الواقع و الآفاق .. العلاقات بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية
الملخص
يسعى هذ
الموضوع الى البحث إلى في العلاقات المغربية الأمريكية التي تمتد لقرون، حيث خبرت
الدولتين فيهما عدة مواقف وتجارب تاريخية، وذلك بفعل التقلبات والتحولات التي
يعرفها المشهد الدولي والإقليمية عبر السنوات، وتحتاج دائما إلى توافقات بين الدول
وذلك حسب رؤية ونظرة كل دولة لمصالحها و استراتيجيتها الداخلية والخارجية.
لكن في
الغالب كانت المملكة المغربية من أبرز الحلفاء الاستراتيجيين في شمال أفريقيا للولايات المتحدة الأمريكية في تبني رؤيتها
للأحداث والمواقف الدولية ومتعاون معها في توجهاتها ضد الإرهاب والتطرف .
في المقابل كانت الولايات المتحدة الأمريكية
ليست بالبعيدة عن تأييد المواقف السياسية للمغرب داخل المحافل الدولية ومجلس الأمن،
ويمكن اعتبار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء هو جوهر قوة ذلك
التوافق بين البلدين.
الكلمات المفتاح:
Abstract
This
research seeks to explore the arc in the Moroccan-American relations that
extend for centuries, where the two countries experienced several historical
situations and experiences, due to the fluctuations and transformations that
the international and regional scene has known over the years, and they always
need consensus between countries, according to the vision and view of each
country for its interests and internal strategy. and external.
But in
most cases, the Kingdom of Morocco was one of the most prominent strategic
allies in North Africa for the United States of America in adopting its vision
of international events and positions, and cooperating with it in its
orientations against terrorism and extremism.
On the
other hand, the United States of America was not far from supporting Morocco's
political positions in international forums and the Security Council, and the
American recognition of Morocco's sovereignty over the Sahara can be considered
the core of the strength of that consensus between the two countries.
مقدمة:
تمتد جذور العلاقات المملكة المغربية والولايات المتحدة
الأمريكية عميقاً في التاريخ الحديث والمعاصر، إذ كان المغرب أول دولة في العالم تعترف
باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1776، ومنذ ذلك التاريخ بدأت خيوط العلاقات السياسية
والاقتصادية تنسج بين المغرب والولايات المتحدة، وبذلك تتميز هذه العلاقات بخاصية
تاريخية منفردة في القدم، لكن هذا التفرد تأثر أحياناً بالظروف الداخلية
والمتغيرات الدولية لكلا البلدين وفي مختلف المجالات وبخاصة السياسية والاقتصادية
منها تداعيات ما سمي بأحداث الربيع العربي التي عصفت بأنظمة سياسية عربية عريقة
ومؤثر في الساحتين العربية والدولية، فضلا عن أنتشار تنظيم القاعدة في دول المغرب
العربي(1)، وما سبقه من تشكيل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية، وما ترتب على ذلك من زيادة التنسيق السياسي والامني
بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية في سياق التصدي للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية كأخطار
مهمة. و يبقى الهم الأكبر للمغرب في علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية هو
اعتراف هذه الأخيرة بسيادة المغرب على الصحراء التي باتت تشكل عنصرا وتحول أساسيا
في علاقة البلدين.
فقد ظهر الاهتمام الأمريكي بمنطقة المغرب العربي منذ نيل هذه
الدول استقلالها في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي، والتنافس بين موسكو وواشنطن في فترة الحرب
الباردة لاستمالة العواصم المغاربية لأحد المحورين الشرقي الشيوعي أو الغربي
الرأسمالي، وتوجت هذه السياسة بنجاح واشنطن في استمالة المملكة المغربية وتونس في
مقابل ميل ليبيا والجزائر نحو الاتحاد السوفييتي. ثم تطور هذا الاهتمام بعد نهاية
الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي، عبر المقترح الأمريكي لمشروع الشراكة مع
منطقة المغرب العربي والذي أطلق عليه اسم مشروع (ايزنستات) المنافس للمشروع
الأوربي للشراكة.
كانت السياسة الأمريكية واضحة في دعوة الدول المغاربية إلى
الانفتاح السياسي والاقتصادي، والانخراط في حركة الاقتصاد العالمي، وركزت واشنطن
على ضمان استمرار تطور العلاقات السياسية والاقتصادية مع المملكة المغربية، الى إن
توجت هذه العلاقات بتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين.
