تكسب
الجمهورية اليمنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الواعدة أهمية كبيرة كبوابة لشبة
الجزيرة العربية، وتشرف علي مضيق باب المندب، أهم ممر للتجارة الدولية وتقع علي
المياه المفتوحة علي البحر العربي والمحيط الهندي من جهة، والبحر الأحمر الرابط
بين الثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، أوروبا) من جهة أخري كل ذلك يجعل منها دولة ذات
تأثير كبير علي منطقتي الخليج والقرن الإفريقي وحتى شمال الجزيرة العربية أفريقيا
المرتبطين بأوروبا ولذلك الوضع والموقع الجغرافي المتميز والاستراتيجي جعل اليمن
ميدان للحرب بالوكالة بين قوي إقليمية ودولية تطمع في السيطرة علي هذه المنطقة
الهامة جغرافيا لأسباب ودوافع عديدة سواء كانت لتعزيز قوتها وقدراتها العسكرية
والاقتصادية أو لزيادة فاعليتها الأمنية تجنبا لوصول الحرب والفوضى إلى داخلها
ويركز هذا الفصل على تتبع ومعرفة الوضع الداخلي في اليمن والصراعات التي توجد بها
سواء كانت صراعات داخلية أو خارجية والحروب الأهلية والأزمة اليمنية وكل هذه
الأسباب ساعدت ومهدت الطريق للقوى الإقليمية والدولية للتدخل في اليمن سواء كانت
عن طريق الحرب بالوكالة أو غيرها من طرق التدخل، وتتبع الأهداف الاستراتيجية
للتواجد الإيراني في اليمن من خلال حركة الحوثي التي أحكمت قبضتها علي عاصمة اليمن
صنعاء في 2014 وكيف أنها أعطت مبررا لتواجد عسكري سعودي
إماراتي في اليمن من خلال التحالف العربي الذي أعلن في 2015 بهدف
استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب ويكشف هذا الفصل الأهداف الحقيقية للتواجد الإيراني
في اليمن الذي تعتبره مخزنا بشريا يمكنها من الوصول إلي نفط الخليج والمقدسات
الإسلامية، كما تكشف الأهداف الغير معلنه للإمارات والسعودية اللتين وجدتا في
الحرب فرص لتحقيق استراتيجياتهما في الوصول إلى مناطق الغاز والنفط والبحار
المفتوحة والسواحل والموانئ التي تمكنها من السيطرة الإقليمية والبقاء كدولتين
مؤثرين ومهمتين كحلفائهما الدوليين، رغم وجود ملامح للتنافس وربما صراع بين أبو
ظبي والرياض.
إشكالية الدراسة:
تسعى إيران للعب دور
إقليمي في المنطقة العربية بطريقة مباشرة وغير مباشرة وبوسائل مختلفة، كما أن
النفوذ الإيراني في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة يسير في اتجاه متصاعد
ومتزايد وهذا النفوذ والتدخل يثير إشكاليات عديدة. فإيران لديها أطماع قديمة في
المنطقة والتي تريد من خلالها تحقيق مشروعها الإسلامي وتحقيق أهداف الثورة
الإسلامية ومحاولة أخذ الزعامة في الشرق الأوسط ومع ثورات الربيع العربي تجددت هذه
الأحلام مرة أخرى وظهرت إيران كفاعل إقليمي واضح في معظم الأحداث واتبعت سياسية
خارجية نشطة تجاه المنطقة العربية، حيث تزايد التدخل الإيراني في المنطقة العربية
بصفة عامة في كثير من دول المنطقة (سوريا و العراق والسعودية ولبنان) وخاصة تجاه
اليمن بصفة خاصة حيث تدعم إيران الإنفصالات التي تحدث في اليمن بين الجنوب والشمال
حيث تقوم إيران بدعم الحوثيين في شمال اليمن بتمويلهم وتزوديهم بالأسلحة كون إيران
تقوم بهذا بسبب أنها تريد وتسعي جاهدة إلى فرض نفوذها وهيمنتها على المحيط
الجغرافي المجاور لها ومن دوافعها أيضاً موقع اليمن على ممرات مائية ومضيق باب
المندب كونها جوار السعودية وأيضاً خوف إيران من سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتأثير
ذلك على وجودها في البحر المتوسط وبلاد الشام.
§ الأهمية العلمية:
هذا العمل يبحث في حقل
العلاقات الدولية، ويعتبر من أهم ميادين الدراسات الأكاديمية التي تكون العلوم
السياسية، تأتي أهمية هذه الدراسة من خلال تسليط الضوء على ظاهرة التدخل أو التوسع الإيراني في المنطقة العربية
و الصراع الإيراني لليمن في ظل الظروف التي تمر بها اليمن والأزمة اليمنية التي
ساعدت إيران والتي لم تكن تأثيراتها سلبية على اليمن فقط وإنما على دول الجوار
أيضاً بل هددت الأمن القومي العربي أيضاً من هنا تأتي الأهمية العلمية للدراسة حيث
أنها توضح كيفية التدخل الإيراني في المنطقة العربية وما هي آليات إيران للتدخل
وما هي دوافعها ومخاطر الصراع الإيراني في اليمن، وأهداف و مصالح إيران في اليمن
وأدوات إيران التي قامت باستخدامها في اليمن.
§ الأهمية العملية :
التعرف على كيفية تحليل
موقف معين وهو التدخل الإيراني في المنطقة العربية و الصراع الإيراني في اليمن حيث
فرضت إيران نفوذها في اليمن عن طريق القوة الناعمة والقوة الصلبة، القوة الناعمة
مثل إرسال بعثات دراسية من اليمن إلى إيران والقوة الصلبة تتمثل في دعم الانفصال
بين الجنوب والشمال ودعم الحوثيين في شمال اليمن وأن هدف إيران ليس اليمن فقط
وإنما تهدد دول الجوار أيضاً والمنطقة العربية بأكملها.
الدراسات السابقة
1. دراسة" سفيان احمد محمود"،" السياسة
السعودية تجاه اليمن في ضوء تحولات الحراك الشعبي اليمني"، 2016.
تناولت الدراسة: جذور
السياسة السعودية تجاه اليمن، تطور السياسة السعودية تجاه اليمن، المحددات
الداخلية للسياسة السعودية، المحددات الخارجية الإقليمية والدولية للسياسة
السعودية ، أسباب الحراك الشعبي في اليمن، موقف السياسة السعودية من الحراك الشعبي
اليمني، صعود وسيطرة الحوثيين على مفاصل الدول اليمنية، موقف السياسة السعودية من
صعود الحوثيين في اليمن ، أهداف السياسة السعودية تجاه اليمن في ضوء المتغيرات
اليمنية.
هدفت الدراسة إلى: تأثر
السعودية من تداعيات الأزمة اليمنية وخاصة بعد أن دخلت إلى نفق مظلم فسارعت إلى
تبني المقترحات والحلول فجاءت المبادرة الخليجية 2011 للحل دون
انفجار الأوضاع في اليمن والتي هدفت إلى تنحي الرئيس السابق عبد الله صالح عن سدة
الحكم في أجواء انتقالية للحكم بنائبه عبد ربه منصور هادي، وهدفت الدراسة إلى
توضيح عدم استقرار اليمن بالشكل المأمول وفق هذه المبادرة فدخلت اليمن مرحلة تحول
كبير بصعود الحوثيين وسيطرتهم على الحكم وعاصمة صنعاء في 2014.
توصلت الدراسة إلى: معرفة
طبيعة السياسة السعودية تجاه التحولات الجذرية في المشهد السياسي اليمني الناجم عن
الحراك الشعبي وأيضاً تغير خريطة التحالفات والصراعات المسلحة بين أطراف كانت في
السابق متحالفة فيما بينها وإضافة إلى زيادة التدخلات الإقليمية والدولية وتأثيرها
على مسار الأحداث السياسية والعسكرية.(1)
استفادت الدراسة الحالية: أن
السياسة السعودية تجاه اليمن بأهمية بالغة بسبب التماس والجوار الجغرافي بينهم،
وعلى هذا الأساس اتبعت السعودية كافة الوسائل والأدوات لتحقيق الحماية أمنها
القومي من إيران والقضاء على التحديات الموجودة داخل اليمن منذ تأسيس الكيانين
السياسيين باعتبار اليمن العمق الإستراتيجي الأهم والمجال الحيوي المؤثر والخاصرة
التي تجلب الخير أو الشر للأمن القومي السعودي.
2. دراسة " فراحتيه عبد الرزاق"،" بعنوان:
الصراع السعودي الإيراني اليمن نموذجا"، 2018.
