أثر حركة بوكو حرام على الاستقرار الأمني في منطقة الساحل والصحراء (2002– 2022)
المقدمة:
تعد
مشكلة الاستقرار الأمني في منطقة الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية، أحد المعضلات
القائمة، على الرغم من كافة الجهود الإقليمية والدولية لفرض الاستقرار بالمنطقة.
ويتسم
الوضع الأمني بالمنطقة بأنه بالغ التعقيد والتشابك، كونها تشهد أزمات متعددة منها
السياسات غير المستقرة، والإرهاب والجماعات المتطرفة، والديون الخارجية، والتدهور
البيئي، والحروب الأهلية، وانعدام الأمن الغذائي، والنزوح الجماعي، والحدود
السياسية الهشة التي يسهل اختراقها، والهجرة غير الشرعية، والاتجار بالسلاح
والمخدرات.
وتشهد
المنطقة تركيبة متنوعة من الجماعات الدينية المتطرفة ذات أيدلوجيات مختلفة لكنها تندرج
جميعها تحت التيار الراديكالي الإسلامي، الذي يتخذ من الفكر المتشدد منهجاً له،
بتنوع مذاهبه.
ومن
بين هذه الحركات حركة "بوكو حرام" في نيجيريا، والتي يمتد تواجدها إلى
الكاميرون والنيجر، دخلت في صدام كبير مع دولة المنشأ، منذ تاريخ نشأتها 2002.
ولم
تنجح الدولة النيجيرية منذ ذلك في تحجيم الحركة المتطرفة، بل مرت بفترات متفاوتة،
بين أفول الحركة وتوحشها، في ظل الطبيعة الجغرافية المعقدة لمناطق تواجدها في
إقليم شمال نيجيريا، وقوة بنيتها التنظيمية، وامتلاكها لظهير اجتماعي داعم،
ومبايعتها لتنظيمات أكثر تطرفاً، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية - داعش.
ونجحت
الحركة في استثمار الصراع الطائفي في شمال نيجيريا بين الأغلبية المسلمة والأقلية
المسيحية، من أجل تأجيج العنف وكسب التأييد والترويج لأفكارها، كذلك استفادت بشكل
كبير من امتداداتها الاجتماعية للانتشار في دول الجوار مثل النيجر وتشاد،
والانتقال من دولة إلى أخرى بشكل سلس، حيث نجحت في نقل أفكارها وزرع أجنحتها.
وترتكز
الحركة على مجموعة من المرتكزات أبرزها: إعلان إقامة إمارة إسلامية ترفض وجود أي
قوانين غربية أو تابعة للدولة باعتبارها دخيلة على الدين الإسلامي، وبالتالي محاربة
التعليم الغربي بما يمثله من ثقافة، وتحريم العمل داخل مؤسسات وأجهزة الدولة، وهو
ما يتأكد من اسمها، وهذه الحالة تتطلب التعرض لها، من خلال معرفة طبيعة دوافع
الحركة في الانتشار والتواجد، ومعرفة أثر البنية الأمنية الهاشة في منطقة الساحل، كذلك
تحليل أثر الحركة على التفاعلات داخل المنطقة باعتبارها مركَّبًا أمنيًّا بالغ
التعقيد، ومناقشة حركة المد الإرهابي في المنطقة والتحالفات بين الحركات المسلحة
ذات الأيدلوجيات المتطرفة.
وتضم
الدراسة في محتوايتها مقدمة بحثية تضم الإطار النظري للبحث، يليها المبحث الأول
حول النشأة والأهداف، والمبحث الثاني حول أثر حركة بوكو حرام على الاستقرار
الأمني.
موضوع
الدراسة:
تُشكِّل
قضية الأمن في منطقة الساحل الإفريقي أحد المشكلات طويلة الأمد في القارة
الأفريقية، في ظل ما تشهده من تحديات أمنية متفاقمة، تتزايد حدتها في ظل عدم
استقرار سياسي، وانفلات حدودي، أثرت بدورها على حالة الاستقرار الأمني في المنطقة.
وتشهد
منطقة الساحل العديد من الجماعات المسلحة ذات الأيدلوجيات الدينية، وبالتالي تزداد
تعقيداً في ظل تشابكها مع النزعة القبلية والعشائرية والصراع حول موارد التمويل
والسيطرة على مناطق النفوذ، وهو ما خلق حالة من النشاط الإجرامي في المنطقة ككل.
أحد
تلك الجماعات، حركة بوكو حرام، والتي تسببت منذ ظهورها في دولة نيجيريا، في تزايد
الهشاشة الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، والتي ألقت بظلالها على دول الجوار في
شمال أفريقيا ومصالح القوى الإقليمية بالمنطقة، في ظل وجود شبكات إجرامية عابرة
للحدود، فقد تجاوز وجودها نيجيريا بلد المنشأ إلى الكاميرون والنيجر وتشاد، خاصة
في تلك الفترة التي تلت عام 2016 ومبايعة تنظيم الدولة الإسلامية "ISIS".
ومنذ
تأسيس الحركة، شهدت مناطق تواجدها جرائم إنسانية ما بين قتل وتعذيب، عابرة للحدود،
تتزايد مع الوقت، لذا كان موضوع الدراسة: أثر حركة بوكو حرام على الاستقرار الأمني
في منطقة الساحل والصحراء (2002 – 2022).
أهمية
الدراسة :
الأهمية العلمية:
تتمثل
الأهمية العلمية للموضوع، في دراسة وتحليل وتفسير الأزمة الأمنية الناجمة عن حركة
بوكو حرام، وتداعياتها على منطقة الساحل والصحراء، وإخضاع ذلك للنظريات العلمية
والدراسات الأكاديمية التي تعرضت لهذه المشكلة، بالإضافة إلى استمرارية المشكلة
وبالتالي استمرار تبعاتها.
الأهمية
العملية:
تفرض
حركة بوكو حرام تحديات أمنية على منطقة الساحل والصحراء، وهو ما يؤثر بالطبع على
الساحة الأفريقية والإقليمية، كون الحركة عابرة للحدود، وبالتالي فإن هناك أهمية
لمناقشة الأزمة وتداعياتها الأمنية، والوقوف على طبيعة التحديات والتداعيات وعوامل
تزايدها.
تتمثل
أهمية الدراسة، في التركيز على ما تشهده منطقة الساحل والصحراء من تنامي ظاهرة
الإرهاب بفعل التحالفات التي أبرمتها بوكو حرام في السنوات الماضية من مبايعتها
لتنظيم الدولة – داعش وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي، وأثره على الاستقرار
الأمني بالمنطقة.
بالإضافة
إلى إبراز التهديدات الأمنية المتصاعدة في المنطقة ككل، والتي أدت إلى نجاح
التنظيم في توسيع بؤر تواجده بالمنطقة وخروجه من النطاق المحلي إلى الجوار
الإقليمي، وبالتالي صار المجتمع الدولي على يقين بضرورة الحد من تحركات بوكو حرام
والقضاء عليها.
كذلك
الوقوف على حجم المقاربات الأمنية في المنطقة، وخصوصًا على المستوى الدولي والإقليمي،
في التعامل مع التمدد الإرهابي في منطقة الساحل والصحراء.