وكانت
تخضع التصورات الأمريكية منذ عقد السبعينات من القرن الماضي لمنطقة المغرب العربي
بشكل مرجعي لرؤية وزير الخارجية السابق (هنري كيسنجر)، الذي وضع تقسيما إداريا
لمناطق العالم، الحق بموجبه المنطقة المغاربية بمنطقة الشرق الأوسط، وبقيت أثره
نفس درجة الاهتمام بمنطقة المغرب العربي إلى عهد الرئيس (باراك اوباما).(2)
لكن
بعد تولي (دونالد ترامب) لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية وفي آخر ولايته، سوف تتغير نظرة سياسة الخارجية الأمريكية للمغرب
العربي، وخاصة علاقاتها مع المملكة المغربية، والتي أثمرت في آخر أيام (دونالد
ترامب) باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء.
لذلك،
سوف نحاول اظهار المعالم الإيجابية لهذا التقارب وكيف يمكن إن يكون قاطرة لبناء مستقبل
أفضل للمنطقة.
لعل هذه المقدمة المقتضبة تكفي لإبراز درجة الحاجة إلى
دراسة العلاقات المغربية الأمريكية في هذه الظرفية السياسية الحالية وما يعرفه
العالم بعد جائحة كوفيد ١٩،لما لها من إيجابيات لصناع القرار.
-
دواعي اختيار الموضوع:
يشكل اختيار
الموضوع استمراراً للجهد البحثي الذي انخرط فيه الباحث في إطار مادتي "دراسات
المناطق" و"الفكر الاستراتيجي"، اللتين درسهما حينما كان طالباً في ماستر العلوم
السياسية، وهو جهد بحثي ابتدئ سنة ٢٠١٤
بورقة تحمل عنوان "العلاقات الأمريكية المغربية الواقع والآفاق".
تم الخلوص من خلال هذه الورقة إلى أن العلاقات بين البلدين كانت تحكمها سيناريوهات
متباينة، وذلك راجع إلى رؤية الحزبين المتحكمين في القرار الأمريكي، ومن هنا كان
السؤال دائما أن النظرة الأمريكية إلى المغرب العربي لم تكون بتلك الحدة مثل مناطق أخرى، غرب اسيا
مثلا.
لذلك، موضوع الدراسة يفتح لنا باب لإعطاء
رؤية جديدة للعلاقات بين البلدين في ظل الظروف السياسية الحالية والمستجدات
الدولية التي تصب في صالح تقوية العلاقة بين البلدين.
-أهمية الموضوع:
ينطوي الموضوع على أهمية نظرية وعملية. تتمثل الأهمية النظرية
في ما يمكن للبحث أن يقدمه في آفاق التعاون بين المملكة المغربية والولايات
المتحدة الأمريكية، و ما يمثله من إسهام في فهم العلاقة بين الدولتين وصنع السياسة
الخارجية. أما الأهمية العملية فتتمثل في ما يمكن لرصد تطور العلاقات بين البلدين أن
يمده من جسور تربط بين المعرفة والسلطة والعلاقات السياسية، وسيساهم البحث في هذا
الموضوع في كيفية استغلال الظرفية السياسة الحالية بين البلدين والارتقاء بها الى
مستوى الفاعل المؤثر في السياسة الداخلية للمغرب العربي.
-المنهج:
أعتمد البحث على المنهج التاريخي والمنهج الوصفي
التحليلي في سياق الكشف عن تطور هذه العلاقات وبيان آفاق المستقبل.
:
إشكالية البحث: تكمن الإشكالية التي نسعى لمعالجتها في هذا البحث في السؤال
الرئيسي التالي :ماهي الأفاق المستقبلية للعلاقات المغربية الأمريكية بعد التطورات
السياسية الراهنة؟ وهل يمكن أن يكون ذلك بداية انفراج لعلاقات متينة بين البلدين
ومسلسل لبداية مشروع مغاربي واعد أم أن هذا التقارب سيزيد من تكريس واقع التباعد
والانقسام بين الأقطار المغاربية؟ ومن هذه
الإشكالية تنبع مجموعة من الأسئلة هي:
_ ماهي الخلفية التاريخية
والسياسية للعلاقات المغربية الأمريكية ؟
_ كيف هو مستقبل العلاقات
المغربية الأمريكية بعد اعتراف هذه الأخيرة بسيادة المغرب على الصحراء ؟
_ماهي مرتكزات وعوامل توثيق
العلاقات بين البلدين؟
وفي ضوء هذه المنهجية تم تقسيم البحث إلى مقدمة ومحورين وخاتمة
وعلى النحو الآتي:
- الفرضية:
ينطلق البحث من فرضية مفادها أن نجاح العلاقات الأمريكية
المغربية هي نافذة أساسية لبناء اي تكتل مغاربي قوي في المستقبل القريب، فنظام
الحكم بالمغرب يعرف جيداً دور الولايات المتحدة الأمريكية في العالم وتأثيرها
الجيوسياسية، لذلك ات الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، كبداية نواة
صحيحة لتأسيس علاقات ذات طابع استراتيجي.
