتحدة والصين، على الصناعات التحويلية في أكبر اقتصادين بالعالم، مع
تحول الطاقة الإنتاجية صوب المكسيك وكندا وشرق آسيا، علاوة على التأثيرات الناتجة
عن خسائر الوظائف نحو واحد في المائة من قوة العمل بقطاعي الزراعة ومعدات النقل في
الولايات المتحدة، وخمسة بالمائة في صناعات تحويلية الصينية غير الإلكترونيات، مثل
الأثاث والحلي. وأيضاً احتمالات خسائر القطاع الزراعي الأميركي نتاج الانكماش
الكبير المتوقع. (8)
وفيما يتعلق
بالجانب السياسي، فإن العلاقات الأمريكية الصينية التي احتفظت بقدر من الثبات والتوافق مؤخراً، تواجه الآن مرحلة فارقة وفي
حالة اختبار حقيقي؛ فمن الحرب التجارية ومحادثات السلام في واشنطن، إلى التوترات
في بحر الصين، فقد دخلنا في فترة من التنافس القوي والطويل الأمد بين الصين
والولايات المتحدة، يعكس التحول في السياسة الأمريكية الذي ستكون له انعكاسات
كبيرة على العلاقات الثنائية، ليس ذلك فقط، ولكن تأثيرات أبعد على الأمن العالمي.
ولقد ساعدت الإدارات
الأمريكية المتعاقبة، بدءً من ريتشارد نيكسون وحتى باراك أوباما، في ظهور الصين
كقوة اقتصادية وفقاً لسياسة "التوفيق"، أو سياسة "التعامل
البنَّاء" مثلما أطلق على سياسة الرئيس كلينتون، لكن من الواضح أن هناك
استراتيجية جديدة يحاول ترامب فرضها قائمة على سياسة "المواجهة"، خاصة
مع تزايد نفوذ الصين القوي. وهذا يتسق مع شخصية ترامب الذي ينقلب على كافة الثوابت
والاتفاقات منذ مجيئه للسلطة، فقد خرج من خمسة اتفاقيات دولية أهمها الاتفاق
النووي، واتفاق المناخ، واتفاق الأسلحة التقليدية، وغيرها.
هذا التغيير
الأمريكي يبدو أنه عميق وسيستمر إلى ما بعد" رئاسة دونالد ترامب لأن هناك
إجماعاً في واشنطن على أن السياسة السابقة مع الصين فشلت ويجب استبدالها عبر
اعتماد نهج أكثر تشدداً، خاصة مع تأكيد ترامب بأن انضمام الصين إلى منظمة التجارة
العالمية في عام 2001 كان "خطأ مميتاً".
لكن هذا التحول الجذري
في السياسة الأمريكية إزاء الصين يجعلنا أمام إشكالية كبيرة، فالصين ليست كوريا
الشمالية أو إيران، وسيكون هناك تبعات كبيرة لتلك المواجهة سواء على الطرفين أو
الاقتصاد العالمي.(9) خاصة في ظل سعي الصين لتشكيل تحالفات قوية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"،
ومنها جولة الصين في أوروبا في محاولة لضم إيطاليا للمبادرة، والتقارب مع فرنسا
لتشكيل تنسيق أوروبي.(10)
وبصرف النظر عن الإطار القانوني،
وباعتبار أن قرار أمريكا برفع الرسوم الجمركية ، يعد خرقاً لقواعد منظمة التجارة
العالمية، إلا أن الحرب ما زالت مفتوحة، وسيتمسك ترامب بفرض مزيد من الرسوم دون
اكتراث حتى ترضخ الصين. (11)
ثانياً- لمن الغلبة؟ .. حسابات الربح والخسارة في النزاع التجاري الأمريكي
الصيني
ليس من السهل التنبؤ بمن سينتصر في الحرب التجارية بين
الصين وأمريكا، غير أنه يمكن القول أن كل طرف يمتلك عدد من الأدوات التي يستطيع
استخدامها في مواجهة الآخر، والتي تعزز موقفه وفق مجموعة من الاعتبارات:
1- مدى قدرة الصين على التضييق على الشركات
الأمريكية: تمتلك الصين تاريخ في تبني تشديد إجراءات الجمارك وفرض تدابير صارمة ورفع كلفة
عمل الشركات الدولية على أراضيها، وهو ما يمثل مصدر قلق واضح للأمريكيين. لكن تظل هذه
الاستراتيجية لها كلفتها الباهضة على البلدين، إذ ستحد من إمكانية استثمار
المصدرين في السوقين الأمريكية والصينية. كما ستحد من المنافسة وسترفع الأسعار
وتقلل الخيارات أمام المستهلكين". (12)
2- ميزان الضغوط .. فرص عزل الولايات المتحدة الأمريكية: خلافاً لما هو بالولايات
المتحدة، حيث يُقيد منصب الرئيس دستوريا بفترتين رئاسيتين فقط، ألغت الصين مؤخراً
هذه القيود. وهذا يعني أن الرئيس الصيني، تشي جين بينغ، لن يواجه أي ضغوط لتحقيق
أي نتائج سريعة. ويشمل ذلك سعي إدارة الرئيس الصيني ببطء لتشكيل
تحالفات تجارية مع دول أخرى وهو ما قد يؤدي إلى عزل واشنطن. ويرى محللون أن
هذا يحدث بالفعل ضمن تحركات بكين الأخيرة إلى دول أخرى في أوروبا وآسيا وأمريكا
اللاتينية. (13)
3- إجراء خفض قيمة اليوان الصيني: إذا قررت الصين شن هجوم مباشر،
يمكنها حينئذ خفض قيمة عملتها، اليوان. وسيكون لخفض العملة الصينية تأثير مضاعف،
فضعف العملة يعني صادرات صينية أرخص وأكثر تنافسية، وفي الوقت ذاته سيجعل المنتجات
الأمريكية أعلى ثمنا، ولا سيما تلك المعرضة لتعريفات جمركية أعلى. لكن مع ذلك، فإن التلاعب بورقة العملة سيكون قرارا من الصعب
اتخاذه. (14)
4- الحد من أرصدة الديون الأمريكية: تحتفظ الصين بديون للحكومة
الأمريكية بقيمة 1.17 تريليون دولار، ويتكهن بعض الاقتصاديين بأن الصين قد تحد من
أرصدتها من تلك الديون للانتقام إذا ما شُنّ عليها هجوم آخر. فعلى مدار العقدين
الأخيرين، اشترت بكين عشرات من سندات الخزانة الأمريكية كوسيلة للاستثمار الآمن،
وجمعت الصين المليارات من فوائد تلك السندات.