مشكلة الدراسة:
تمثل
حركة بوكو حرام تهديداً على الاستقرار الأمني في منطقة الساحل والصحراء، منذ تاريخ
نشأتها في 2002، حيث صارت تلك المنطقة أحد أكثر المناطق الهشة في ظل قدرة الحركات
والتنظيمات المسلحة على استغلال حالة الهشاشة الأمنية، وأيضاً التضاريسية للمنطقة،
والتي سمحت لها بتزايد البؤر الإرهابية.
ولقد
لاحظ الباحث تزايد تأثيرات الحركة وازدياد توحشها في ظل الجهود المحلية والإقليمية
للحد منها، كذلك تفاوت حدة التهديدات في الفترة من 2002 إلى 1202، وبالتالي
لابد من الوقوف على تحديد وإبراز التداعيات الأمنية الإقليمية لتنظيم بوكو حرام
على منطقة الساحل والصحراء، وتصاعد مستوى التهديدات الإرهابية على أبعاد الأمن.
وتتعرض
الدراسة لما تعانيه منطقة الساحل من حالة الانفلات الذي تغذيه حركة بوكو حرام
وعلاقتها بالتنظيمات الأخرى التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،
والأنشطة غير القانونية المختلفة عبر الحدود غير المنضبطة.
ولقد
تبلورت مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي: ما هو
أثر حركة بوكو حرام على الاستقرار الأمني في منطقة
الساحل والصحراء؟
تساؤلات الدراسة:
· ما العوامل التي ساعدت على نشأة
وانتشار حركة بوكو حرام؟
· هل تأثرت المناطق الحدودية بانتشار
حركة بوكو حرام؟
· هل نجحت الأجهزة الأمنية في الحد من
تحركات بوكو حرام؟
· كيف نجحت بوكو حرام في تعزيز انتشارها
وتنفيذ سياساتها؟
أهداف الدراسة:
•
معرفة العوامل
التي ساعدت على نشأة حركة بوكو
حرام.
•
الوقوف على تأثير حركة بوكو حرام على المناطق الحدودية بمنطقة الساحل
والصحراء.
•
الوقوف على مدى نجاح الأجهزة الأمنية في الحد من تحركات بوكو حرام.
•
معرفة
أسباب انتشار حركة بوكو حرام في منطقة الساحل والصحراء.
فروض الدراسة:
· تعزيز مؤسسات دول منطقة الساحل والصحراء الوطنية يسهم في الحد
من انتشار بوكو حرام.
· ضعف الأجهزة الحكومية أحد الأسباب التي ساعدت في نشأة بوكو
حرام.
· كلما تزايد نشاط بوكو حرام في منطقة الساحل تزايدت الحاجة لقوة
عسكرية فعالة.
· نجاح الاستراتيجيات الأمنية في الحد من تحركات بوكو حرام.
الدراسات السابقة
:
تضمنت مجموعة من الدراسات
التي تناولت حركة بوكو حرام وتأثيراتها الأمنية على منطقة الساحل والصحراء، وأيضاً
تلك بحثت الحالة الأمنية والاستقرار في المنطقة، للاستفادة منها في هذه الدراسة،
ولقد تم تقسيمها إلى محورين هما دراسات عن بوكو حرام ودراسات عن الوضع الأمني في
منطقة الساحل، وسيتم تناول أهم الدراسات فيما يلي:
·
المحور الأول: نشأة بوكو حرام
1)
أحمد يوسف فنك، "حركة بوكو حرام وأثرها
على الأمن الأفريقي 2002 – 2005"، رسالة ماجستير، جامعة الزعيم الأزهري،
السودان، 2016.
هدفت الدراسة إلى التعرف على جماعة بوكو حرام من
حيث نشأتها وتنظيمها وتأثير مخاطرها على الأمن الأفريقي، والتعرف على الإرهاب
ومخاطره ودوافعه وأنواعه ومصادر تسليحه.
وتوصلت الدراسة إلى ضرورة مواجهة المشكلات
السياسية والأمنية بصورة مترابطة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في الدول
الأفريقية، وضرورة ترقية الخطاب الديني من التعبئة الطائفية إلى التسامح في
الأديان بما يصل بالمجتمع الأفريقي إلى مرحلة التعايش السلمي الاجتماعي، بالإضافة
إلى ضرورة وقوف المجتمع الدولي في معالجة الأسباب الجذرية المنتجة للتطرف
والإرهاب.
2)
إحسان أمينة مرداس،
"الإرهاب وانعكاساته على منطقة غرب أفريقيا دراسة حالة بوكو حرام بنيجيريا
(2001 – 2016)"، رسالة ماجستير، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية،
الجزائر، 2017.
هدفت الدراسة
إلى معالجة موضوع التنظيمات الإرهابية بمنطقة غرب أفريقيا بالتركيز على دراسة حالة
تنظيم بوكو حرام في نيجيريا، وامتداداته وانعكاساته الإقليمية، للإجابة على سؤال:
كيف ساهم الامتداد الإقليمي لبوكو حرام في تشابك وتعقد البيئة الأمنية في منطقة
غرب أفريقيا؟
وتوصلت إلى
مجموعة من العوامل المترابطة والتي ساهمت في تعقيد وتشابك البيئة الأمنية في
المنطقة، ومساهمة السياق الإقليمي في تزايد تداعيات تصاعد نشاط تنظيم بوكو حرام،
وتهديد الحكومة النيجيرية، ودول الجوار، مما أدى بها إلى ضرورة إصدار مواقف واتخاد
مجموعة من التدابير والإجراءات في مكافحته.
تبين من مطالعة
الدراسة تمكن الباحث من إيضاح العلاقة بين ضعف الاستراتيجيات الأمنية وزيادة توحش
التنظيم وتمكنه من تشكيل علاقات قوية مع مختلف التنظيمات الإرهابية بمنطقة الغرب
الإفريقي، لكنه أغفل طبيعة التغير الذي شهدته الحركة بعد إعلان مبايعتها لتنظيم
داعش في الاستراتيجيات وآليات التحرك وسبل المواجهة، كون التنظيم له أساليبه التي
يتميز بها.
3) صباح
صاحب العريض، "الخارطة التكفيرية للجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا بوكو
حرام نموذجا"، مجلة الكوفة للعلوم القانونية والسياسية، (العراق، جامعة
الكوفة، 2018).
هدفت الدراسة
إلى التعرف على الخارطة التكفيرية للجماعات الإرهابية في شمال أفريقيا بوكو حرام
نموذجًا، باعتبار أن المنطقة صارت ملاذا للجماعات الإرهابية، والتعرف على أسباب
عملية إعادة انتشار الجماعات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا.
واعتمدت
الدراسة على أسلوب القراءة التاريخية في استطلاع نشأة وهوية الجماعات الإرهابية في
شمال إفريقيا، وتناول عدة محاور أولها تأصيل الإرهاب، وثانيها خارطة الجماعات
الإرهابية والمتطرفة في شمال إفريقيا، وثالثها تنظيم بوكو حرام.
وتوصل الباحث
إلى أن حركة الارتدادات الجيوسياسية التي تتمركز في الشرق الأوسط، لتشكل بالتالي
مثلث يكمل ضلعي التدهور الأمني السياسي الاقتصادي كمأزق أمني يهدد تلك البلدان على
كافة الأصعدة مستغلة التناقضات الأمنية والسياسية والإقليمية والدولية.