هناك عامل آخر يجب أن يلعب دور في هذا التقارب الراهن وهو
التواصل بين الأكاديمي والفاعل السياسي بين البلدين، ففي الوقت الذي تتشارك فيه مؤسسات
البحث العلمي، يشكلان أساس وروابط لتمتين العلاقات بين الدول.
أولاً- البعد التاريخي و السياسي
للعلاقات المغربية الامريكية
العلاقات المغربية الأمريكية ممتدة في عمق التاريخ، فقد ظلت معاهدة السلام والصداقة
الموقعة العام 1786(3)، سارية المفعول، والتي سجلت سبق الاعتراف
المغربي باستقلال الولايات المتحدة بعد استقلالها العام 1776، عقب حرب الست سنوات
ضد بريطانيا. وبالرجوع إلى الكتب والمصادر التاريخية تلاحظ إن العلاقة بين البلدين
كانت منذ أمد بعيد، وظلت قائمة رغم الاضطرابات التي طبعت القرن التاسع عشر وبدايات
القرن العشرين.(4)
وسوف تتطور العلاقات جيدا، فبعد استقلال المغرب عن فرنسا سنة
1956،بادرت الولايات المتحدة الأمريكية لتكون أول دولة تعترف رسمياً بالمغرب
المستقل وكان (إيزنهاور) أو رئيس دولة يعين سفيراً لها بالمغرب.
بعد ذلك، اسس الولايات المتحدة لتحالفات داخل العالم الإسلامي
والعربي، وكان المغرب أبرز هذه الحلفاء الاستراتيجيين في المنطقة، وقد تعزز هذا
التوجه في عهد الملك الراحل الحسن الثاني،
حيث كان يتمتع بصداقة مستمرة مع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية.(5)
وفي الواقع خضعت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية
والمغرب لعدة مؤثرات عبر المرحلة السابقة عكست من جهة تطور مكانة الدولتين في
النظام الدولي حيث تمكنت الولايات المتحدة في ظرف وجيز من الانتقال من كيان
استيطاني يريد إثبات وجوده واستقلاله إلى قوة عظمى وقائده لهذا النظام بعد انهيار
الاتحاد السوفيتي. في حين سعى المغرب بعد استقلاله إلى مواجهة تحديات التنمية
وتحسين موقعه، ومن جهة أخرى اختلاف مصالحها بفعل هذه المكانة.(6)
لذلك، لم تكن مساهمة الرئيس الأمريكي (بيل كلينتون) في جنازة
الملك الراحل الحسن الثاني مجرد اعتراف بمكانة ودور الملك الراحل على المستوى
السياسي والدبلوماسي، وإنما كانت تؤشر أيضاً لمتانة العلاقات المغربية الأمريكية
التي تكتسي شحنة تاريخية.
وفضلاً عن ذلك البعد التاريخي، فإن هناك جملة من العوامل منحت
هذه العلاقة طابعا متميزاً بالرغم من اختلاف الرؤساء المتعاقبين على الولايات
المتحدة الأمريكية، وكذلك بالرغم من بعض التفاوت في إدراك بعض القضايا.(7)
وإذا رجعنا إلى موجز تاريخ العلاقات الأمريكية العربية بصفة
عامة فنجد، نجد إن للولايات المتحدة الأمريكية، قد قامت في المنطقة العربية منذ
لحظة تدخلها الكثيف فيها، على دعامتين هما: احتواء التوسع السوفياتي سابقا، وضمان
تدفق النفط الرخيص. فقد أقر الرئيس (ترومان)
بأهمية نفط الخليج في خطابه أمام الكونغرس في 24 مايو 1951، إذ أعلن أن الشرق
الأوسط "يحتوي على نصف احتياطيات النفط في العالم".(8)
وفي
الأول من خمسينيات القرن الماضي، راهنت أمريكا على ما يسمى الدول العربية
"المعتدلة". فأوصى ترومان بمستويين من التحالفات العسكرية الإقليمية: قيادة الشرق الأوسط المستوحاة من النموذج
البريطاني، ومنظمة الدفاع عن الشرق الأوسط التي عرفت أيضاً بحلف بغداد.وحذا الرئيس أيزنهاور حذو ترومان، ووثق إلى حد
كبير العلاقات الأمريكية مع الحلفاء العرب.
وقد تخيلت عقيدة كل من أيزنهاور و ترومان دوراً رئيسياً للحلفاء
العرب في حماية المصالح الأمريكية وفي مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق في
المنطقة.(9) و المغرب يعتبر ركنا أساسيا في السياسة الأمريكية في شمال
إفريقيا والشرق الأوسط. وقد ساهمت مجموعة من العوامل في ترسيخ مكانة المغرب في
المقاربة الأمريكية للمنطقة المغاربية.