تناولت الدراسة: الصراع السعودي الإيراني وهذا لان إيران عند دخولها
اليمن كانت من أهدافها توسيع نفوذها في المنطقة العربية وليس كان هدفها اليمن فقط
وإنما السعودية أيضا بسبب أنها من دول الجوار وهذا من خلال التركيز علي اليمن
كنموذج وأدوات الصراع التي أدير بها هذا التنافس أو الصراع انطلاقا من اليمن وحتى
السعودية وتعتبر اليمن هي بمثابة سلمة للوصول إلى السعودية.(2)
3. دراسة "بورحلة عبد الرحمن"، بعنوان: الثابت
والمتغير في السياسية الخارجية السعودية دراسة حالة اليمن2015-2011)،2016.
تناولت الدراسة: مبادئ
السياسة الخارجية السعودية التي يم ترتيبها إلى مستويات سواء المستوي العربي
والخليجي والمستوى الإسلامي والمستوي الدولي، ودور المملكة العربية السعودية في
مجلس التعاون الخليجي ولإبراز هذا تم التطرق إلى نشأته بالإضافة إلى دراسة
العلاقات السعودية الإيرانية في مرحلة قبل وبعد الثورة الإيرانية 1979، ومرحلة بعد الثورات العربية، ودراسة الحالة وهي الأزمة اليمنية
وتم التطرق إلى جيوبوليتيك اليمن وأسباب قيام الثورة اليمنية مطلع عام 2011، بالإضافة إلى تدخل السعودية في اليمن بعد انقلاب الحوثيين علي
النظام الشرعي فيه وكيف شكل خطر علي الأمن القومي.
هدفت الدراسة إلى: أن
السياسة الخارجية السعودية بأهمية كبيرة لدي العديد من المعنيين بالشؤون الدولية،
وليس السبب الثقل السياسي الذي تتمتع به المملكة العربية السعودية فحسب، بل هو
تعاملها مع الأحداث السياسية في منطقة الخليجية بشكل مباشر أو غير مباشر، وأيضا
دورها الفعال في معظم القضايا التي تهم المنطقة وأيضا بناء علي مقدراتها المادية
والمعنوية.
توصلت الدراسة إلى: الأزمة
اليمنية وأسبابها وعلاقة المملكة العربية السعودية بدولة اليمن والسياسية الخارجية
للسعودية تجاه الدول العربية ودول الخليج العربي وسعي السعودية إلى وضع برنامج عمل
مشترك لخدمة الدول العربية ضد أي احتلال خارجي.(3)
استفادت الدراسة الحالية من : أن
التغيرات التي حدثت في المنطقة وشكله الذي جاء كتدخل فردي ثم تحول إلى تحالف عربي
بالأساس لكسر شوكة تنظيم الحوثيين ولصد النفوذ الإيراني وحليفهم الرئيس عبد الله
صالح وهذا النمط الجديد في السياسة الخارجية السعودية التي لم تعده المملكة
العربية السعودية من قبل متحولة بذلك من صاحب رد الفعل إلى الفعل أي سياسة
المواجهة والتي فاجأت إيران بذلك.
4. دراسة قسام مبارك، " الصراع السعودي الإيراني
وانعكاساته علي استقرار اليمن" ، 2015.
تناولت هذه الدراسة: طبيعة
العلاقات السعودية الإيرانية وأبعاده ودوافعه المتعددة، وعلاقة الوضع الداخلي
باليمن بمسألة الصراعات الخارجية، الوضع الداخلي لليمن منفذ للتدخلات الأجنبية،
يستطيع اليمن تجاوز هذه التجاذبات في حالة استطاع تحقيق الوحدة والاندماج بين
مختلف مكوناته.
هدفت الدراسة إلى: الاستقطاب
الإقليمي الذي تمارسه بعض القوي في الشرق الأوسط، موظفة فيه كل ما تملك من عوامل
مساعدة، كالعامل الطائفي، العامل الاقتصادي وحتى العامل العسكري، وفي غياب نظم
سياسة مستقرة وقوية ذات مؤسسات فاعلة فان هذا الاستقطاب سيكون السمة الملازمة
للعلاقات بين الدول في الشرق الأوسط، وهذا الاستقطاب ما هو إلا نتيجة حتمية
لوجود انكشاف أمني وسياسي وحتى اجتماعي تعانيه الكثير من دول
المنطقة.
توصلت
الدراسة إلى: أن اليمن تعتبر أفضل
مثال لهذه الظاهرة، فالتنافس بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران
الإسلامية ما كان ليحصل إلا إذا كان وجود مناخ وبيئية تحتضنه وتدعمه بقوة ففي غياب
اقتصاد ناجح ومنتج وجبهة اجتماعية موحدة وبني سياسية مستقرة فأن الواقع سيكون
بالضرورة مماثلا لما يحدث في اليمن أو المنطقة.(4)
استفادت الدراسة الحالية من: أن السبب الرئيسي أو بنسبة كبيرة في التوتر والصراعات
هذه ما هي إلا نتيجة حتمية للتنوع المذهبي والطائفي وفي الحقيقة هذا هو ما يميز
اليمن.
اجتمعت الدراسات على: الصراع
السعودي الإيراني وتأثيره علي اليمن والحرب بالوكالة بين السعودية وإيران في اليمن
واليمن هي التي تتحمل نتيجة هذا وكيف كانت الأزمة اليمنية مهدت الطريق للتدخل
الإيراني في اليمن والصراع بين السعودية وإيران كان بسبب أن إيران عند دخولها
اليمن كانت من أهدافها توسيع نفوذها وسيطرتها في المنطقة العربية وليس اليمن فقط
وإنما السعودية أيضا إذا سيطرت إيران علي اليمن بأكملها ستتطرق إلي السعودية بسبب
الجوار الجغرافي بينهم، واجتمعت الدراسات أيضا علي سبب أو هدف إيران من دخولها في
اليمن سواء استعمارها أو الوصول إلي دول الجوار الجغرافي لليمن وأيضا ليس اليمن
فقط.
اختلفت الدراسات على: أهداف
ودوافع إيران في اليمن تري بعض الدراسات أن هدف إيران هو نشر الشيعة في المنطقة
وانه سبب ديني ونشر المد الشيعي في المنطقة وخصوصا اليمن وتري دراسات أخري أن
أهدافها استعمارية وتوسعية وهو السيطرة علي اليمن والممرات البحرية المهمة ودول
الجوار والسيطرة علي البحر الأحمر ومضيق باب المندب والنفط والسيطرة علي دول
الجوار.
المحور الأول - دوافع التدخل الإيراني في
اليمن
من الأهداف التي تسعي
إليها إيران وغيرها من الدول الأخرى ذات الأطماع التوسعية والتاريخ الحافل
بالتدخلات الخارجية في شؤون الشعوب الأخرى تسعي إيران جاهدة إلى فرض نفوذها
وهيمنتها علي المحيط الجغرافي المجاور لها. فما تمارسه إيران ليس طموحات سياسية
واقتصادية يحق لكل دولة أن تقوم بها بالوسائل المشروعة، بل عي أطماع واسعة تتعدي
علي حقوق الآخرين فقد اتخذت السياسة الإيرانية التوسعية مسارا عدائيا تصادميا عبر
خطين متوازين.(5)
الخط لأول: ممارسة العنف
والتصعيد ضد العدو الحقيقي الدائم وهم مسلمين السنة والعرب.