4)
محمد عبدالكريم أحمد، "بوكو
حرام من الجماعة إلى الولاية.. أزمة التطرف والفساد في أفريقيا"
(القاهرة، العربي للنشر والتوزيع، 2017).
ناقش الباحث في
كتابه مراحل تطور حركة بوكو حرام منذ نشأتها، وأيدلوجيتها الدينية، وخططتها للتوسع
خارج الحدود النيجيرية، وتأثير التطرف الديني الذي انتهجته الجماعة على الوضع
المجتمعي في شمال نيجيريا ودول الجوار.
وتوصل الباحث
إلى أن توجه حركة بوكو حرام نحو التشدد المفرط زاد من أنشطتها الإجرامية، كونها لم
تكن تتلقى تمويلات كبيرة مثل التنظيمات الأخرى، وبالتالي كانت عملية التمويل معضلة
لديها، ما دفعها نحو توسيع السيطرة على البنوك وطرق التجارة والبحث عن تحالفات
إقليمية تضمن لها الاستمرار.
5)
مهند عبدالواحد
النداوي، "مشكلة الاندماج الوطني في نيجيريا: بوكو حرام أنموذجاً", مجلة
جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، (لبنان: مركز جيل للبحث العلمي، 2015).
هدفت الدراسة إلى الكشف عن
"مشكلة الاندماج الوطني في نيجيريا، وذلك من خلال عدة محاور، وأسباب ودوافع
تزايد ظاهرة العنف المسلح في نيجيريا ودول الجوار الإقليمي لها.
وتوصل الباحث إلى أن
الصراعات الاثنية والدينية والقبلية تمثل السمة الغالبة على كثير من المجتمعات
الافريقية، وأن مشكلة الاندماج الوطني تعد أحد أبرز المشكلات التي تواجه المنطقة
ككل ونيجيريا تحديداً، مما أثر سلباً على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي
لمنطقة الساحل والصحراء.
6)
هشام بشير، "الجهود الدولية والإقليمية والوطنية
لمكافحة جماعة بوكو حرام"، مجلة كلية السياسة والاقتصاد، (بني سويف،
جامعة بني سويف، العدد الثالث، 2019).
هدفت الدراسة إلى معرفة دور الجهود الدولية والإقليمية
والوطنية لمكافحة جماعة بوكو حرام في الحد من انتشارها، ومعرفة مدى كفايتها ومواطن
الضعف.
وتوصلت الدراسة إلى نشاط التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل
والصحراء في حالة الفراغ الأمني واستغلال الانهيار المجتمعي، بالإضافة إلى عدم
كفاية الإجراءات الإقليمية للحد من انتشار الجماعة، مع قابلية انتشارها.
7)
ولاء سعيد زماعرة، "الحركات
الجهادية في أفريقيا بين التوسع والردود الدولية: دراسة حالة بوكو حرام 2000 –
2015"، (رسالة ماجستير، معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات جامعة بيرزيت،
فلسطين، 2018).
هدفت الدراسة إلى البحث في أسباب نشأة وانتشار الحركات
الإسلامية الجهادية في منطقة الساحل الإفريقي، والمواجهة مع حركة بوكو حرام، من
خلال استعراض التركيبة الديموغرافية القبلية والأثنية والمكانة السياسية والموارد
الطبيعية والخصوصية الجغرافية التي يتمتع بها الاتحاد الفيدرالي النيجيري، إلى
جانب التهديدات الأمنية التي تسببت بها بوكو حرام في منطقة الساحل الإفريقي ومناطق
نفوذ القوى الدولية.
وتوصلت الدراسة إلى دور الاتحاد الإفريقي في مواجهة تنظيم بوكو
حرام، من خلال توفير استراتيجية إقليمية لمكافحة الإرهاب ومساعدة الدول الأعضاء من
أجل وضع خطة لمحاربة الجماعات المسلحة، لفرض حالة الاستقرار في المنطقة.
·
المحور الثاني: الوضع الأمني في منطقة الساحل
8)
حمدي عبدالرحمن حسن، "العنف وهشاشة الدولة: بوكو حرام
نموذجاً"، مجلة الديمقراطية (القاهرة: مؤسسة الأهرام، 2015).
هدف الباحث إلى الكشف عن موضوع أسباب وتداعيات العنف وهشاشة
الدولة، واستند على عدة عناصر، كشف العنصر الأول عن الهشاشة في السياق الأفريقي،
وركز العنصر الثاني على بوكو حرام وجدلية التكفير.
وتوصل الباحث إلى أن حركة بوكو حرام تستند في رؤيتها الفكرية
على ركائز ثلاث أساسية، هي، أولاها: تحريم التعامل مع مؤسسات الدولة القائمة لأنها
فاسدة وكافرة، ثانيها: تحريم التعليم الغربي لأنه غير إسلامي ويخالف تعاليم
الإسلام، ثالثها: فكر جماعة بوكو حرام تتمثل في الهروب من كل هذه الرذائل التي
يموج بها المجتمع الكافر والهجرة إلى مواقع بعيدة ومنعزلة عن المدن، وطموحها نحو
الطريق إلى دولة الإمارة، وجذور الراديكالية الإسلامية وفشل الدولة.
9)
Abdelkrim
Benabbad", Terrorisme au Sahel: Défi
Sécuritaire et Enjeux du Développement Socio-Économique,
"Revue Marocaine d'Administration Locale et de Développement, Maroc,
2017 .
تهدف الدراسة إلى معرفة طبيعة التهديدات الأمنية التي تهدد
منطقة الساحل والصحراء والمنطقة المغاربية، وتأثيرات اختراق الإسلام الراديكالي
والإرهاب الجهادي وكذلك فوضى ما بعد الثورة التي سادت في بعض بلدان الربيع العربي،
على الاستقرار الأمني بالمنطقة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة بين التداعيات السياسية التي
شهدتها المنطقة وتدهور الحالة الأمنية، وغياب التعاون الإقليمي في الحد من
التأثيرات الأمنية للإرهاب، وانتشار الاتجار العابر للحدود.
10) Benzeghda
, Aicha,"The Nexus
between Failed State and Transnational Organized Crime: A Growing Threat to
Security in the Sahel, "Journal
of Political and Legal Research, University of Muhammad al-Siddiq Ibn Yahya,
Algeria, .2021
تهدف الدراسة إلى التعرف على تأثيرات الجريمة المنظمة على أمن
الدول، وتحديداً منطقة الساحل والصحراء، وتوصلت إلى أن منطقة الساحل والصحراء
ستجتذب المزيد من أنشطة جماعات الجريمة المنظمة في المستقبل بسبب فشل دولها
وانهيار الحالة الأمنية في المنطقة، مما جعل من المنطقة مصدرًا خطيرًا للتهديدات
الأمنية الإقليمية والدولية، خاصة مع التسهيلات التي توفرها العولمة من تطور
الاتصالات التي سهلت اختراق الحدود، والتواصل بين مجموعات وأفراد الجريمة المنظمة.