لذلك، لم يتردد المغرب في الانصهار في الاستراتيجية العالمية
التي دشنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن بعد أحداث شتنبر 2001
التي ضربت الولايات المتحدة ونسبت إلى القاعدة. فقد ساند المغرب الإجراءات التي
دفعت إليها الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى تجفيف مصادر الإرهاب من خلال
قرارات ملزمة لمجلس الأمن.(10)
بجانب أن المغرب بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يعتبر
كنموذج للإصلاح الديموقراطي. كما أن البيان الصادر عن اللقاء الذي تم في واشنطن
بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي أوباما يوم نونبر 2013 قد أشاد بتلك
الإصلاحات الديمقراطية التي رسخها الملك محمد السادس.(11)
فضلاً عن ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تشجع على إقامة
الروابط الاقتصادية بين الدول المغاربية، كما أشارت لذلك مباردة (ايزنشطان، نسبة
إلى كاتب الدولة في التجارة والمالية والاقتصاد في نهاية التسعينات.وقد ارتكزت على
ثلاثة أفكار محورية وهي: أولا:إرساء حوار منتظم مع الدول المغاربية ولا سيما
المغرب والجزائر وتونس. ثانيا: التعامل معها كمنطقة للتعاون الاقتصادي بشكل يمكنها
من الاستفادة من التكنولوجيا، وكذلك من الفرص التي يتيحها السوق الأمريكي.وثالثا:
التأكيد على الدور المحوري للقطاع الخاص كفاعل أساسي في هذه الشراكة لتحقيق التنمية
المستدامة في منطقة المغرب الكبير.(12)
وفي هذا التعاون والروابط الاقتصادية، قد شهدت العلاقات
المغربية الأمريكية مجموعة من المبادرات إلى ترسيخ العلاقات بين الطرفين. ففي
يونيو 2004،وقع الطرفان اتفاق للتبادل الحر بعد مفاوضات انطلقت في سنة 2003. وقد
دخل حيز التطبيق في 2006 .وهو يشكل خطوة أخرى على درب سياسة الانفتاح التي نهجها
المغرب منذ تبنيه لبرنامج التقويم الهيكلي.
لذلك دلالة هذه
الاتفاقية ليست بالأساس اقتصادية، بل هي بالدرجة الأولى ذات دلالة سياسة. فهي تأتي
في سياق مناخ ما بعد 11 شتنبر 2001 الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى تبني ما وصفته
بالحرب على الإرهاب. وعلى رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في بناء ما سمي بالشرق
الأوسط الكبير الذي أثار جدلا كبيرا اعتبارا لاعتقاده الخاطئ بإمكانية دمقرطة دول
المنطقة بإرادة خارجية.(13)
إلى
جانب ذلك تعتبر المقاربة الأمريكية لقضية الصحراء من القضايا التي تشكل خصوصية
العلاقة الأمريكية المغاربية. وبالنسبة للمغرب، فإن الموقف الأمريكي يبقى حاسما في
توجيه الموقف الدولي إزاء تطورات هذا الملف لعدة اعتبارات منها: كون الولايات
المتحدة الأمريكية تعتبر عضوا دائما ومؤثرا في مجلس الأمن. فضلا عن ذلك فإنها
ترتبط بعلاقات مع المغرب. ولكن في نفس الوقت فهي حريصة على المحافظة على مصالحها
خاصة الاقتصادية وحتى السياسية مع الجزائر.فالهاجس الأساس بالنسبة للإدارة
الأمريكية هو الإبقاء على هذا التوازن.(14)
لكن، يبقى التوجه الأمريكي نحو المنطقة، فضلا عن التوجهات
الأخرى في الشرق الأوسط، دخل ضمن الإطار الأشمل للاستراتيجية الأمريكية التي أعادت
ترتيب أولوياتها، وفق التطورات التي سوف يشهدها القرن الحادي والعشرين، من دون
الأخذ بنظر الاعتبار، من يجلس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض. وعليه، إن
الشراكة الاقتصادية مع المغرب العربي، برزت كتطور طبيعي لاتجاه الولايات المتحدة
الأمريكية في التسعينات، لإحكام سيطرتها على المناطق الحساسة، وذات الموقع
الاستراتيجي المهم بالنسبة إلى مصالحها الحيوية، ومن بينها منطقة المغرب العربي، التي
شكلت مجالاً مهما وضروريا للمهمات المستقبلية التي حددها حلف الناتو، لمواجهة
الأزمات القادمة، والتي تقع خارج مجاله الجغرافي المحدد في معاهدة (واشنطن لعام
1949).(15)
يتضح مما سبق، من
الجانب التاريخ والسياسي المشترك للولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، أن هناك ثقل
تاريخي وسياسي بين البلدين. قد أنتج تعاون وتفاهم استراتيجي امتدت قرون عدة بين
البلدين رغم التحولات الدولية والتغيرات في النظام الدولي.