الخط الثاني: إظهار العدو
الوهمي ( إسرائيل و أمريكا) بمظهر العدو الحقيقي الدائم وان إسرائيل هي التي تشكل
الخطر الأكبر والأسوأ دائما وليس إيران وتحاول جاهدا أن تقنع العرب بذلك وأنها
الأقل خطرا بالنسبة لخطر إسرائيل خاصة في موقفها للقضية الفلسطينية وهذا كغطاء
لإخفاء حربها الحقيقية علي عدوها الرئيسي ووسيلة لممارسة الخداع ضده وهي ( المنطقة
العربية وتحديدا اليمن) لعدة أهداف سوف نتطرق إليها وعلي رأس هذه الأهداف استعادة
الهيمنة الفارسية علي المنطقة ولكن بصورة دينية طائفية عبر نشر التشيع ودعم
الجماعات وإثارة النعرات المذهبية.(6)
حيث أن النظام الإيراني
تدخل في لبنان العراق وسوريا ولكن اليمن تشكل اغراء خاص لأسباب كثيرة، فالاستيلاء
عليها وإدارتها من قبل جماعة موالية لها ولاء مذهبيا أعمي ولأن اليمن لها إغراء خاص
بسبب موقعها المتميز والاستراتيجي لأنه من أهم المناطق الاستراتيجية المشرفة علي
خطوط الملاحة العالمية ما بين المشرق والمغرب وهذا بالإضافة إلى مضيق باب المندب
وخليج عدن وامتداداتها علي بحر العرب والبحر الأحمر علما بأن أكثر من 121 ألف سفينة تعبر سنويا حاملة ما لا يقل عن %15 من تجارة
العالم، مما لا شك فيه أن النظام الإيراني أدرك مبكرا ما يمثله اليمن لكل هذه
الأطراف فقرر مد أصابعه إليه وإيجاد موطئ قدم له فيه.(7)
ومن
الأهداف الأساسية للتدخل الإيراني:
أولاً- توسيع
مجال النفوذ الإيراني ( الهدف الجيوسياسي)
تهدف إيران من خلال نشاطها
علي الساحة السياسية اليمنية إلى إحراز مزيد من النفوذ في اليمن باعتبارها يحظي
بموقع استراتيجي متميز، ووزن جيوسياسي مؤثر في المنطقة، لأن إيران تري أن بإمكانها
من خلال تحالفها مع الحوثيين، ودعمها لهم سياسيا وعسكريا من أجل ترسيخ تموضعهم في
قمة السلطة في اليمن، أن تزيد تأثيرها ونفوذها في المنطقة بشكل كبير، عبر إيجاد
موطئ قدم لها بالقرب من ممر استراتيجي دولي بالغ الأهمية مما يتيح لها الفرصة
للتحكم في حركة المرور في خليج عدن ومضيق باب المندب، الذي يعد نقطة الربط
الرئيسية التي تصل الخليج العربي والمحيط الهندي بالبحر الأحمر ووصولا إلى قناة
السويس، كما يعد الممر المائي الرئيسي للنفط في العالم.(8)
حيث أن الموقع الاستراتيجي
المتميز الذي تتمتع به اليمن، حيث تمثل البوابة الجنوبية للوطن العربي عموماً
والجزيرة العربية والخليج بشكل خاص. وتنبع أهمية اليمن من وجودها على أهم ممرات
الطاقة والتجارة العالمية مثل مضيق باب المندب، الذي يمر خلاله ما يقارب من 3.2
مليون برميل نفط يومياً، أي تنبع الأهمية الاستراتيجية بحكم وجودها على المدخل
الجنوبي للبحر الأحمر؛ مما يضفي بعداً مهماً على هذا الموقع، وبالتالي فإن وجود
إيران في هذا المكان الاستراتيجي يعزز من حضورها الإقليمي، ويساعدها على السيطرة
على المداخل والمخارج الرئيسية لتجارة النفط الدولية، في ضوء إدراك إيران أهمية
تحديث قواتها البحرية والاستراتيجية.(9)
ومن خلال هذا تسعي إيران
إلى تحويل جماعة أنصار الله الحوثية إلى قوة سياسية وعسكرية مهيمنة علي العملية
السياسية في اليمن وذلك من خلال استنساخ تجربة حزب الله في لبنان، عندما قام
بالسيطرة علي بيروت بالقوة المسلحة في عام 2008، وهو ما
قامت به جماعة أنصار الله بالفعل عندما سيطرت علي العاصمة صنعاء في سبتمبر2014، مما جعلها في وضع يمكنها من إملاء شروطها علي حكومة الوفاق
الوطني ومن ثم قامت بتوقيع " اتفاق السلم والشراكة" مع القوى السياسية
الأخرى، وفي نفس السياق الدعم لبعض أجنحة الحراك الجنوبي التي تسعي إلى فك
الارتباط مع الشمال وهذا كمحاولة من قبل إيران لتأمين مجال أوسع للنفوذ في المناطق
اليمنية الجنوبية مستقبلا في حالة نجاح هذه الأجنحة في تحقيق الانفصال وهو الدعم
الذي توقف تقريبا مع استيلاء الحوثيين علي السلطة في صنعاء.(10)
ثانياً- الإضرار
بدول الجوار الإقليمي لليمن:
يمثل الإضرار بدول الجوار
الإقليمي والحد من نفوذها احد أهم أهداف إيران من تدخلها في اليمن انطلاقا من
قناعتها بان تنامي النفوذ الإيراني علي الساحة اليمنية يعني بالضرورة الخصم مع
نفوذ دول الخليج العربية، ولاسيما نفوذ السعودية لذلك تهدف إيران إلى تمكين
حلفائها الحوثيين في السلطة بغرض إضعاف ارتباط اليمن بسياقه القومي والجغرافي،
وعرقلة أي خطوات أو مشاريع مستقبلية تكاملية بين اليمن وجواره الإقليمي قد يترتب
عليها تعزيز نفوذ الدول الخليجية في اليمن وفي المنطقة بشكل عام وفي حالة عدم تمكن
إيران من تحقيق هذا الهدف يصبح البديل الأجدى لمصالحها، وفقا لتصورها هو العمل علي
دفع اليمن نحو المزيد من الاضطراب والتشرذم والفوضى وعدم الاستقلال، علي النحو
الذي يخلق بيئة مواتية لمزيد من التغلغل الإيراني في اليمن فضلا عن إلحاق الضرر
بأمن واستقرار جواره الإقليمي.(11)
حيث أن محاولة إيران
استغلال وجودها في اليمن في دائرة منافستها وصراعها المستتر مع دول الخليج
العربية، وتحديداً المملكة العربية السعودية، في توليد مضايقات ومشكلات لهذه
الدول، خاصة مع وجود التجمعات الحوثية والشيعية في شمال اليمن بالقرب من السعودية،
وما يمثله ذلك من مشكلات أمنية عديدة للمملكة وعرقلة أي محاولات أو جهود خليجية من
أجل إعادة الاستقرار في اليمن، علاوة على أن اليمن تمثل العمق الديموغرافي
والجغرافي لدول ومجتمعات دول الخليج العربية.(12)
فالاستيلاء علي اليمن
وإدارتها من قبل جماعة موالية لها ولاء مذهبيا أعمى يعني أولا نجاحها في زرع شوكة
مذهبية في الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، خصوصا وأن السعودية هي
المتصدية الكبرى للمخططات الإيرانية في المنطقة بدليل ما فعلته في البحرين حينما
أفشلت ما أطلق عليه ثورة الدوار في يناير 2011 بقيادة إحدى الجمعيات الطائفية
الموالية للولي الفقيه الإيراني، ومساندة من الجمعيات القومية والماركسية والبعثية
من تلك التي باعت وطنها وكل تاريخها ومبادئها بثمن بخس، هذا ناهيك عما فعلته
الرياض في مصر من خلال دعم نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواجهة مخططات الإخوان
المسلمين الذين منـّى الإيرانيون أنفسهم ببقائهم في السلطة في القاهرة طويلا كي
يفسحوا لهم المجال أمام التمدد الأخطبوطي في مفاصل كبرى الدول العربية.(13)
كما أن تزايد النفوذ
الإيراني في اليمن مصدر قلق لأمن المملكة العربية السعودية الداخلي حيث أن التمكين
السياسي لحلفاء إيران (الحوثيين) الذين هم قلة زيدية محسوبة على الطائفة
الشيعية،قد يشجع الأقلية الشيعية داخل المملكة العربية السعودية على الاحتجاج،
بالإضافة إلى أهمية اليمن للمملكة العربية السعودية وترجع تلك الأهمية إلى وجود أكثر من ثلاثة منافذ برية
تربط بين السعودية واليمن، بالإضافة إلى أهمية مضيق باب المندب في التجارة
العالمية للنفط حيث تصدر المملكة العربية السعودية أكثر من 65%من صادراتها النفطية
عن طريق ميناء ينبع في شواطئ البحر الأحمر، وسيطرة إيران على المضيق يجعلها تتحكم
فى عملية تصدير النفط السعودي.(14)
تحاول إيران انتهاج سياسة
تصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج في ظل ما تواجهه إيران من مشاكل داخلية وخارجية،
على رأسها أزمة البرنامج النووي الإيراني، وما تبعها من فرض المزيد من العقوبات
الاقتصادية، ثم ما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات النووية الإيرانية مع المجتمع
الدولي خلال الفترة القادمة ما بين إمكانيات التمديد أو التوقيع النهائي أو
إمكانيات التصعيد والإعلان عن فشل عملية التفاوض.