11) Graine ,Belkacem" , Les Etats Faillis et le Trafic D’armes au Sahel, "Journal d'Etudes Juridiques, Université de
Saida Dr. Moulay Eltaher,
Algérie2020.
تهدف الدراسة إلى شرح العلاقة بين تهريب الأسلحة والدول
الفاشلة في منطقة الساحل والصحراء، وتأثيرات تهريب الأسلحة على استقرار المنطقة.
وتوصلت الدراسة إلى وجود تأثيرات كبيرة على الحالة الأمنية في
دولة مالي، والصراع فيها، حيث اتخذها الباحث كنموذج حالة للدولة الفاشلة التي طغى
عليها الوضع الجيوسياسي الإقليمي والتي تواجه صعوبة في التعامل مع تهريب الأسلحة
وتداعياتها.
تعليق
على الدراسات السابقة:
فسرت
الدراسات السابقة، العوامل التي تساعد على انتشار حركة بوكو حرام وتأثيراتها على
الحالة الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، وما كان لها من تداعيات سلبية تؤثر
الاستقرار الأمني في المنطقة وتزايد معدلات الجريمة والإرهاب.
واتفقت
كافة الدراسات على وجود تأثيرات أمنية سيئة تتناسب طردياً مع تزايد قوة الحركة
وفشل الحد منها، رغم الجهود الأمنية المحلية في دولة المنشأ نيجيريا، والإقليمية
في دول الجوار الإقليمي في الحد من إرهاب الحركة، كونها تؤثر في النهاية على الأمن
وحالة الاستقرار.
ولاحظت
الدراسة عدم وجود دراسات تبحث في استراتيجيات الحركة في التحرك والانتشار
والمستهدف من عملياتها العسكرية، واستخدام أساليب حرب العصابات وغيرها مما دخل
عليها بعد انضمامها لتنظيم داعش وقبل انضمامها أيضاً.
منهج الدراسة:
اعتمدت
الدراسة منهج تحليل النظم (System Analysis)، كونه يدرس الظواهر المعقدة والمتغيرات ذات العلاقات المتشابكة
ويركز على دراسة العلاقة بين المتغيرات وبالتالي يعطي هذا المنهج أفضلية تحليلية
شاملة.
حدود الدراسة:
•
يتمثل الحيز الجغرافي
للدراسة في منطقة الساحل والصحراء.
•
تركز الدراسة على المرحلة
الزمنية من 2002 تاريخ نشأة حركة بوكو حرام وحتى عام 2022.
مبحث
تمهيدي
ضبط
المفاهيم الأساسية للدراسة
ورد
في الدراسة مجموعة من المصطلحات المفتاحية والهامة، والتي يستوجب توضيحها والتدقيق
في تعريفها من أجل تبيان المقصود منها وفك الغموض عنها، ومن بينها:
·
مفهوم
الإرهاب:
ـ
الإرهاب لغًة:
خلت
المعاجم العربية القديمة من كلمتي "الإرهاب" و"الإرهابي"
لأنهما من الكلمات الحديثة الاستعمال، ولم تعرفهما الأزمنة القديمة، وتشتق كلمة إرهاب من الفعل المزيد (أرهَبَ)؛ يقال أرهب فلانًا: أي خوَّفه
وفزَّعه، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ)، أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رَهِبَ)، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا
ورَهَبًا فيعني خاف، فيقال: رَهِبَ الشيء رهبًا ورهبة أي خافه. أما الفعل المزيد
بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب والراهبة
والرهبنة والرهبانية... إلخ، وكذلك يستعمل الفعل ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان
متعديًا فيقال ترهب فلانًا: أي توعده وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه
وفزَّعه.
§
المعجم
الوسيط:
في
المعجم الوسيط، الإرهابي، من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، وتحقيق أهدافه
السياسية، والحكم الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه
حكومات أو جماعات ثورية.
§
معجم
الرائد:
الإرهاب
هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب، والإرهابي هو مَنْ
يلجأ إلى الإرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى،
أما الحكم الإرهابي فهو نوع من الحكم الاستبدادي الذي يقوم على سياسة معاملة الشعب
بالشدة والعنف بغية القضاء على النزعات والحركات التحررية والاستقلالية.
ـ
التعريف الاصطلاحي:
تعددت
التعريفات الاصطلاحية لمصطلح الإرهاب، حيث تستخدم العديد من الأنظمة القانونية
المختلفة والوكالات الحكومية تعاريف مختلفة، وسيتم الاكتفاء فقط بالتعريفات
الأمريكية لمصطلح الإرهاب، كونها أكثر شمولاً، من وجهة نظر الدراسة.
§
التعريفات
الأمريكية:
أول تعريف ظهر بالولايات المتحدة الأمريكية 1948
عرف الإرهاب بأنه: "كل نشاط يتضمن عملاً عنيفًا أو خطيرًا يهدد الحياة
البشرية ويمثل انتهاكًا للقوانين الجنائية في الولايات المتحدة الأمريكية أوأية
دولة، يهدف إلى نشر القهر والرعب بين السكان المدنيين أو التأثير على سياسة دولة
ما عن طريق الاغتيال والاختطاف".
تعريف
الجيش الأمريكي للإرهاب: "الاستخدام المدروس للعنف أو التهديد بالعنف لتحقيق
أهداف سياسية أو دينية أو إيديولوجية في طبيعتها من خلال الترهيب والإكراه أو بث
الخوف".
تعريف
وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب: "العُنف المتعمد الذي تقوم به جماعات شبه
قومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد أهداف غير مقاتلة، ويهدف عادة للتأثير على
الجمهور". [1]
وأيضًا
بأنه: "كل عنف متعمد يجري بدافع سياسي، وتتم
ممارسته خارج ميادين القتال.
·
مفهوم
الأمن المجتمعي:
الأمن
لغةً: ضد الخوف، وهو من باب أمن، والأمن بكسر الميم: أي المستجير ليأمن على نفسه.
أما الأمن المجتمعي كلفظ مركب، فهو مفهوم يعبّر عن أنْ يعيش الفرد حياة اجتماعية
آمنة مطمئناً على نفسه وعلى رزقه وعلى مكانه الذي يعيش فيه. والأمن المجتمعي هو
محصلة جميع الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع ضد كل ما يحد من تقدمه لتحقيق أھدافه
بما يتوافر لديه من إمكانات وقدرات متاحة.
المبحث
الأول
النشأة
والأهداف
•
المطلب
الأول: نشأة الحركة
تأسست
حركة بوكو حرام عام 2002 في ولاية بورنو بشمال نيجيريا بزعامة محمد يوسف، ونجحت في
الانتشار بين المسلمين بسبب التهميش الاقتصادي لهم وتمركز الثروة في نيجيريا بين أعضاء
النخبة السياسية الصغيرة وخاصة في الجنوب المسيحي من البلاد.
وتبنى
يوسف الفكر الإسلامي المتشدد، ودعا إلى تغيير نظام التعليم، باعتبار أن التعليم
الغربي هو أحد الأسباب في تهميش المسلمين من وجهة نظره، عرف عن الجماعة في باوتشي
رفضها الاندماج مع الأهالي المحليين، ورفضها للتعليم الغربي والثقافة الغربية،
والعلوم، وترى السلطات النيجيرية أن البداية الفعلية للحركة كانت في ٢٠٠٤، حيث
كانت الحركة تضم نحو مئتي شاب مسلم، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر
مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد، وكانت له عبارة شهيرة تقول:
وعلى حسب قوله: "هذه الحرب التي بدأت الآن سوف تستمر لوقت طويل".