لكن،
تبقى اشكال آخر وهو مقاربة الولايات المتحدة الأمريكية لقضية الصحراء، والتي تعتبر
الممر الأساس للمغرب للمرور إلى تعاون جديد مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا
سوف نحاول معالجة في المحور الثاني من المقال.
ثانياً- مستقبل العلاقات المغربية
الأمريكية في ظل سياق إقليمي و دولي مضطرب
إن العلاقات المغربية الأمريكية تفرز تشابها في مقاربة الطرفين
للقضايا التي يطرحها النظام الدولي تعود إلى تماشي النظام الملكي المغربي مع الخط
العام للمصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية في المنطقة العربية والإفريقية. وقد
ساهم في توثيق العلاقات بين المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية عدة
عوامل شكلت دوافع للبلدين للمضي في هذه العلاقات.(16)
ومن أهم هذه العوامل : الأهمية الإستراتيجية للموقع الجغرافي
للمملكة المغربية، إذ تأتي مكانة المغرب في الإستراتيجية الأمريكية في سياق تحكمه
عدة محددات، تتمثل في رغبة أمريكا في استغلال الموقع الاستراتيجي للمغرب بصفته
دولة تنتمي إلى عدة وحدات إقليمية ودولية مهمة. فالمغرب دولة عربية، إسلامية، افريقية
ومتوسطة، وكل واحد من هذه الأبعاد يقودنا إلى المصالح الأمريكية في المنطقة
واستراتيجيتها لتحقيق هذه الأهداف، فالمغرب في إطاره الإقليمي يكتسي أهمية كبرى
بسبب علاقته الحيوية بالأمن في البحر المتوسط والأهمية الإستراتيجية كممر بحري
ضروري لاقتصاد الدول الغربية.(17)
فالمغرب الذي سار على إتباع إيديولوجية تتسم بالواقعة والانفتاح
والحياد فلم يكن بحكم الجوار الجغرافي الأوربي وبحكم نوعية الروابط الدولية التي
شدته تقليديا إلى أوروبا، بعيدا عن أجواء الاستقطاب الدولي بين
المعسكرين(الاشتراكي و الرأسمالي) ذلك لأنه لم يفلت من أحكام التحولات المثيرة
التي أجبرت أوربا نفسها إن تعيشها. ألا إن المغرب لم يتأرجح طويلا بين الشرق و
الغرب إذ كان قد حسم آمره واختار التوجه الغربي فكان النظام الملكي المغربي يمثل
التوجه الغربي الليبرالي في الشمال الإفريقي.(18)
ومن الواضح إن المغرب استطاع استغلال بعض المعطيات التي تتوفر
له ( كالموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي حضي به وامتلاكه لبعض المعادن المهمة
وبعده العربي والإسلامي) للحصول على الاهتمام الأمريكي، فأصبح المغرب واحدا من اقرب
الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة الأمريكية في أفريقيا والعالم العربي
والإسلامي.(19)
هذا بطبيعة الحال أعطى دفعا
للنظام المغربي للرهان على ضمان التأييد الأمريكي للقضايا المصيرية بالنسبة
للسياسة الخارجية المغربية (قضية الصحراء، وقضية مدينتي سبتة و مليلية والجزر
المجاورة لهما المحتلة من قبل اسبانيا إلى جانب بعض القضايا المتعلقة بالهاجس
الأمني والعسكري كالهجرة والإرهاب ومسيرة الإصلاح الديمقراطي في المغرب) لذا لم
يرى المغرب أنه من الحكمة المغامرة بخسارة أهم القضايا التي تهم السياسة الخارجية
المغربية، وتأتي في مقدمتها قضية السيادة على الصحراء التي يلتقي على أهميتها كل
من القصر الملكي والحكومة والمعارضة.(20)
ويظهر للعيان في ظل الظروف السياسية الإقليمية والدولية الراهنة
والتي تتسم بالاضطراب إن العلاقات بين المغرب و الولايات الأمريكية بدأت تشهد تحول
وتايد جديد في المواقف و الأهداف والتوافقات السياسية الإقليمية والدولية، وسوف
تبرز هذه التوافقات من خلال اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على
الصحراء، و بعدها استمرت اللقاءات وزيارات بين الطرفين لاسيما واننا في سياق
إقليمي ودولي مضطرب.(21)
انعقاد
قمة النقب الإقليمية: مشاركة المغرب في القمة
السداسية التي استضافتها إسرائيل بمشاركة وزراء خارجية دول مصر والإمارات والبحرين
وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، والذين بحثوا كيفية مواجهة
التهديدات الإيرانية للأمن القومي لدول الشرق الأوسط من خلال إقامة منتدى دائم،
مثل منتدى النقب لتعزيز العلاقات بين الدول الست والتعاون ضد التهديدات الأمنية
التي قد تواجهها، بالإضافة إلى الرعاية الأمريكية لاتفاقيات تطبيع العلاقات
الثنائية مع إسرائيل.