غير أنه إذا قررت الصين تصفية كمية كبيرة من هذه
السندات، فستتلقى الأسواق العالمية هزة كبيرة، إذ سيضعف الارتفاع الكبير في معروض
سندات الخزانة إلى حد كبير قيمتها، وسيجعل اقتراض المال باهظا للشركات الأمريكية
والمستهلكين. ونتيجة لذلك، سيشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤاً شديدًا. لكن الأمر محاط بالمخاطرة
الكبيرة؛ حيث أن انخفاض الأسعار سيوجه كذلك ضربة إلى الصين، ولن تجد بكين في السوق
بديلاً استثمارياً بنفس ضمانات السندات الأمريكية. (15)
5- اعتبارات الإنتاج واليد العاملة: لا تستطيع الشركات الأمريكية
إيجاد يد عاملة رخيصة تغنيها عن واردات الصين؛ وحتى الشركات الأمريكية القليلة
التي تحظى بامتيازات ضريبية لبيع وارداتها من الصين بأقل الأسعار، ستحتاج إلى
الرفع من الأجور وبناء شركات أخرى، بالإضافة إلى الضغط المتزايد على التضخم
ومعدلات الفائدة. ونظرا للقدرة الإضافية الصغيرة المتوفرة، سيكون الاستثمار
والتشغيل اللذان تحتاجهما الولايات المتحدة الأمريكية لتعويض السلع الصينية على
حساب قرارات الشركات الأخرى التي كانت تحقق أرباحاً أكثر قبل الحرب الضريبية مع
الصين. إذاً، فالولايات المتحدة الأمريكية لن تستثمر ولن تُشَغِّل عمالاً جدداً
لمنافسة الصين، ما لم تكن متأكدة من استمرار الضرائب لعدة سنوات.
6- النفس الطويل واعتبارات الوقت: يعتبر الاقتصاد الصيني أكثر
تنظيماً من نظيره الأمريكي، كما أن الأسواق الصينية أكثر تماسكاً من نظيرتها
الأمريكية، ففي الوقت الذي يمارس فيه الرئيس الأمريكي سياسات حمائية تقوم على
العشوائية والارتجال، تنتهج الصين سياسة حكيمة فيما يتعلق بردود الأفعال، إذ يحكم
ذلك خطط واستراتيجيات طويلة الأمد تأخذ بعين الاعتبار معدل النمو وحجم التضخم ونسب
البطالة في البلاد.
7- الاصطفاف والدعم: تشير مقدمات النزاع ومخرجاته إلى
تخبط أمريكي، وعدم رضاء كامل عن سياسات ترامب، في مقابل اتزان صيني يقوم على دراية
مسبقة بطبيعة الاقتصاد الأمريكي، ومدى قدرته على الصمود في ظل معطيات جديدة أفرزها
فريق اقتصادي ليس الأفضل بين الإدارات الأمريكية التي تعاقبت على حكم البيت
الأبيض. وتلك حقيقة يؤكدها عزوف غالبية الأمريكيين عن الاصطفاف خلف رئيسهم في حربه
التجارية، على عكس القيادة الصينية التي تحظى قراراتها ذات الصلة بالتفاف شعبي،
ودعم غير محدود.
8- طبيعة النظام العالمي، ومبادرة الحزام والطريق: شهدت الصين خلال السنوات
الأخيرة إصلاحات داخلية في قطاعات كبيرة ومتنوعة، شملت إعادة هيكلة الاقتصاد
والصناعة وفق استراتيجية جديدة تقوم على الطلب المحلي والحد من الاستثمار في
الخارج، وهي خطة قد تجعل البلاد أقل اعتماداً في المنظور القريب على التجارة
الخارجية.