ورفعت
الجماعة السلاح لأول مرة في 2003 في عهد محمد يوسف بمهاجمة مصالح حكومية منها
مراكز الشرطة في مدينتي جيام تشير تقارير إلى وكاناما في ولاية يوبي. وفي 2004
أنشأت قاعدة في نفس الولاية أسمتها "أفغانستان"، وبدأ الوجود
الفعلي للحركة في عام 2004 بعد أن انتقلت إلى ولاية يوبي على الحدود مع النيجر، حيث بدأت عملياتها ضد المؤسسات الأمنية والمدنية النيجيرية، بينما
تؤكد السلطات النيجيرية أن ظهورها يعود لعام 1995 عندما أنشأ أبو بكر لوان جماعة
أهل السنة والهجرة في جامعة ميدوجوري في ولاية بورنو، واغتيل زعيم الجماعة محمد
يوسف في 30 يوليو 2009 بعد ساعات من اعتقاله واحتجازه لدى قوات الأمن في شمال
نيجيريا، وقالت الحكومة وقتها إنها قتلت جميع أفراد الجماعة، ليظهر بعدها نائبه أبو
بكر شيكاو، ليتولى قيادتها، حتى توفي عام 2021.
· المطلب الثاني: أهداف
الحركة
تتبنى
حركة بوكو حرام توجهاً أيدلوجياً متشدداً، واتخذت من العنف المسلح سبيلاً لتحقيق
أهدافها، وهو تغيير وجه الحياة في إقليم شمال نيجيريا، وطمس كافة مظاهر التعليم
والثقافة التي تراها الحركة غربية ولا تمت للدين الإسلامي بصلة، وهي إفساد
للمعتقدات الإسلامية، وبالتالي وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية بمجمل الأراضي
النيجيرية بما فيها ولايات الجنوب ذات الأغلبية المسيحية.
وحين
تولى أبو بكر شيكاو زعامة الحركة، حدد أهدافها في تحرير أعضائها الذين ألقي عليهم
القبض وزج بهم في السجون النيجيرية، والدفاع عن النفس، قائلاً إن جماعته تقاتل ضد
ثلاثة أصناف من الناس، الشرطة والجنود المسلحون والمسيحيون، ثم الوشاة بالحركة
وأعضائها، أما بقية الناس فأكد أنهم لن يمسوهم بسوء.
وتوسعت
أهداف الحركة مع توسع نفوذها ومبايعتها لتنظيم داعش في 2014، وتجديد مبايعتها له في 2021، وتبنت
استراتيجيات تنظيم الدولة الإسلامية في توسيع
نفوذه، وبعدما استولت على ثلاث مدن في شمال شرق نيجيريا، في 14 نوفمبر 2014، فرضت
جزاءات مالية وعقةوبات على المواطنين، في بعض مدن نيجيرية مثل مدينة موبي
"مدينة الإسلام".
وسعت
الحركة إلى تأسيس دولة خاصة بها "دولة الخلافة" تمتد حدودها من مدينة
غوزا بولاية بورنو، شمال شرق نيجيريا، في 24 أغسطس 2014، وهو أمر يفرض تهديدات
جدية لمنطقة غرب إفريقيا، خاصة أن العمليات التي قامت الحركة منذ بداية تصاعد
نشاطها في عام 2009 أدت، وفقًا لتقديرات عديدة، إلى مقتل 13 ألف شخص ونزوح ما يقرب
من مليون نصف المليون من النيجيريين إلى دول الجوار.
المبحث الثاني
أثر
حركة بوكو حرام على الاستقرار الأمني
·
المطلب
الأول: انتشار العنف في نيجيريا ودول الجوار
منذ
تأسيس حركة بوكو حرام في عام 2002 وحتى عام 2021 اتخذت الحركة أشكال متصاعدة من
العنف، تنوعت بازدياد توسعها في منطقة دول الساحل والصحراء، حيث سعت إلى توسيع
نفوذها بكل الأدوات المتاحة لديها، من خلال السيطرة على أكبر قدر ممكن من القرى
والبلدات، وارتكاب أعمال عنف على نطاق واسع.
ومنذ
عام 2009، انتهجت حركة بوكو حرام العنف في مناطق تواجدها بشكل متصاعد، فدمرت مدارس
وأماكن عبادة ومستشفيات وأسواقاً وتسببت في حرمان آلاف الأطفال من الدراسة وأطفال
كثيرين من إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، بالإضافة للقتل، واستخدام الأطفال
في الأعمال العدائية، والاغتصاب، والتعذيب، وإساءة المعاملة، وصلت حدة التوحش إلى
اعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد تسببت الجماعة المتمردة في تشريد 3.
2 مليون شخص، بما في ذلك 4 .1 مليون طفل في منطقة بحيرة تشاد، وعرضت النساء
والفتيات خطيرة، بما في ذلك استرقاق وعنف جنسي وتزويج قسري بمقاتلين وحمل قسري
وإكراه على تغيير الدين.
وتزايدت
حدة الدمار مع تزايد انتشار الحركة وخروجها من حدود إقليم الشمال النيجيري، إلى
الكاميرون وتشاد والنيجر، فصارت هناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان تأثر على
ملايين الناس، وقد دعا القرار مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى جمع معلومات
عن الخروق والانتهاكات التي ترتكبها جماعة بوكو حرام المتمردة وتأثيرها على
المدنيين. وأُعد التقرير بالاستناد إلى أكثر من 350 مقابلة سرية أجرتها المفوضية،
بما في ذلك مقابلات مع 210 من النساء والفتيات، ومع لاجئين وأشخاص مشردين داخليًا.
وقالت
مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في تقريرها الصادر في 29 أكتوبر 2015، إن
أطفال وقعوا ضحية لأفعال بوكو حرام الكيدية وفُصلوا عن عائلاتهم بسبب عمليات
الاختطاف، وروى هؤلاء الأطفال أنهم كانوا محاطين بمدافع وسيارات مدرعة بينما كانوا
يُضربون بكابلات بسبب عدم أدائهم لصلواتهم، وأُرغم الأولاد على مهاجمة عائلاتهم
لإثبات ولائهم لبوكو حرام، بينما أُرغمت البنات على الزواج والتنظيف والكي وحمل
المعدات والأسلحة، كما استُخدم بعضهم دروعاً بشرية لتفجير قنابل، وعلى سبيل المثال
في يولا بولاية أداماوا في نيجيري، وزادت وتيرة العمليات الإرهابية لدى الحركة منذ
مبايعتها تنظيم الدولة الإسلامية - داعش 2015، حيث اتخذت الحركة أشكال عنف مشابهة
لتلك التي انتهجها التنظيم في بلاد نشأته في العراق والشام.