-
مجالات تعاون استراتيجية:
ظهرت أيضاً جملة من الأهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها مع
المغرب، ومن ذلك ما يلي:
- التأييد السياسي:
يتجلى
في التايد الأمريكي الواضح لرؤية المغرب الخاصة بمنح الحكم الذاتي تحت السيادة
المغربية كحل واقعي لتلبية تطلعات شعب الصحراء، حيث أصدرت الخارجية الأمريكية
بياناً دعمت المقترح المغربي الخاص بالحكم الذاتي. ويعد
الدعم الأمريكي للموقف المغربي إزاء قضية الصحراء مكسباً دبلوماسياً للرباط.
-
تعزيز العلاقات الاقتصادية:
وفي هذا السياق قدم بلينكن وعوداً للحكومة المغربية خلال هذه زيارة
الاخيرة بتوسيع المنطقة الاقتصادية في مدينة بوزنيقة، مع العمل على رفع حجم
التبادل التجاري بين واشنطن والرباط والذي يبلغ حوالي 3.3 مليار دولار في عام 2021
(العجز التجاري المغربي يقدر بحوالي 1.26 مليار دولار)، وكذلك التعاون المشترك بين
وزارتي الداخلية والاقتصاد الأمريكيتين مع نظرائهما بالمغرب لحل مشكلة الجفاف
وتجنب تداعياتها على الأوضاع الإنسانية داخل البلاد.
وفي هذا الإطار، تم الاتفاق على إطلاق شراكة أمريكية – مغربية
بقيمة 3 ملايين دولار مع مؤسسة "باستور"، هذا إلى جانب مواصلة الدعم الأمريكي لمجالات
الطاقة والأمن الغذائي بالمغرب، مع وعود بتدريب 6 آلاف معلم مغربي ومساعدة الحكومة
المغربية على إدماج البيئة الرقمية في المدارس والجامعات المغربية.
التعاون
في مكافحة الإرهاب:
تشغل التهديدات الأمنية المترتبة على تصاعد
أنشطة القاعدة وداعش في منطقة الساحل والصحراء، أهمية كبيرة على جدول أعمال البلدين،
خاصة أن للرباط وواشنطن تعاون كبير في المجال الأمني، خاصة فيما يتعلق بمكافحة
الإرهاب، كما تلعب المغرب دوراً مهماً في مجال مكافحة الفكر المتطرف.
التأثير
على موقف المغرب من أوكرانيا:
جاءت الأزمة الأوكرانية لتمثل تحدياً خاصاً للدبلوماسية
الأمريكية، خاصة أن العديد من الدول العربية فضلت تبني موقف الحياد من الأزمة.
ولعل تصريحات بلينكن تجاه الأزمة الأوكرانية تحديداً خلال زيارته الرباط تشير إلى
رغبة واشنطن في استمالة الرباط إلى الموقف الأمريكي الأوروبي.
وعلى الرغم من أن المغرب اتخذ موقفاً محايداً من الأزمة، فإنه
مال إلى روسيا. فقد أكد وزير خارجية المغرب على رفض بلاده استخدام القوة وكذا
انتهاك سيادة الدول، وهو ما يعني رفض الرباط الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، غير
أن المغرب غاب عن جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي كانت تصوت على قرار
يدين الهجوم العسكري الأوكراني من الأزمة.
وارتبط هذا القرار ببعدين أساسيين، أولهما، الضغط على الدول
الأوروبية والتي لم تتبن موقف الرباط من الصحراء، وهو ما تحقق للأخيرة، وذلك عبر إعلان الاتحاد
الأوروبي، في 23 مارس، دعمه قرار حكومة مدريد القاضي بالاعتراف بالحكم الذاتي
كأساس واقعي وملموس لأية عملية سياسية في نزاع الصحراء، والثاني، الانتظار لاستشراف ما ستؤول إليه
الأزمة، وعن نجاح أي طرف من الطرفين، روسيا، أو الغرب، في فرض مصالحه على الآخر،
نظراً لما سيكون لذلك من تداعيات على شكل النظام الدولي.
-الولوج
إلى الأسواق الأفريقية: يمكن أن يستغل المستثمرون
الأمريكيون السوق المغربي، والانطلاق منها بشكل أكبر إلى الأسواق الأفريقية
الأخرى، وذلك بفضل الموقع الاستراتيجي المميز للملكة المغربية، والتي تتوافر بها
فرص استثمارية كبيرة في قطاعات مهمة مثل الطاقة المتجددة والسياحة، وفي الوقت نفسه
تحقيق تنمية اقتصادية في الأقاليم المغربية التي تفتقر إلى مشروعات التنمية
الاقتصادية، خاصة بإقليم الصحراء.