وتسعى إيران من خلال
وجودها في اليمن إلى استرجاع فكرة نشر المذهب الشيعي، خاصة في الدول التي توجد بها
تجمعات طائفية تدين بالمذهب نفسه، وهي سياسة تتبعها إيران "الثورة" مع
بعض دول الخليج العربية، وكذلك في العراق ولبنان وفي اليمن حيث الوجود الحوثي
الشيعي.(15)
وبالتالي، تستهدف إيران من
خلال تدخلها في اليمن ودعمها للحوثيين وغيرهم إيجاد موضع قدم في المناطق المتاخمة
لمضيق باب المندب ليعزز، إلى جانب سيطرتها على مضيق هرمز، من تحكمها في ممرات
الملاحة الدولية في الخليج العربي والبحر الأحمر بصورة تزيد من مكانتها التفاوضية
بشأن برنامجها النووي، ليصبح بذلك النفوذ الإيراني محاصراً للمنطقة بشكل عام
شمالاً بنفوذها في لبنان وسوريا والعراق وجنوباً بنفوذها في اليمن؛ وهو ما يعني
اكتساب المشروع الإيراني في المنطقة أرضاً جديدة، قد تعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية
في المنطقة.(16)
كما تتخذ إيران اليمن نقطة انطلاق إلى شرق أفريقيا، وذلك
في إطار سياساتها لتوسيع دائرة علاقتها ونفوذها في القارة الأفريقية.(17)
ثالثاً- تدعيم موقف إيران في مواجهة الضغوط
الأمريكية
يندرج دور إيران وأنشطتها
التدخلية علي الساحة اليمنية في السياق الأوسع لسياستها الإقليمية العامة المتعلقة
بالحفاظ علي نفوذها ومصالحها في العراق وسوريا ولبنان، وبرنامجها النووي والصاروخي
وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلال هذه السياسة العامة ثمة اعتقاد
راسخ لدي إيران بأنه من خلال تبنيها سياسات خارجية ذات طابع نشط أو هجومي بتوسع
تدخلاتها ونفوذها في عديد من دول الجوار الإقليمي ولاسيما في اليمن بموقعه
الاستراتيجي المهم يمكنها دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاعتراف بمصالحها
الحيوية والقبول بها كفاعل اقليمي محوري والسماح له بممارسة دور أكبر في المنطقة.(18)
ومن خلال هذا تسعي إيران
من خلال توثيق تحالفها مع جماعة " أنصار الله" الحوثية، وتكثيف دعمها
لها سياسيا وعسكريا إلى امتلاك ورقة ضغط في اليمن تضاف إلى أورقها الأخرى في كل من
سوريا والعراق ولبنان من أجل تعزيز موقفها في التعامل مع الولايات المتحدة
الأمريكية وفي مواجهة ضغوطها وضغوط حلفائها الإقليميين الرامية إلى الحد من النفوذ
الإيراني في المنطقة وكبح جماع الطموحات الإيرانية المتعلقة بالحصول علي
التكنولوجيا النووية العسكرية وتطوير القدرات الصاروخية بعيدة المدى.(19)
وبناء علي ذلك تهدف إيران
من وراء دورها في اليمن إلى دمج الحوثيين وظيفيا في تحالفها أو محورها الإقليمي
الذي لم يقتصر علي اليمن فقط وإنما يشمل حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في
سوريا والعديد من التنظيمات الشيعية في العراق وغيرهم، مع العلم بإمكانية استخدام
هذا التحالف لإلحاق قدر أكبر من الضرر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها
في المنطقة، وهذا في حالة تصاعد الضغوط الأمريكية علي إيران أو في حالة انزلق
الأوضاع نحو المواجهة العسكرية بين الطرفين أو أي نتيجة لأي مستجدات قد تطرأ علي
الملف النووي الإيراني وهذا في ظل السياسات المتغيرة للإدارات الأمريكية المختلفة.(20)
وكذلك يهدف المشروع
الإيراني في الإقليم إلى إقامة خلافات ونزاعات في منطقة الخليج وشبة الجزيرة
العربية، وذلك من خلال قيام إيران بتكثيف أنشطتها التدخلية الهادفة إلى أنشاء
وتعزيز تحالفات أو روابط ذات طابع أيديولوجي مع جماعات مذهبية ذات صبغة عسكرية
لديها القدرة علي خلق حالة مستمرة من التوتر الإقليمي والأضرار بأمن واستقرار دول
الجوار، ولديها أمكانية التصرف ضد المصالح الأ4مريكية في المنطقة متصورة أن مثل
هذا النوع من توازن الرعب من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها
إلى الاعتراف بمصالح إيران الاستراتيجية ونفوذها في المنطقة كأمر واقع والقبول بها
كشريك إقليمي رئيسي معترف به أيضا.(21)
رابعاً- تدعيم شرعية النظام الإيراني عبر
تحقيق نجاح على المستوى الخارجي:
تمثل الرغبة في تحقيق نجاحات
علي المستوي الخارجي من أجل تدعيم الوضع الداخلي للنظام الإيراني أحد أهم أهداف
دور إيران وأنشطتها التداخلية في اليمن، أو في غيرها من دول المنطقة إذ ثمة صلة
واضحة بين هذه الأنشطة التداخلية والأوضاع الإيرانية الداخلية المتأزمة اقتصاديا
وسياسيا علي نحو أدي إلي تراجع ملموس في شرعية النظام الإيراني وشعبيته، وأحداث
أزمة ثقة بينه وبين القطاعات مجتمعية واسعة، الأمر الذي يدفع النظام نحو اللجوء
إلى سياسة تصدير أو ترحيل المشكلات والأزمات الداخلية إلى الخارج من خلال تبني
سياسات تداخلية نشطة علي مستوي البيئة الخارجية بتكثيف دعمه للجماعات والفصائل
المتقاربة معه مذهبيا أو أيديولوجيا.(22)
سواء في اليمن أو العراق
أو لبنان أو سوريا، وتوظيف هذه الجماعات والفصائل لخدمة أهدافه ومشاريعه السياسية
الإقليمية سعيا إلى تحقيق أي نجاحات علي المستوي الخارجي قد تساعده في تدعيم
شرعيته السياسية المتهالكة وتقوية موقفه علي المستوي الداخلي.(23)
خامساً- الدافع العقائدي:
لقد وجدت إيران في اليمن
هدفها عقب قيام الثورة الإيرانية ،حيث رفعت أعلام الثورة في صنعاء وهى مدلولات
ثورية ترى فيها إيران نجاحاً لمبدأ تصدير الثورة، إلا أن للنظام السياسي في صنعاء
تأثيراً واضح في لجم استقبالها على مدي عقود من الزمن، حتى تمكنت من التوغل في أحد
فرق الزيدية المتشددة في اليمن.(24) والتي ينتمي إليها الحوثيين وإن
أنكروا ذلك بقولهم “إن التوافق مع إيران والارتباط الثنائي مع إيران لا يتعدى كونه
رؤية سياسية فكرية للعمل الثوري إن فكرة
الارتباط وما يمثله الموروث الشيعي من أحاديث عن اهل البيت والتأكيد على قيام
الثورة في اليمن مُمهده لظهور المهدي وما تشكله الإمامة من أهمية في التقارب
العقيدي بينهم وبين طهران الاثنا عشرية ، ومها اختلفت المصالح في الارتباط فهو احد
مداخل إيران في اليمن.(25)
مع الأهمية الكبرى التي
تعطيها إيران للعقائد الدينية وتصديره الثورة الإسلامية إلا أن عندما تتعارض
عقائدها مع مصالحها الحيوية تتخلي إيران عن عقائدها.(26)
المحور الثاني - آليات التدخل الإيراني في
اليمن
حتى تستطيع إيران انجاز
أهدافها، يعتمد الدور الإيراني في اليمن علي مزيج من الأدوات التي يتعلق بعضها
بالقوة الناعمة، والتي تعد بمثابة الإطار أو الهيكل المعنوي لهذا التدخل، بينما
يتعلق بعضها الآخر بالقوة الصلبة، التي تشكل الهيكل المادي لدور إيران وأنشطتها
التدخلية علي الساحة اليمنية.