واستخدمت
الحركة الأطفال والنساء للقيام بعمليات انتحارية ضد قوات الشرطة والجيش، بالتزامن
مع خططها التوسعية خارج حدود نيجيريا، عن طريق ممارسة أنشطة إجرامية عبر الحدود مع
دول الجوار، والتواصل والتعاون مع عدد من التنظيمات الجهادية المنتشرة في المنطقة،
بشكل حوَّل الحركة في النهاية إلى تنظيم عابر للحدود. [2]
وارتكزت
الحركة على مجموعة أمور على رأسها وجود أعدادٌ كبيرة من أتباعها حيث استغلت
التمييز الطائفي، وهو أمر يعد من أهم مصادر الحركة وقوتها، كونها تعتمد في عمليات
التجنيد على أبناء الفقراء من المسلمين، سواء من نيجيريا أو من الدول المجاورة،
والذين يعبرون بسهولة إلى الحدود النيجيرية، حيث يرون أن الجماعة تدافع عن
الإسلام، بالإضافة إلى تأسيسها لنظام للتكافل الاجتماعي والاقتصادي لأفرادها، مما
يعني أنها تحولت بالنسبة لهم إلى وسيلة هامة لتحسين الظروف الاقتصادية السيئة، واعتمدت
على التمويل متعدد المصادر، بالإضافة إلى العلاقات المتشابكة والتي نجحت في
توقيتها مع تنظيمات متطرفة أخرى، مثل: حركة شباب المجاهدين في الصومال، وتنظيم
القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من خلال إرسال عدد من مقاتليها من أجل التدريب
وتبادل الخبرات، وكذلك المشاركة في القتال في بعض مناطق الصراع المنتشرة في
المنطقة مثل ليبيا.
وتسعى
الحركة انطلاقًا من أهدافها إلى تأسيس دولة إسلامية خاصة بها في نيجيريا، على أن
تتمدد بعد ذلك إلى دول الجوار، وربما يفسر ذلك اتجاه الحركة في فترة سابقة إلى
إعلان الخلافة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها، وهو أمر كان من أسباب توطيد
العلاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية، لتوافق الأهداف والرؤى تكون مظلة ومأوى
للإرهابيين من منطقة غرب ووسط إفريقيا، واتخذت لذلك بعض الخطوات، منها في 2006،
عملت على قطع العلاقات مع مؤسسات الدولة وإداراتها المختلفة، حيث قام مؤسس الحركة
محمد يوسف بفك ارتباطه رسميًّا مع ولاية يوبي، وأصدر مجلس شورى الجماعة بيانًا
يُحرّم فيه على الأعضاء دعم وتأييد الحكومة.
وللترويج
لأهداف التنظيم التوسعية، تم إنشاء منظومة إعلامية تستخدم في الدعوة والترويج
لأفكار الحركة، فضلا عن توضيح ومواقفها وآرائها تجاه القضايا المختلفة، من خلال
الوسائل الدعوية المعتادة، مثل الخطب والمواعظ في المساجد والتسجيلات الصوتية
والمرئية، التي توزع على الأتباع، من أجل توسيع قاعدة التأييد للحركة، مرتكزة على مرجعيات
فكرية، فاعتمدت على الكثير من الفتاوى للخروج على الحكام، وتحريم التعليم، وتم
ترجمتها إلى لغة الهوسا، ومن بين هذه الكتب: "المدارس العالمية
الأجنبية" الشيخ بكر أبي زيد، وكتاب "مدارك النظر في السياسة: بين
التطبيقات الشرعية والانفعالات الحماسية" للشيخ عبد الملك بن أحمد بن المبارك
رمضاني الجزائري، وكتاب "حكم الجاهلية" و"العلمانية" للشيخ
أحمد محمد شاكر، و"فتاوى اللجنة الدائمة"، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام
ابن تيمية، وكتب ابن القيم، وتفسير ابن كثير، وفتاوى بعض العلماء المعاصرين أمثال
الشيوخ: الألباني، وابن باز، وابن عثيمين.
وكذلك
عملت حركة بوكو حرام على كافة الاتجاهات لكسب ثقة السكان المحليين في مرحلة تلو
الأخرى، فمنذ صعودها الدراماتيكي في عام 2009، وتمكنت من الحصول على جزء كبير من
هذا التعاطف من جراء الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة النيجيرية
والإعدام الجماعي لعشرات من الموالين والقريبين منها وتصوير هذه العمليات عبر
شاشات التليفزيون، إلا أن هذا التعاطف لم يستمر بعد تركيز عمليات الحركة على
استهداف المدنيين واستخدام النساء والأطفال في العمليات الانتحارية، خاصة مع خطف
276 فتاة من مدرسة شيبوك في شمال نيجيريا في عام 2014.
وبدأت
الانشقاقات داخل بوكو حرام بعد نحو عقد من تأسيسها في 2009، بسبب خلافات بين بعض
عناصرها وقائدها أبوبكر شيكاو، مما دفع هؤلاء، وعلى رأسهم حبيب يوسف (ابن مؤسس
التنظيم محمد يوسف) ومامان نور، إلى طلب المساعدة من تنظيم "القاعدة في بلاد
المغرب الإسلامي"، الذي قدم لهم التدريب والدعم وكونوا جماعة إرهابية أطلقوا
عليها "أنصار المسلمين في بلاد السودان (أنصارو)، وعلى الرغم من عودة هؤلاء
العناصر للانضمام إلى التنظيم مرة أخرى، إلا أن الخلافات ظهرت من جديد في أعقاب
اتجاه أبوبكر شيكاو في مارس 2015 لمبايعة تنظيم "داعش"، وتفضيل أبوبكر
البغدادي في أغسطس 2016 لحبيب يوسف الملقب بأبي مصعب البرناوى كقائد للتنظيم، حيث
أطلقوا على "بوكو حرام" تنظيم "الدولة الإسلامية في غرب
إفريقيا" أو "ولاية غرب إفريقيا الإسلامية"
(ISWAP).
الخلاصة
أن تلك الانشقاقات شكلت عقبة خطيرة أمام أهداف واستراتيجيات بوكو حرام، فمع شن
ولاية غرب إفريقيا حملتها الهجومية، أصبحت بوكو حرام تكافح من أجل البقاء وتأمين
قوت يومها، وانتهى الصراع في مايو 2021 بوفاة زعيمها أبو بكر شيكاو، الذي فضّل أن
يحرق نفسه على أن يقع أسيرًا في أيدي ولاية غرب إفريقيا، ومع وفاة شيكاو دبت
الفوضى في فصيله، وتمكّنت ولاية غرب إفريقيا من تعزيز سيطرتها على الجزء الشمالي
الشرقي من الدولة وحوض بحيرة تشاد، وتراجعت قدرة الجماعة على الصمود تحت وطأة
عمليات مكافحة الإرهاب التي تشنها قوات الأمن النيجيرية، خاصة في ولاية بورنو، حيث
تمارس بوكو حرام تقليديًا مستوى غير مسبوق من السلطة.