خاتمة
في ختام القول، إن المتتبع للعلاقات المغربية الأمريكية يحد
أنها ليست وليد وقت قريب، وانما تعود للقرن الثامن عشر، وان المغرب عرف بأمريكا
قبل أن يعرف هو عنها، لكن لم يبقى الحال على ما هو عليه، اذ بدءت مكانة المغرب
تتراجع تدريجيا، حتى خضع للاستعمال الفرنسي 1912،وعند استقلاله عام 1956،بدءت
العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ منحى جديد.
وفي ضوء التطورات الدولية والإقليمية السالف الذكر، فإن
العلاقات بين المملكة المغربية و الولايات المتحدة الأمريكية سيتم إقحامها ضمن
ترتيب جديد، يأخذ بعين الاعتبار التطورات السياسية والاقتصادية والصحية التي
يعرفها النظام الدلي. فقد ساهمت المتغيرات الدولية التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 و
حرب روسيا على أوكرانيا في إعادة تشكيل الفكر الاستراتيجي الأمريكي، فبعد إن هيمنت
الاعتبارات الجيوسياسية في العالم ثنائي القطبية، فان النظام العالمي الجديد
المتعدد الأقطاب أفرز أهمية العوامل الجيواقتصادية في السياسة الخارجية الأمريكية،
وخصوصا في شمال أفريقيا كمنطقة يجب التحكم فيها، بحكم أنها الوجهة الاستثمارية
للرأسمال الأمريكي في القرن الحالي. بالإضافة إلى أبعاد المنطقة اللوجيستية نظرا
للحدود البحرية وطرق المواصلات وطرق التجارة، وهكذا يبرز المتوسط الذي يشكل المغرب
أحد حلقاته المهمة.(22)
إضافة إن التقارب السياسي الحاصل بين المغرب والولايات المتحدة
الأمريكية، سوف يعطى بوابة أخرى للاستثمار الأمريكي في اقليم الصحراء، وهي ممر
سيفتح المجال لأن تتجه الاستثمارات والسلع المنتج أو المصنع إلى غرب أفريقيا وهذا بعد استراتيجي بعيد المدى
سوف يحد من ظاهرة الهجرة السرية و التطرف والجريمة المنظمة والإرهاب.
ويمكن أن يكون هذا التقارب المغربي الأمريكي مفتاح لحلحلت
معوقات بناء "اتحاد المغرب
العربي"، وطريق لتقوية هياكله ليكون قادر على مواجهة كل العوائق الداخلية
والخارجية .
الهوامش
1)
سمير رحيم وهناء عبدالله، العلاقات المغربية
الأمريكية وافاق المستقبل(2017_2003)، بحث
مشارك في المؤتمر العلمي الدولي الاول لنقابة الاكاديميين العرقيين، جامعة دهوك، كلية التربية الاساسية، شباط 2019م.
2)
مجيد كامل حمزة، العلاقات المغربية الامريكية ما بعد
الحادي عشر من أيلول العام 2001، وآفاقها
المستقبلية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية و الدولية، العدد36،2016، جامعة
بغداد، العراق.
3)
أبرم المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية
العام 1786،التي التزم بموجبها السلطان المغربي (محمد بن عبد الله)،بتقديم
المساعدة والحماية اللازمتين للسفن التي تجنح إلى سواحل المغرب المتوسطية
والأطلسية .وتعد هذه الاتفاقية أول معاهدة صداقة وملاحة وتجارة مع أمريكا.
كما تعد هذه الاتفاقية التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي في 18 يوليو العام 1787م،
أقدم اتفاقية للسلم والصداقة المستمرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
4)
د. صلاح العقاد، السياسة الخارجية للمملكة المغربية، مجلة
السياسة الدولية، القاهرة، العدد 15،
كانون الثاني 1969،ص49.
5)
عوديد زراي، العلاقات المغربية _الإسرائيلية، ترجمة شؤون
فلسطينية العدد 162_163، مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية، قبرص،1986، ص137.
6)
الفارو دي فاسكنسيلوس، العلاقات بين أوربا والمغرب
العربي هل فك الارتباط أمر لا مفر منه، مجلة دراسات دولية، جمعية الدارسات الدولية،
تونس،العدد45، نيسان 1992، ص33.
7)
د. الحسن
بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية 200-2013، منشورات المجلة المغربية للإدارة المحلية
والتنمية، الطبعة الأولى، مؤسسة هانس سايدل الألمانية،2014.
8) مروان بشارة، أهداف الولايات المتحدة الأمريكية
واستراتيجياتها في العالم العربي، سياسات عربية، العدد 1،مارس،2013، ص 47.
9) مروان بشارة، أهداف الولايات المتحدة الأمريكية
واستراتيجياتها في العالم العربي، سياسات عربية، نفس المرجع، ص 48.
10) [1] - د.