أولاً- الأدوات المتعلقة بالقوة الناعمة ( Soft power)
تعتمد إيران بشكل كبير علي
القوة الناعمة من أجل توسيع مجال نفوذها وهيمنتها في المنطقة. وفي هذا الإطار درج
النظام الإيراني علي توظيف أهم أداتين من أدوات القوة الإيرانية الناعمة وهما (
التشيع السياسي، والأداة الإعلامية، المنح الدراسية، إحياء المناسبات والأعياد
الشيعية) بشكل مكثف لاستقطاب القطاعات الشيعية في المنطقة وتعبئتها ودمجها في
المشاريع الإيرانية الإقليمية، الأمر الذي أسهم في منح إيران ادوار محورية وحضورا
سياسيا مؤثر في بعض دول المنطقة التي تضم قطاعات شيعية كبيرة نسبيا، مثل العراق
ولبنان وسوريا والبحرين واليمن.(27)
1-
التشيع السياسي:
وفي الحالة اليمنية عملت
إيران منذ فترة طويلة علي استخدام التشيع السياسي للتغلغل وبناء النفوذ، إذ سعت
منذ ثمانينات القرن الماضي إلى استقطاب القطاع الزيدي اليمني من خلال تقديم دعوات
لعديد من الشباب والعلماء المنتمين الي المذهب الزيدي لزيارة إيران من أجل التعرف
علي تجربة الثورة الإيرانية، وبالفعل نجحت إيران في اجتذاب كثيرا منهم ومن أبرزهم
مؤسسو الحركة الحوثية.(28)
وعادة ما كان يستشهد بقائد
الثورة الإيرانية الخميني وكذلك الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله
ويقدمها كنموذج لمقاومة الاستعمار والصهيونية فضلا عن استعارة بعض شعارات الثورة
الإيرانية مثل ( الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) وقد حشد الحوثييون كثيرا من
الشباب تحت راية هذه الشعارات بحجة مواجهة أمريكا وإسرائيل، علي اعتبار أن النظام
اليمني يعد من وجهة نظرهم عميلا لأمريكا. مستفيدين من كون التعبئة ضد إسرائيل تحظي
بقبول واسع بين مختلف شرائح الشعب اليمني.(29)
ومع سعي محافظة صعدة التي
تعد المعقل التاريخي للزيدية في شمال اليمن إلى إعادة إحياء معاهدها مؤسساتها
الدينية، وهو الأمر الذي أسهمت إيران دعمه وتشجعيه من خلال قيام الحكومة الايرانية
وبعض المرجعيات الدينية الإيرانية ومن بين أعضاء الحكومة وهذه المرجعيات أولئك
التابعون لرجلي الدين الشيعيين البارزين علي السيستاني وجواد الشهرستاني في مدينة
قم، بتوفير البرامج التربوية الدينية والوسائط التعليمية للطلاب اليمنيين الزيدين
سواء في اليمن أو إيران.(30)
2-
المنح الدراسية:
وقامت أيران علي تقديم
كثير من المنح الدراسية لعديد من الطلبة اليمنيين الذين ينتمون إلى الحركة الحوثية
للدراسة في مدينة قم، إذ تم إرسال الطلاب الزيديين من أبناء مشايخ القبائل ومن
حملة الشهادات الثانوية في بعثات علمية إلى إيران علي نفقة السفارة الإيرانية في
اليمن للالتحاق بالحوزات العلمية الإيرانية لمدة أربع سنوات، لدراسة الأثنا عشرية
ومبادئ الثورة الإيرانية، كما قامت السفارة الإيرانية بإلحاق عشرات الطلاب في
المرحلتين المتوسطة والثانوية بمراكز علمية اثنا عشرية (جعفرية) في صنعاء وصعدة
وهذا لتتلقي دورات علمية تترواح بين ستة أشهر وعامين وهذا من خلال دعم كامل من
السفارة الإيرانية من اجل تأهيلهم ليصبحوا دعاة في المناطق الزيدية اليمنية
المختلفة.(31)
حيث أن تدفق عديد من
الطلاب اليمنيين إلى إيران من أجل الدراسة ولكن خارج أطر الابتعاث الرسمية إذ
تكلفت إيران بجميع تكاليف إقامتهم ودراستهم، وقد هدفت إيران من وراء ذلك الي تجنيد
هؤلاء الطلاب للعمل لصالحها في اليمن وهذا من أجل دعم الحركة الحوثية وبعض الأحزاب
السياسية الزيدية اليمنية وتشيع الطلاب بالمذهب الإثنا عشري من أجل العمل علي نشره
في اليمن، وإكسابهم المهارات القتالية اللازمة من أجل مساعدة العناصر الموالية
لإيران في اليمن، حيث تم اكتشاف بعض التقارير أن هؤلاء الطلاب تم استقبالهم من
قيادات في الحرس الثوري الإيراني ومن ثم جري توزيعهم علي ثلاثة معسكرات تابعه له
في ( شيراز ومشهد وأصفهان).(32)
كما ساهمت إيران في إنشاء
العديد من المؤسسات الدينية لنشر المذهب الإثنا عشري (الجعفري) في اليمن وفي هذا
الإطار أنشأت الحركة الحوثية بدعم من إيران عددا من المدارس والمؤسسات منها:
" دار العلوم العليا" وتم بناؤها علي نفقة إيران، ووصل عدد الطلاب فيها
الي 1500 طالب و" المدرسة الجعفرية" ومقرها
عدن، وهي تعد اللجنة التبليغية لجمعية الشيعة الإثنا عشرية، ومركز" بدر
العلمي" ومقره صنعاء ويقوم بتدريس
علوم المذهب الزيدي كما يضم مكتبة عامة
كبيرة و " مركز الدراسات الإسلامية" ومقره صنعاء أيضا. وتصدر عنه جريدة
" البلاغ" الأسبوعية و"مدرسة الهادي" وتعد المركز الرئيسي لانطلاق الحركة الحوثية،
وتقع في قمة جبل مران بمحافظة صعدة وقام بافتتاحه السفير الإيراني لدي اليمن.(33)
ومؤسسة " دار الزهراء
للأعلام الثقافي" ومقرها صنعاء وها عدة فروع في بعض المحافظات اليمنية
الأخرى، وتقوم بنشر الفكر الشيعي من خلال المواد الإعلامية المرئية و"المجمع
الإسلامي الشيعي اليمني" ومقره محافظة تعز ويهدف إلى تنظيم هيئة حقوقية تسعي
لضمان المطالبة بحقوق أبناء الطائفية الشيعية و" دار أحباب أهل البيت"
ومقرها تعز أيضا وهي مؤسسة ثقافية دعوية تهدف إلى نشر وترويج المذهب الشيعي
و" مؤسسة النبأ الخبرية وجمعية عبد الله الرضيع" ومقرها في محافظة
الجوف.(34)
3-
إحياء المناسبات والأعياد الشيعية:
عملت
إيران علي إحياء مجموعة من المناسبات والأعياد الشيعية الاثنا عشرية، والتي لم تكن
موجودة في المجتمع اليمني من قبل. ولكن دخلت إلى اليمن في إطار سعي إيران للتأثير
علي القطاع الزيدي وحرصت إيران علي المشاركة في هذه المناسبات من خلال سفارتها في
صنعاء ومن هذه المناسبات: (عيد الغدير، يوم عاشورا، إحياء ذكر وفاة بعض أئمة
الشيعة الإثنا عشرية. وعملت إيران أيضا علي استمالة الحوثيين وتوثيق العلاقة معهم
من خلال المواقف الأخرى ذات الطابع الرمزي هو أمر قائد الثورة الإيرانية علي
خامنئي بتجديد ضريح " الناصر للحق" وهو إمام زيدي بارز من القرن الثالث
الهجري ويقع ضريحه في محافظة مازندران في شمال إيران وذلك لتعزيز العلاقات بين
إيران واليمن.(35)
ومن خلال
ذلك عمات إيران بشكل مستمر علي تعزيز نفوذها السياسي لدي الحركة الحوثية وتوثيق
ارتباطها الأيديولوجي بها من خلال العمل علي دعم وتمكين العناصر والكتل الأكثر
تأثرا بنموذج التشيع الإيراني المسيس والأكثر انفصالا عن التراث الحقيقي للزيديين
اليمنيين (كعناصر والكتل المنتمية إلى الطائفية الزيدية الجارودية) داخل الحركة
عبر وضع الأساس لثقافة دينية ترتبط ارتباطا وثيق بمبادئ المذهب الأمامي الإثنا
عشري الذي يتبناه النظام الإيراني.(36)
4-
محاولة إفشال
المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني:
ساعد دعم إيران للحركة
الحوثية في الوقت الحالي على توتير الأجواء وتعطيل تنفيذ بنود مبادرة التسوية
الخليجية، والتي تم من خلالها حلحلة الأزمة اليمنية، ولذلك فإن إيران تعتبر الورقة
الحوثية أداة في يدها وتعتبرها جزءاً جوهرياً لحركتها وصراعها الإقليمي والدولي، على
أساس أن اليمن هي امتداد لمشروع إيران الإقليمي. وظهرت ملامح التدخل الإيراني
مبكراً في الشأن اليمني لإفشال المبادرة الخليجية في اليمن عن طريق إخراج تظاهرات