ومنذ
عام 2020، نجحت قوات مكافحة الإرهاب النيجيرية في طرد بوكو حرام من معاقلها
السابقة، ودفعتها إلى التعاون مع أنواعٍ أخرى من الشبكات الإجرامية في المنطقة
للبقاء على قيد الحياة، بتنفيذ عمليات إثبات وجود مثلما وقع في أوائل عام 2021،
عندما اقتحم عدد من الرجال المسلحين مدرسة في ولاية زامفارا، في شمال غرب نيجيريا،
واختطفوا قرابة 300 فتاة كن يدرسن هناك، بالإضافة لمؤشرات أخرى تفيد أنها لا تزال قادرة
على ممارسة السلطة، حيث ينخرط بعض مسلحيها في أعمال عنف ضد قوات الأمن والسكان
المدنيين النيجيريين منذ وفاة شيكاو، ومن المرجح أن بوكو حرام كانت وراء مقتل أمير
داعش، أبو مصعب البرناوي.
•
المطلب
الثاني: القوات الإقليمية في مواجهة بوكو حرام
دفعت الهجمات الإرهابية
المتصاعدة من قبل جماعة بوكو حرام، وتحديداً في مايو ٢٠١٤، حين تم اختطاف نحو 270
تلميذة في منطقة شيبوك بنيجيريا، إلى ضرورة إيجاد قوة إقليمية مشتركة، بإمكانها
الحد من هجمات الحركة التي تجاوزت الإقليم إلى الكاميرون والنيجر وتشاد، وتقرر
إنشاء هذه القوة في مايو 2014، وكان من المفترض أن تبدأ نشاطها في نوفمبر 2015،
لكن الخلافات بين نيجيريا الناطقة باللغة الانجليزية والبلدان المجاورة الناطقة
بالفرنسية، أخرت تشكيلها.
صارت الحاجة ملحة إلى
تفعيل القوة بعدما كانت بوكو حرام تشن هجمات يومية في شمال شرق نيجيريا، وفي
المناطق الحدودية، وبالتالي ذات حدة التدخلات العسكرية ابتداء من فبراير من نفس
العام، وخصوصا الجيش التشادي على الأراضي النيجيرية، وإلى تراجع الحركة، وفي يناير
2015 قرر الاتحاد الإفريقي في القمة الإفريقية ذلك التوقيت إرسال قوة تقدر
بـ(7500) عنصر إلى نيجيريا لمحاربة "بوكو حرام"، وطالب بزيادة عدد هذه
القوات إلى نحو 10 آلاف جندي.
وفي الثامن من يوليو 2015،
أُعلِن عن تشكيل قوة إقليمية أطلق عليها اسم قوة التدخل المشتركة المتعددة
الجنسيات تتكون من 8700 عنصر؛ سيكون مقرها في تشاد، وتشارك فيها الدول المعنية:
(نيجيريا، والنيجر، وتشاد، والكاميرون، وبنين)، لتحلّ محلّ القوة السابقة المتعددة
الجنسيات، وقادت عمليات عسكرية متعددة ضد حركة بوكو حرام، تحت قيادة الجنرال
النيجيري إيليا أباه.
وعول المجتمع الدولي على
القوة الإقليمية في الحد من توحش حركة بوكو حرام، غير أن هناك مجموعة من المعوقات
أثرت بالفعل عليه، على رأسها التنافس الإقليمي، وعدم الانسجام بين مكونات الدول،
وطبوغرافية المنطقة، وطبيعة الحروب والتكتيكات التي تتبعها الحركة، خاصة بعد
مبايعتها تنظيم الدولة الإسلامية في مارس 2015، وهجرة المقاتلين الأجانب من الدول
المختلفة إلى منطقة الساحل والصحراء، حيث يتبع التنظيم في تحركاته أساليب قتالية
مختلفة؛ لتشتيت جهود التحالف الإقليمي، عبر جرّه إلى حرب استنزاف طويلة الأمد وهي
استراتيجية يطلق عليها "النكاية".
الدول الخمسة المشاركة قوام القوة الإقليمية لديها
مشكلات مترسخة في الأساس، وبالتالي فمن الصعوبة توجيه كامل دعمها للقضاء على بوكو
حرام، فهي تشهد أزمات كالفقر المدقع، وضعف الأداء الاقتصادي، وغياب التنمية، إضافة
إلى عدم الاستقرار، والاضطرابات، والكوارث، فضلًا عن ضعف القدرات في مجال ضبط
الحدود والتحكم فيها، ولاسيما أن المجموعات القبلية في هذه الدول متداخلة، وتتواصل
على جانبي الحدود بشكل طبيعي، فالمجموعات القبلية في شمال نيجيريا لها امتدادات
أخرى تمتد إلى السنغال غربًا مرورًا بمالي وبوركينا فاسو وغينيا بيساو...إلخ، بالإضافة
إلى وجود مخاوف من تفاقم الخلاف مجددَا بين هذه الدول، خاصة في ظل التناسق بين
قواتها والتفاوت بين مدى قوتها وإمكانياتها، والتي ستظهر في نمط الحرب ذات الطبيعة
المفتوحة، كذلك نشوب صراعات حول تبعية المناطق الحدودية، إذا ما أخفق التحالف
الإقليمي، في القضاء على بوكو حرام، مع إطالة أمد الحرب التي دخلت في عامها السادس.
ونجحت القوات في بادئ
أمرها في تحقيق انتصارات فقد نشط الجيش النيجيري من أجل تحرير الرهائن من النساء
والأطفال، الذين احتجزتهم الحركة في معاقلها في ولاية بورنو شمالي شرقي البلاد،
وبالفعل حرر أكثر من 400 رهينة من معسكرات بوكو حرام، بالتزامن
مع عمليات متزامنة في تشاد في منطقة كايجا بمحافظة نجوبوا الحدودية، وكذلك في
الكاميرون والنيجر، بينما أرسلت دولة بنين في أغسطس 2015 نحو 800 جندي للمشاركة في
الحرب ضد الحركة. [3]
وتستمر الولايات المتحدة
الأمريكية في تقديم المساعدات الاستخباراتية لنيجيريا ودول الجوار في حربها ضد
"بوكو حرام"، والتي تتمثل في عمليات المراقبة والاستطلاع، دون مشاركة
لقواتها في القتال، وتعهدت منظمة الأمم المتحدة، علي لسان أمينها العام، بان كي
مون، في أغسطس 2015، بدعمها للجهود النيجيرية والإقليمية في مواجهة "بوكو
حرام"، والسعي نحو معالجة لجذور النهج المتشدد التي تتبعه التنظيمات
الإرهابية، ودعت دول تشاد، والنيجر، والكاميرون إلي مساعدة سكان منطقة حوض بحيرة
تشاد، بعد تضررهم من هجمات "بوكو حرام"، التي أدت إلي فرارهم، حيث
يتعرضون للجفاف، والفيضانات، والأمراض، فقد أشارت الأمم المتحدة إلي نزوح أكثر من
2.3 مليون شخص من ديارهم منذ عام 2013.
الخاتمة
توصلت الدراسة إلى مجموعة
من النتائج من واقع منهج تحليل النظم، من الممكن تحديدها في نقاط، وهي:
-
زيادة توحش حركة بوكو حرام
بعد مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش واحتكاكها بالجماعات المتطرفة الأخرى
في منطقة الساحل والصحراء.
-
الحاجة إلى رفع قدرات
القوات الإقليمية وتعزيز كفاءتها وزيادة التنسيق والابتعاد عن الخلافات السياسية
بين دول المنطقة.
-
تعزيز مؤسسات الدول
المتضررة من حركة بوكو حرام يساهم بالتأكيد في الحد من تحركات الحركة في منطقة
الساحل والصحراء.