كما أن مبادرة الحزام والطريق الصينية تحظى بدعم اقليمي
ودولي من عديد من دول العالم التي تجد فيها تعظيم للمنافع التجارية المشتركة،
بعيداً عن القواعد التجارية الأمريكية الصارمة.
إجمالاً، يمكن القول أن لدى الطرفين تفاهمات مشتركة حول العديد من
القضايا، لكن هناك خلافات قوية، غير أن المشكلة تكمن في أن تلك الخلافات تتعلق بشكل
أساسي بقضايا أساسية مهمة لكل طرف، ولا يمكن تقديم تنازلات فيها، وهذا هو عنق
الزجاجة.
غير أن الصين لديها العديد من الأدوات التي تستطيع
الاستثمار فيها وتوظيفها خاصة بما لها من قبول على المستوى الاقتصادي، باعتبار
أنها تنطلق من أرضية اقتصادية بحتة، بعيداً عن التدخلات السياسية والضغوط الخاصة
بملفات معينة والتي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية. علاوة على الإجراءات
الاقتصادية المماثلة التي يمكن أن تتخذها، وهو ما يجعلها في موقف أكثر قوة نسبياً
ويعطيها القدرة على تجاوز تلك الحرب بنسبة خسائر أقل، فليس هناك منتصر في تلك
الحرب التجارية.
كما أنه، وبصرف النظر عن نتائج النزاع الأمريكي الصيني،
فإن النمو الاقتصادي في العالم يعتبر أصلاً "أقل توازناً وأقل تناغماً" في
تلك الفترة، وسيزيد من معاناته تلك الحرب التجارية التي يمكن أن تفضي في نهاية
المطاف لأزمة مالية عالمية جديدة، خاصة مع التوسع الاقتصادي ودخول ترامب في نزاع
تجاري مع كل الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة، بخلاف الصين، حيث برغم توصله لهدنة
هشة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك، لكن تظل إدارته تجري مفاوضات صعبة مع كندا. كما
أن اليابان، التي تسجل الولايات المتحدة تجاهها عجزاً تجارياً بقيمة 56,6 مليار
دولار، باتت هدفاً لترامب عقب فروغه من الصين. (16)
الهوامش
1-بي بي سي، دونالد ترامب يرفع التعريفات الجمركية بأكثر من
الضعف على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار، الرابط:
http://www.bbc.com/arabic/world-48226556
http://cutt.us/95l8P2-
3- ترامب يدعو الصين للإسراع في إبرام
صفقة معه، الأحد ١٢ مايو
٢٠١٩ ، الرابط:
http://cutt.us/1rJNc
4- ترامب يقول إنه ليس متعجلا لاستكمال اتفاق تجارة
مع الصين، آراب فينانس، 5/12/2019، الرابط:
https://www.arabfinance.com/ar/news/details/world-economy/479711
5- http://cutt.us/xareu
6- بي بي سي، الحرب التجارية بين الصين وأمريكا: صادرات الصين تشهد أكبر تراجع
لها منذ ثلاث سنوات، الرابط:
http://www.bbc.com/arabic/business-47496276
7- سي إن إن، أمريكا والصين.. من
سيربح الحرب التجارية؟، الرابط:
https://arabic.cnn.com/business/article/2019/01/04/bjan19-usa-china-trade-war-world-economy
8- تقرير: حرب واشنطن وبكين
التجارية تهدد الصناعات والوظائف، سكاي نيوز عربية، 13 أبريل 2019 ،
الرابط:
http://cutt.us/oOad2
9- العين، خبراء: تصاعد حرب التجارة
بين أمريكا والصين يهدد الاقتصاد العالمي، الرابط:
https://al-ain.com/article/escalating-trade-war-america-china-world-economy
10- بثمانِ نقاط بسيطة.. كيف نفهم الحرب التجارية بين الصين
وأمريكا؟، 23 مارس 2019، الرابط:
http://cutt.us/jkWhD
11- إيمان هلب، حرب التجارة بين واشنطن وبكين تهدد بأزمات
عالمية، الوطن، 11 مايو 2019،
الرابط:
https://www.elwatannews.com/news/details/4152180
12- ما هي الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها الصين في الحرب التجارية
مع واشنطن؟، فرانس 24، 7 يوليو 2018، الرابط:
http://cutt.us/iLaxn
13- طوني رزق، موازين الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، جريدة
الجمهورية، السبت 04 آب 2018، الرابط:
http://www.aljoumhouria.com/news/index/429328
14- يسيليا باريا، هل بكين أقوى من واشنطن في حربهما التجارية؟، بي بي سي، 2 أغسطس 2018، الرابط:
http://www.bbc.com/arabic/world-45045964
15- سكاي نيوز عربية، متى تشهر
الصين سلاح الـ"1.2 تريليون دولار"؟، 11 مايو 2019، الرابط:
https://www.skynewsarabia.com/business/1251128-%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%8012-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%9F
16- دويتش
فيله، تصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، 24 سبتمبر 2019،
الرابط:
http://cutt.us/7FqVD