ضد الحكومة ودعوتها سابقاً لتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وغيرها من المحاولات الرامية
لإفشال حكومة الوفاق الوطني وضرب التسوية السياسية وتخريب المبادرة الخليجية،
وكذلك مؤتمر الحوار الوطني القادم الذي يمثل محطة مهمة من محطات المبادرة
الخليجية.(37)
5-
الأداة
الإعلامية:
وبالنسبة
إلى الأداة الإعلامية فقد وظفت إيران إمبراطوريتها الإعلامية الضخمة لخدمة مشروعها
وأهدافها في اليمن، إذ عملت إيران علي استقطاب كوادر إعلامية يمنية بارزة لمساندة
مشروعها وذلك من مختلف المحافظات اليمنية ونجحت في ضم كوادر مهمة إلى صفها وبحسب
التقارير استطاعت إيران أن تستقدم ما يزيد علي 1300 إعلامي
يمني، تم تدريسهم في عدة دول ( ك لبنان، العراق، إيران) في مجالات إعلامية مختلفة
منها التقنيات والبرمجيات المتخصصة بالبث عبر الأقمار الاصطناعية، والإخراج
والتقديم في القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية.(38)
وعلاوة
على ذلك، تتبع إيران أساليب القوى الناعمة في محاولة التأثير في مجريات الأمور في
اليمن، بدعمها إطلاق عدد من القنوات الفضائية الموجهة، وتحديداً من الضاحية
الجنوبية ببيروت، مثل قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي، وقناة
"الساحات" التابعة لمجموعة من الناشطين المحسوبين على اليسار، وكذلك
قناة "عدن لايف" التابعة للحراك الانفصالي، علاوة على رعاية إصدار عدد من
الصحف الأسبوعية المعارضة، كالمسار، والديمقراطي، و"الصمود"، مع عدد آخر
من الصحف التي تصدر في مدينة عدن باسم الحراك الانفصالي.(39)
كما دعمت
إيران بسخاء كبير اطلاق عدد من القنوات الفضائية المعبرة عن توجهاتها أو التابعة
لحلفائها الحوثيين أو لبعض أجنحة الحراك الجنوبي، مثل قناة " الميادين"
قناة " الميسرة" التابعة لجامعة الحوثي والمجودتين في الضاحية الجنوبية
من العاصمة اللبنانية بيروت، بالإضافة إلى قناة " الساحات" التابعة
لمجموعة من الناشطين المحسوبين علي اليسار، وكذلك قناة "عدن لايف"
التابعة للحراك الجنوبي. كما دعمت إصدار عديد من الصحف التابعة للحوثيين او لبعض
أجنحة الحراك الجنوبي. ومن هذه الصحف التي تساعد الحركة الحوثية بصورة مباشرة :
" المسار" و" الحقيقة" و" البلاغ" و"
الهوية" و" الأمة" و" الصوت" والصحف التي تساند هذه
الحركة والمشروع الإيراني بصورة غير مباشرة ، كصحيفة " الأولي" و"
الشارع" بالإضافة إلى أطلاق العديد من المواقع الالكترونية وتأسيس صفحات
متعددة علي مواقع التواصل الاجتماعي بدعم وتنسيق من الجناح الإعلامي للموالين
لإيران في اليمن. ومن أهم المواقع " أنصار الله" "أفق نيوز"
و" المنبر الديمقراطي".(40)
وأيضا لم
تكتفي إيران بذلك وانما وظفت أذرع إعلامية أخري سواء تابعة لمؤسستها الإعلامية
الحكومية أو تابعة لحلفائها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني، لخدمة أهدافها
وللترويج لدعايتها السياسية المتعلقة بدورها في اليمن ومن أبرز هذه الأذرع
الإعلامية قناة " العالم" الاخبارية باللغة العربية، ومختلف قنوات هيئة
البث الإيرانية الحكومية (IRIB) وقناة (PRESS TV) باللغة
الانجليزية، وغيرهم من الصحف مثل صحيفة طهران تايمز بالإضافة إلى وسائل التواصل
الاجتماعي علي شبكة الأنترنت.(41)
ثانياً- الأدوات المتعلقة بالقوة الصلبة (Hard power)
ما تظهر الأدوات المتعلقة
بالقوة الصلبة التي استخدمها النظام السياسي الإيراني في اليمن، وهي تتمثل بالأساس
في (الدعم العسكري الإيراني للحوثيين، سواء عبر الإمداد بالأسلحة أو عبر توفير
التدريب والخبرات العسكرية، الدعم السياسي والمالي، الإمداد البحري) وهو الدعم
الذي شهد تصاعًدا ملحوظا منذ عام2011 م، وبلغ ذروته مع استيلاء الميليشيات الحركة
الحوثية على العاصمة صنعاء في أيلول عام 2014 م، مما أسهم في تعزيز القدرات
العسكرية لهذه الميليشيات في مواجهة القّوات الموالية للحكومة الشرعية، وفي هذا
الإطار أشارت العديد من التقارير إلى أن وحدات من الحرس الثوري الإيراني احد أهم
اذرع مؤسسة الولي الفقيه – المرشد الأعلى في إيران وميلشيات حزب الله اللبناني,
قيامها بتدريب فصائل عسكرية مسلحة تتبع للحركة الحوثية ورفع جاهزيتها القتالية
وتدريبها على استخدام الأسلحة المتقدمة التي استولوا عليها من القواعد العسكرية
اليمنية إبان سيطرتهم على العاصمة صنعاء.(42)
1- الدعم العسكري
الإيراني:
فمن ناحية الإمداد
بالأسلحة، عملت إيران بالتعاون مع وكلائها الإقليميين وخصوصا "حزب الله"
اللبناني، علي إمداد حلفائها في اليمن بالعديد من شحنات الأسلحة المتطورة وذلك من
خلال عمليات التهريب البحرية، سواء بشكل مباشر عبر رحلات بحرية من الموانئ
الإيرانية إلى المياه الإقليمية اليمنية، أو بشكل غير مباشر عبر سواحل القرن
الأفريقي، وفي هذا الإطار جري ضبط عديد من شحنات الأسلحة الإيرانية المتوجهة إلى
الحوثيين، ومن أهم هذه الشحنات ما تم ضبطه علي السفينة الإيرانية " جيهان1" والتي
تم اعترضها البحرية الأمريكية وقوات حرس السواحل اليمنية في المياه الإقليمية
لليمن في يناير 2013.(43)
وبالإضافة الي ذلك أشار
عديد من التقارير إلى قيام إيران بتزويد ميليشيات الحوثي صالح بكميات متنوعة من
الأسلحة شملت كميات من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، والصواريخ الموجهة
المضادة للمدرعات من طراز " كورنت" التي لم تكن موجودة ضمن المخزونات
العسكرية اليمنية قبل اندلاع الحرب وتزويدهم كذلك بطائرات دون طيار إيرانية الصنع
من نوع "قاصف-1" التي تستخدم لمهاجمة أنظمة الدفاع
الجوي التابعة لقوات التحالف العربي، ولتوجيه الهجمات الصاروخية الباليستية،
وأيضاً تزويدهم بطائرات دون طيار من طراز " أبابيل" الإيرانية المزودة
برؤوس حربية شديدة الانفجار والتي تستخدم لمهاجمة الأهداف ذات القيمة العالية مثل
منظومات الرادارات وبطاريات صواريخ الدفاع الجوي، وفي عام 2016 أشار عديد
من التقارير إلى قيام إيران بتزويد الميليشيات الحوثية بصواريخ إيرانية الصنع من
طراز " زلزال2" و" زلزال3، وتزويدهم
كذلك بصواريخ من نوع " بركان 1" الذي زعمت الميليشيات الحوثية أنها
استهدفت به مدينة الطائف في أكتوبر 2016 وتزويدهم بصواريخ من نوع " نيزك 2" الذي
يحمل رأسا متفجرا يزن نصف طن ويبلغ مداه800كم.(44)
2- الدعم السياسي والمالي:
كما أشارت بعض التقارير
الي قيام الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع " حزب الله" بتوريد أو
تعديل الصواريخ المضادة للسفن التي استخدمتها ميليشيات الحوثي صالح في الهجوم علي
المدمرة الأمريكية " ماسون" في أكتوبر 2016 فضلا عن
قيام الحرس الثوري الايراني وعناصر " حزب الله" بتقديم الخبرة التقنية
المباشرة اللازمة لتنفيذ الهجوم وكذلك تزويد ميليشيات الحوثي صالح في عام 2016 بنوعيات متطورة من المتفجرات كالخراطيم المتفجرة التي اكتشفت
القوات الخاصة السعودية عديدا منها علي الحدود السعودية اليمنية في أوائل عام 2017، كما أشارت التقارير أيضا إلى احتمال قيام الحرس الثوري الإيراني
أو حزب الله بتقديم الخبرة التقنية لتعديل
مخزونات صواريخ " سكود" الموجودة من قبل الميليشيات الحوثي لتصل إلى