الحسن بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية 200-2013، منشورات المجلة المغربية للإدارة المحلية
والتنمية، المرجع السابق، ص 149 .
11) راجع النص الكامل للبيان
المغربي الأمريكي الصادر عن اللقاء بين رئيسي الدولتين.
12) د.الحسن بوقنطار، الولايات المتحدة الأمريكية ودول
المغرب العربي أية شراكة، البيان الإماراتية 10 شتنبر 1999.
13) الحسن بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية...نفس
المرجع، ص150
14) د.الحسن بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية :الفاعلون
والتفاعلات، منشورات بابل، 2002.
15) العلاقات المغربية
الأمريكية من أقوى العلاقات على الصعيد العالمي في منطقة شمال أفريقيا"، بيان
اليوم،1999/7/23، ص 3.
16) مجيد كامل حمزة، العلاقات
المغربية الامريكية ما بعد الحادي عشر من أيلول العام 2001، وآفاقها المستقبلية، مصدر سابق،ص35 .
17) سعيد اللاوندي، ماراثون
أوربي أمريكي على النفوذ في المغرب العربي،مجلة السياسة الدولية، العدد156، ابريل
2004، ص 34.
18) مجيد كامل حمزة، العلاقات
المغربية الامريكية ما بعد الحادي عشر من أيلول العام 2001، وآفاقها المستقبلية، مصدر سابق،ص 36 .
19) عبد القادر محمد فهمي،
الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية، دار الحكمة، بغداد، 1990،ص87.
20) مجيد كامل حمزة، العلاقات
المغربية الامريكية ما بعد الحادي عشر من أيلول العام 2001، وآفاقها المستقبلية، مصدر سابق،ص 38 .
21) شراكة استراتيجية: أبعاد
زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب،مركز المستقبل للأبحاث والدراسات
المتقدمة، 2022/4/04، على الربط :
https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/7216
22) سمير رحيم وهناء عبدالله،
العلاقات المغربية الأمريكية وافاق
المستقبل(2017_2003)،مرجع سابق،ص،14.
المراجع
- سمير رحيم وهناء
عبدالله، العلاقات المغربية الأمريكية
وافاق المستقبل(2017_2003)، بحث مشارك في المؤتمر العلمي الدولي الاول
لنقابة الاكاديميين العرقيين، جامعة دهوك، كلية التربية الاساسية، شباط 2019م.
- مجيد كامل حمزة، العلاقات
المغربية الامريكية ما بعد الحادي عشر من أيلول العام 2001، وآفاقها المستقبلية، مجلة المستنصرية للدراسات
العربية و الدولية، العدد36،2016، جامعة بغداد، العراق.
-د. صلاح العقاد، السياسة الخارجية للمملكة المغربية، مجلة
السياسة الدولية، القاهرة، العدد 15،
كانون الثاني 1969،ص49.
- عوديد زراي، العلاقات
المغربية _الإسرائيلية، ترجمة شؤون فلسطينية العدد 162_163، مركز الأبحاث، منظمة
التحرير الفلسطينية، قبرص،1986، ص137.
- الفارو دي فاسكنسيلوس، العلاقات
بين أوربا والمغرب العربي هل فك الارتباط أمر لا مفر منه، مجلة دراسات دولية، جمعية
الدارسات الدولية، تونس،العدد45، نيسان 1992، ص33.
- د. الحسن بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية
200-2013، منشورات المجلة المغربية
للإدارة المحلية والتنمية، الطبعة الأولى، مؤسسة هانس سايدل الألمانية،2014.
- مروان بشارة، أهداف
الولايات المتحدة الأمريكية واستراتيجياتها في العالم العربي، سياسات عربية، العدد
1،مارس،2013، ص 47.
- د. الحسن
بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية 200-2013، منشورات المجلة المغربية للإدارة المحلية
والتنمية، المرجع السابق، ص 149 .
- د.الحسن
بوقنطار، الولايات المتحدة الأمريكية ودول المغرب العربي أية شراكة، البيان
الإماراتية 10 شتنبر 1999.
- د.الحسن
بوقنطار، السياسة الخارجية المغربية :الفاعلون والتفاعلات، منشورات بابل، 2002.
- العلاقات المغربية
الأمريكية من أقوى العلاقات على الصعيد العالمي في منطقة شمال أفريقيا"، بيان
اليوم،1999/7/23، ص 3.
-سعيد اللاوندي، ماراثون
أوربي أمريكي على النفوذ في المغرب العربي،مجلة السياسة الدولية، العدد156، ابريل
2004، ص، 34.
- عبد القادر محمد فهمي،
الصراع الدولي وانعكاساته على الصراعات الإقليمية، دار الحكمة، بغداد، 1990،ص،87.
- شراكة استراتيجية: أبعاد
زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب،مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة،
2022/4/04، على الربط : https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/7216