-
ضرورة شن عمليات عسكرية
احترافية وقطع خطوط الربط بين حركة بوكو حرام وتمركزاتها سيعزز من حصارها والقضاء
عليها.
قائمة المراجع
مصادر باللغة العربية
أولاً: الوثائق
1)
مكتب المفوض السامي لحقوق
الإنسان، مسار التدمير الذي تسلكه بوكو حرام، الأمم المتحدة، 2015.
ثانيًا: الكتب
2)
محمد عبدالكريم أحمد، بوكو
حرام من الجماعة إلى الولاية.. أزمة التطرف والفساد في أفريقيا (القاهرة، العربي
للنشر والتوزيع، 2017).
3)
محمد المجذوب، أحمد سرحان،
الإرهاب الدولي في ظل المتغيرات الدولية (لبنان، منشورات الحلبي الحقوقية، 2005)،
صـ 77.
4)
محمود المراغي، محرب
الجلباب والصاروخ وثائق الخارجية الأمريكية حول الإرهاب (القاهرة، دار الشروق،
2002) صـ 64 – 65.
ثالثًا: مقالات بحثية منشورة
5)
حمدي عبدالرحمن حسن, حمدي
, العنف وهشاشة الدولة: بوكو حرام نموذجا, مجلة الديمقراطية, (القاهرة، مؤسسة
الأهرام، 2015).
6)
صباح صاحب العريض، الخارطة
التكفيرية للجماعات الإرهابية في شمال إفريقيا بوكو حرام نموذجا، مجلة الكوفة
للعلوم القانونية والسياسية، (العراق، جامعة الكوفة، 2018).
7)
مهند عبدالواحد النداوي،
مشكلة الاندماج الوطني في نيجيريا: بوكو حرام أنموذجاً, مجلة جيل الدراسات
السياسية والعلاقات الدولية (لبنان، مركز جيل البحث العلمي، 2015).
8)
هشام بشير، "الجهود
الدولية والإقليمية والوطنية لمكافحة جماعة بوكو حرام"، مجلة كلية السياسة
والاقتصاد، (بني سويف، جامعة بني سويف، العدد الثالث، 2019).
9)
عباس محمد صالح عباس,
الجهود الإقليمية لمكافحة تهديد "بوكو حرام" المحددات والآفاق, مجلة
رؤية تركية, (تركيا، مؤسسة ستا للدراسات، س 4، ع 4، 2015).
10)
أحمد عسكر، عوائق التحالف الإقليمي ضد "بوكو
حرام"، مجلة السياسة الدولية (القاهرة، مؤسسة الأهرام، العدد 203، 2016) صـ
185.
رابعًا: المعاجم
11)
شوقي ضيف، المعجم الوسيط (القاهرة:
مجمع اللغة العربية، ط.4 ،2004) صـ 37.
12)
مسعود جبران، معجم الرائد
(بيروت، دار العلم للماليين، ط.4 ، 1996) صـ 8.
خامسًا: رسائل علمية
13)
أحمد يوسف فنك، حركة بوكو
حرام وأثرها على الأمن الأفريقي 2002 – 2005 (رسالة ماجستير, جامعة الزعيم
الأزهري، السودان، 2016).
14)
إحسان أمينة مرداس،
الإرهاب وانعكاساته على منطقة غرب أفريقيا دراسة حالة بوكو حرام بنيجيريا (2001 –
2016)، رسالة ماجستير، كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر، 2017.
15)
ولاء سعيد زماعرة، الحركات
الجهادية في أفريقيا بين التوسع والردود الدولية: دراسة حالة بوكو حرام 2000 –
2015 (رسالة ماجستير، معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات جامعة بيرزيت، فلسطين، 2018).
سادسًا: مصادر إنترنت
16)
أحمد علو، الإرهاب في
مفهومه وتداعياته من تحديدات اللغة إلى تباين وجهات النظر، (لبنان، مجلة الجيش،
العدد 340، 2013).
17)
أمين مشاقبة، الأمن
المجتمعي المعنى الأبعاد والتحديات (الكويت: صحيفة الرأي، 2020).
18)
أميرة محمد عبد الحليم،
"مقتل البرناوي.. هل انتهت أسطورة "بوكوحرام"؟، (القاهرة: مركز
الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 2021).
19)
المركز الإقليمي للدراسات
الاستراتيجية، "أهداف خفية: لماذا تسعى “بوكو حرام” إلى توسيع نفوذها؟"
(القاهرة: مؤسسة المركز الإقليمي، 2015).
20)
آنا أجيليرا، "هل
تتراجع جماعة بوكو حرام في نيجيريا؟" (الاتحاد الأوروبي: موقع عين أوروبية
على التطرف، 2022).
21)
موقع Swissinfo
الإخباري، "قمة في نيجيريا لوضع اللمسات الاخيرة على تشكيل القوة الاقليمية
لمحاربة بوكو حرام"، (سويسرا: مؤسسة Swissinfo، النسخة العربية، 2015).
22)
رباب كمال، شوكة النكاية
والتمكين في الفكر الجهادي المعاصر، (القاهرة: موقع حفريات، 2021).
23)
دعوة دولية لمساعدة
المشردين بسبب بوكو حرام (الإمارات: سكاي نيوز عربية، 2015).
مراجع بلغات أخرى
مقالات منشورة:
24)
Abdelkrim ,Benabbad
, Terrorisme au Sahel: Défi Sécuritaire et Enjeux du Développement
Socio-Économique, Revue Marocaine d'Administration Locale et de Développement,
Maroc, 2017.
25)
Benzeghda ,Aicha
The Nexus between Failed State and Transnational Organized Crime: A Growing
Threat to Security in the Sahel, Journal of Political and Legal Research,
University of Muhammad al-Siddiq Ibn Yahya, Algeria, 2021.
26)
Graine
,Belkacem, Les Etats Faillis et le
Trafic D’armes au Sahel, Journal d'Etudes Juridiques, Université de Saida Dr.
Moulay Eltaher – Algérie, 2020.
مصادر إنترنت:
27)
ADAM NOSSITER, Scores Die
as Fighters Battle Nigerian Police, U.S, The New York Times, 2009.
28)
"Dodge, John Vilas, (25
Sept. 1909–23 April 1991), Senior Editorial Consultant, Encyclopædia
Britannica, since 1972; Chairman, Board of Editors, Encyclopædia Britannica
Publishers, since 1977."
29)
The term
"terrorism" means premeditated, politically motivated violence
perpetrated against noncombatant targets by sub national groups or clandestine
agents, usually intended to influence an audience" United States
Department of State, Patterns of Global Terrorism 2002 (Office of the
Coordinator for counterterrorism, April 2003), P. 13.
30)
U.S. Army Training and
Doctrine Command, US Army Operational Concept for Terrorism Counteraction,(U.S.
Army Training and Doctrine Command, Pamphlet No. 525-37, 1984 (p.3. ).
[1]. The term "terrorism" means premeditated, politically
motivated violence perpetrated against noncombatant targets by sub national
groups or clandestine agents, usually intended to influence an audience"
United States Department of State, Patterns of Global Terrorism 2002 (Office of
the Coordinator for counterterrorism, April 2003), P. 13.