أبعد مدي، وهو ما ترتب عليه تزايد عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل هذه
الميليشيات خلال عام 2017.(45)
وكذلك أسهمت إيران في
تطوير نظام الألغام البحرية لتحالف حوثي وقد أصابت هذه الألغام سفينة حراسة تابعة
للحكومة اليمنية بالقرب من ميناء " المخا" بمحافظة تعز وقارب صيد بالقرب
من " ميدي" في مارس 2017، وأيضا قامت إيران من خلال وكلائها
التكنولوجيا التي استخدمتها ميليشيات الحوثي في شن هجوم بالقوارب الموجهة عن بعد
علي احدي السفن الحربية السعودية في البحر الأحمر في يناير 2017 وبالتالي
ترتب علي هذه الأنشطة الإيرانية تعزيز قدرة ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي مواصلة
عملياتها العسكرية، وعلي شن العديد من الهجمات الخطيرة علي القوات الموالية
للحكومة اليمنية الشرعية، كما ترتب أيضا تعزيز قدرة الميليشيات الحوثية علي
استهداف الأراضي السعودية بعديد من الهجمات الصاروخية ولاسيما المناطق الحدودية
المتاخمة لليمن، وكل هذا ما تقدمه إيران من دعم بإمداد الحوثيين بكميات من
الصواريخ الباليستية بعيدة المدى أو من خلال مخزونات " سكود" الموجودة
لدي الميليشيات ترتب عليه تصاعد خطورة الهجمات الصاروخية لهذه الميليشيات والتي
وصلت إلى حد قيامها باستهداف مطار الملك خالد الدولي في " الرياض" بهجوم
صاروخي في 4 نوفمبر 2017 واتضح انه
ايراني الصنع.(46)
3- التدريب العسكري
أما بالنسبة الي التدريب
العسكري فقد عملت إيران علي تدعيم قدرات الميليشيات الحوثيين وحلفائهم من خلال
تزويدهم بالمهارات التي يفتقرون إليها، مثل التخطيط الإستراتيجي وإكسابهم بعض
المهارات العسكرية المتخصصة اللازمة للتعامل مع الأسلحة المعقدة والاستراتيجية،
وقيام الحرس الثوري الإيراني بتدريب الميليشيات الحوثية ورفع جاهزيتها القتالية
وقد شمل ذلك الحرس الثوري الايراني و " حزب الله" اللبناني بتدريب
الحوثيين علي استخدام الأسلحة المتقدمة التي استولوا عليها من القوات العسكرية
اليمنية .(47)
بالإضافة إلى أن إيران
قامت بتقديم الدعم العسكري لبعض أجنحة الحراك الجنوبي، من خلال إمدادها بالأسلحة
وتقديم التدريب العسكري لعناصرها في إيران أو بعض مناطق النفوذ الإيراني مثل لبنان
والعراق وسوريا.(48)
4-
خطوط الإمدادات البحرية
حيث تم ضبط السفينة
الإيرانية " جيهان1" والتي اعترضنها البحرية الأمريكية
وقوات حرس السواحل اليمنية في المياه الإقليمية لليمن في يناير 2013 والتي احتوت وفقا لما نشره الجيش اليمني آنذاك علي موقعه علي شبكة
الأنترنت علي كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والمواد المتفجرة والأجهزة والتي
شملت صواريخ كاتيوشا ام 122 بالإضافة إلى صواريخ ارض- جو ستريلا1-2 تعمل بنظام
التتبع الحراري، لاستهداف الطائرات الحديثة بمختلف أنواعها علي مسافة من 4 إلى 5كم،
وقواذف أر بي جي 7 وأجهزة رؤية ليلية إيرانية الصنع، وأنظمة
توجيه للمدفعية لتحديد الأهداف البرية والبحرية علي مسافة 40كم تستخدم لتحديد
الأهداف والإحداثيات للمدفعية.(49)
وفي 27 فبراير 2016 اعترضت البحرية الأسترالية مركبا شراعيا وصادرات منه 2000 بندقية " كلاشنيكوف" و100 قذيفة
صاروخية وأسلحة أخري وفي 20 مارس من نفس العام صادرات مدمرة فرنسية 2000 بندقية " كلاشنيكوف" وعشرات البنادق من نوع "
دراجونوف" التي يستخدمها القناصة وصواريخ مضادة للدبابات ومعدات أخري وفي 4 أبريل
اعترضت الحرية الامريكية في بحر العرب شحنة أسلحة اشتملت علي 1500 بندقية " كلاشنيكوف" و200 قذيفة
صاروخية كانت قادمة من إيران ومتوجهة إلى
الحوثيين في اليمن، وفي 12 يولي, ضبط
المقاومة الشعبية اليمنية قارب صيد قد تمكن خلال أسبوع واحدد من نقل 6 حمولات
أسلحة للميليشيات الحوثية من سفينة إيرانية كانت راسية قبالة السواحل الأفريقية في
المياه الدولية.(50)
وعلي الرغم من استيلاء
جماعة الحوثي علي الترسانة العسكرية للجيش اليمني لاسيما التابة لألوية الحرس
الجمهوري والقوات الخاصة وكذلك قوات مكافحة الإرهاب فأن اتساع رقعة المواجهات مع
القوات الحكومية استنزف الكثير منها وهو ما دفع إيران إلى تيسير شحنات عسكرية عبر
الممرات البحرية، ابتداء من مضيق هرمز مرورا بميناء (بلاد البنط) الصومالي ومنه
ميناء ( الحديدة) اليمني علي البحر الأحمر وهو ميناء البحري الذي ترفض الأمم
المتحدة وبعض القوي الدولية دخول القوات الحكومية إليها وهذه الخريطة.(51)
توضح هذه الخريطة: توضح خطوط تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.
تعرف فريق التحقيقات لمركز أبحاث التسلح والصراع في
مدينة بونتلاند الصومالية علي ثلاثة منافذ ترتادها المراكب الشراعية لتحميل
الأسلحة المهربة وهي: ميناء بوساسو وكاندالا وكالوالا ووفقا لمصادر مختلفة فأن
المهربين يستخدمون هذه الموانئ إما لتفريغ حمولتها في السوق المحلية أو لإعادة شحن
الأسلحة إلى اليمن.(52)
الهوامش
1) سفيان
احمد محمود، " السياسة السعودية تجاه اليمن في ضوء تحولات الحراك الشعبي
اليمني (2011-2015)، دراسة مقدمة للحصول علي درجة
الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، غزة، جامعة الأزهر، كلية الآداب والعلوم
الإنسانية، 2016.
2) فراحتيه
عبد الرزاق، " الصراع السعودي الإيراني اليمن نموذجا 2011-2017"،
دراسة مقدمة للحصول علي درجة الماجستير في العلوم السياسية، الجزائر، جامعة محمد
بوضياف المسيلة، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، 2018.
3) بورحلة
عبد الرحمن، " الثابت والمتغير في السياسية الخارجية السعودية دراسة حالة
اليمن :(2015-2011) "، رسالة مقدمة للحصول
علي درجة الماجستير، الجزائر، جامعة محمد بوقره، كلية العلوم السياسية- العلاقات
الدولية،2016.
4) قسام
مبارك، " الصراع السعودي الإيراني وانعكاساته علي استقرار اليمن"، دراسة
مقدمة للحصول علي درجة الماجستير في العلوم السياسية، جامعة مولود معمري، كلية
الحقوق، قسم العلوم السياسية، 2015.
5) عائشة آل سعد، " محددات السياسة الخارجية الإيرانية
وأبعادها تجاه دول الخليج"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،
5 ديسمبر، 2018، ص4.
6) أحمد أمين شجاع، " التدخل الإيراني في
اليمن..حقا وأهدافه ووسائله"، مجلة البيان، العدد307، 7فبراير، 2013، ص6.
7) وجيه كوثراني، " العرب وإيران بين الذاكرة
والتاريخ"، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 17 يناير، 2011، ص9.
8)
Amal Mudallali: «The
Iranian Sphere of Influence Expands Into Yemen», Foreign Policy, October
2014 ,8، https://foreignpolicy.com/.
9) كوثر عباس، " الأداء الاستراتيجي الإيراني اتجاه
المتغيرات الإقليمية بعد عام 2010"،
جامعة البصرة، مركز دراسات البصرة الخليج العربي، مجلد 45، عدد2، 2017، ص22.
10) نفين مسعد، " الدور الإيراني في المنطقة
العربية: الأبعاد والتداعيات"، شؤون عربية، جامعة الدول العربية-
الأمانة العامة، العدد125، ص66.
11) خالد بن نايف، " حول الدور الإيراني في المنطقة
العربية"، الشرق الأوسط، العدد13243، 2مارس،2015، ص 4، متاح علي الرابط التالي: https://aawsat.com/home/article، تاريخ الدخول:20 سبتمبر، 2022.
12) أحمد عردوم، " الصراع السعودي الإيراني وأثره
علي اليمن"، المركز الديمقراطي العربي، 29مارس، 2017، ص6، متاح علي الرابط التالي: https://democraticac.de/?p=45025، تاريخ الدخول: 20 سبتمبر، 2022.
13) عبد
الله المدني، " التدخل الإيراني في اليمن ومآلات الأزمة اليمنية"،
العربية، 4 ديسمبر، 2015، متاح علي الرابط التالي: https://www.alarabiya.net/politics/2015/12/04، تاريخ الدخول: 21 سبتمبر،2022.
14) أحمد
محمد محمود، " دور المملكة العربية السعودية في مواجهة النفوذ الإيراني في
اليمن"، المركز الديمقراطي العربي، 21مارس، 2017، متاح علي الرابط التالي: https://democraticac.de/?، تاريخ الدخول: 21 سبتمبر، 2022.
15) باجعفير، بدر، " أهداف الدور الايراني في اليمن
( 2018-2004)"، مجلة جامعة النجاح للأبحاث- العلوم الانسانية، مجلد 35، العدد 1، 2021، ص35.
16) فرج مفتاح، " تهديدات الأمن القومي العربي
المعاصر"، رسالة مقدمة للحصول علي درجة الماجستير في العلوم السياسية،
جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، قسم العلوم السياسية، 2017، ص107.
17) أمير
سعيد، " إيران المتجهة إلى أفريقيا تبشير واستثمار"، مجلة
البيان، 15 ديسمبر، 2010، متاح علي الرابط التالي: https://www.albayan.co.uk/، تاريخ الدخول: 24 سبتمبر، 2022.
18) مصلح أحمد، " خفايا التعاون الأمريكي مع جماعة
الحوثيين"، البيان، المنتدى الإسلامي، عدد 335، مايو 2015، ص49.
19) علا رفيق منصور، " التحول الاستراتيجي في
السياسة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية"، المركز العربي
للأبحاث ودراسة السياسات، 2 مارس، 2022، ص6.
20) تقدير موقف، " العلاقات الأمريكية الإيرانية بعد
فرض العقوبات: احتمالات التصعيد"، المركز العربي للأبحاث ودراسة
السياسات، 9 أغسطس، 2018، ص80
21) اليمن رحلة الحوثيين من قم إلى صعدة والدعم الإيراني، البيان، 4 مارس، 2017، متاح علي الرابط التالي: https://www.albayan.ae/one-world، تاريخ الدخول: 21 سبتمبر، 2022.
22) أمل عبد العزيز، " ماذا لو لم يتدخل التحالف في
اليمن؟"، الشرق الأوسط، العدد14000، 28 مارس، 2017، متاع علي الرابط التالي:
https://aawsat.com/home/article، تاريخ الدخول: 21 سبتمبر،2022.
23) المرجع السابق، ص3.
24) جازى،
"النفوذ الإيراني في المنطقة العربية"،عمان:الأكاديميون
للنشر والتوزيع،2014ص126.
25) أحمد أمين ،" التدخل الإيراني فى اليمن .. حقائقه
وأهدافه ووسائله" ، مجله البيان ،العدد307، يوليو 2013، ص84.
26) المرجع
السابق، ص90.
27) علي كامل، " أسباب ودوافع التدخلات الإيرانية في
اليمن"، اليمن العربي، 21 يونيو، 2020، متاح علي
الرابط التالي: https://www.elyamnelaraby.com/، تاريخ الدخول: 22 ديسمبر، 2022.
28) المرجع السابق، ص3.
29) أمل عالم، " النفوذ الإيراني في اليمن: الأدوات،
الواقع، المستقبل"، منتدى العلاقات العربية الدولية، 23، ابريل ، 2015، متاح علي الرابط التالي:
https://fairforum.org/article/76/، تاريخ الدخول: 22 سبتمبر، 2022.
30) ميساء شجاع الدين، " الحوثيون وإيران: تحالفات
السياسة وتوترات المذهب"، 18 مايو2017، متاح علي الرابط التالي: https://cutt.us/h8miv، تاريخ الدخول: 22 سبتمبر، 2022.
31) المرجع السابق، ص5.
32) بشري
المقطري، " التدخل الإيراني في اليمن أسبابه ومستقبله"، البيت
الخليجي للدراسات والنشر، 18 أكتوبر، 2015، متاح علي الرابط التالي: https://gulfhouse.org/posts/687، تاريخ الدخول: 24 سبتمبر، 2022.
33) إبراهيم
المنشاوي،" النفوذ الناعم: البعد الديني في السياسة الخارجية الإيرانية
والحركة الحوثية في اليمن"، المركز العربي للبحوث والدراسات ،31 يناير، 2016، ص8.
34) محمد
الحاتمي، " مؤسسات الشيعة في اليمن"، مركز الأبحاث العقائدية،
صنعاء، اليمن، متاح علي الرابط التالي: https://www.aqaed.com/shia/institution/yemen، تاريخ الدخول: 24 سبتمبر، 2022.
35) Farea Al – Muslimi: «Iran’s Role in Yemen Exaggerated,
but Destructive», The Century Foundation, May 2017 ,19. http://cutt.us/m6pos.
36) محمود ابراهيم، " السياسة الخارجية الإيرانية"،
المركز الديمقراطي العربي، 16نوفمبر،
2017، متاح علي
الرابط التالي: https://democraticac.de/?p=50628، تاريخ الدخول: 24 سبتمبر، 2022.
37) مرجع
سابق، إبراهيم منشاوى، ص3.
38) محمد
حسن القاضي، " الدور الإيراني في اليمن وانعكاساته علي الأمن الإقليمي"،
مركز الخليج العربي للدراسات الخليجية، 2017، ص50.
39) مروة
وحيد، " لماذا تسعي إيران إلى تفكيك الدولة اليمنية"، المستقبل
للأبحاث والدراسات المتقدمة، 16 أكتوبر، 2014، متاح علي الرابط التالي: https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/198، تاريخ الدخول: 24 سبتمبر، 2022.
40) شيماء
الهواري، " العلاقات العربية الإيرانية
بين ما هو سياسي امني وطائفي"، مجلة مدارات إيرانية ، المركز الديمقراطي العربي ، العدد الأول،18 سبتمبر
،2018،ص122.
41) أياد
المجالي، " التقرير السياسي: القوة الناعمة لإيران في الشرق الأوسط"،
مجلة مدارات إيرانية، العدد40، 2019، ص16.
42) أياد
خارز المجالي، " أثر أيديولوجيا الفكر السياسي علي أطراف النزاع في اليمن"،
مجلة مدارات إيرانية، العدد 1، 2018، ص152.
43) مرجع سابق، معين عبد العزيز، " التدخل الإيراني
في الأزمة السورية وأثره علي نفوذها في المنطقة العربية"، ص129.
44) منظومات الصواريخ الايرانية بيد الحوثيين، يمن مونيتور، 20 نوفمبر، 2016، متاح علي الرابط التالي: https://www.yemenmonitor.com/، تاريخ الدخول: 25 سبتمبر، 2022.
45)
Jonathan Saul and Parisa Hafezi: «Iran
steps up support for Houthis in Yemen’s war – sources», Reuters, March 21
,2017. http://cutt.us/9jND.
46) معين
عبد العزيز، " التدخل الإيراني في الأزمة السورية وأثره علي نفوذها في
المنطقة العربية (2017:2011)"
، رسالة مقدمة للحصول علي درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط، جامعة
الأزهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2017، ص122.
47)
Reuters: Warren Strobel and Mark
Hosenball: «Elite Iranian guards training Yemen’s Houthis: U.S. officials»,
March 28 ,2015. http://cutt.us/1eSap.
48) Marieke
Transfeld، "Limited
Iranian intervention in Yemen"،
echo site،Available
at the following link:
https://carnegieendowment.org/sada/67991، Date
of entery:25/9/2022.
49) مرجع
سابق، محمد حسن القاضي، ص53.
50) "تفاصيل
بأنواع وإعداد لأسلحة الإيرانية المضبوطة في السفينة (جيهان)"، مجلة
المصدر أونلاين، صنعاء، 6 فبراير2013، متاح علي الرابط التالي:
https://almasdaronline.com/article/41340،
تاريخ الدخول: 25، سبتمبر، 2022.
51) المرجع السابق، ص3.
52) عاتق
جار الله، " النفوذ الايراني في اليمن..والفرص الموهوبة"، مركز
الفكر الإستراتيجي للدراسات، 2018، متاح علي الرابط التالي:
https://www.academia.edu/42343264، تاريخ الدخول: 25سبتمبر، 2022.