·
مدخل عام إلى الاستشراق:
إن طبيعة
الاستشراق، واستمرار الاهتمام به يبقيان من الأمور التي تثير كثيراً من الجدل حتى
يومنا هذا؛ فقد شهد القرن التاسع عشر اهتماماً متزايداً من جانب المستشرقين
الأوربيين بالآداب واللغات والطقوس والشعائر التي تجري في العالم العربي عموماً، وفي بلدان المغرب على
وجه الخصوص. وغير خافٍ أن المغرب الكبير كان، منذ مطلع ذلك القرن، هدفاً للمطامع
الاستعمارية التي جاءت بأشكال مختلفة لعل من أبرزها احتلال الجزائر عام 1830،
والادعاء بأنها "جزء من فرنسا". وإذا كانت الظروف السابقة قد شكلت
الإطار الذي تتحرك بداخله موضوعة الاستشراق، نجد أن هذا الموضوع يكتسب أهمية بالغة
نظراً للدور الخطير الذي تقوم به الدوائر الاستعمارية.
وعلى المستوى التاريخي، فالراجح
أن حركة الاستشراق انطلقت مع بداية التبشير الديني المسيحي من أوروبا عندما ظهرت أولى ترجمات القرآن الكريم سنة
1143م التي قام بها الأب بطرس المبجل، ودون أن نغفل الحروب الصليبية(1) التي شكلت نقطة تحول تاريخي في علاقة الشرق
بالغرب من القرن 11 إلى القرن 14،فإن الجانب الثقافي للاستشراق بدا واضحاً من خلال ظهور أول كرسي للاستشراق
بجامعة أوكسفورد هو رئيس الأساقفة لود وكان ذلك عام 1636م.(2)
وقد اتخذ الاستشراق بعداً فنياً في بداياته
من خلال رحلات الفنانين الأوروبيين ذوي
التوجهات والأساليب المختلفة حيث انطلق فريق منهم من تصور مؤداه أن المشرق
يمثل أرض الحرية والغموض والعاطفة ومسرح المشاعر الفياضة والعاطفة الجياشة.
وفريق آخر انطلق
من كون المشرق موطن العنف والقسوة وهما معاً يتماهيان في الشرق مع الألوان
والروائح والأضواء الباهرة، ولذلك وجدنا فريقاً آخر من المستشرقين سحروا بالغرب
وافتتنوا به واستلهموه في إبداعاتهم ورسومهم على حد ما نجد عند دولكروا وجيروم...
ولا نعدم أن نجد من بين المستشرقين ما ارتبطت حياتهم بأكملها بهذا الشرق الذي أضحى
مصدر فضول بسبب تنوع شعوبه واختلاف ألسنته وتعدد معتقداته فضلاً عن فسيفساء لغاته
وأعرافه وتقاليده وطقوسه التي يتخللها الكثير من مظاهر العجب والغرابة.
وقد انعكس كل ذلك
على أعمال الكثير من الفنانين والمستشرقين على امتداد قرناً كاملاً ابتداءً من
ديلكروا إلى رينوار في وقت كان فيه التيار
التقليدي يجاهد في سبيل استمراره متسلحا بالقوة والحق.
ولكن، لكي نكون
منسجمين مع أنفسنا ومع حقيقه الاستشراق ومنطلقاته فلا بد من التأكيد على حقيقة لا
يمكن الضرب صفعاً وهي الترابط الذي يلاحظ أحياناً بين الاستشراق والسفر سواء أكان لسفراً مادياً حقيقياً أو معنوياً
خيالياً لأن بعض الفنانين لم يقدر لهم مغادرة مواطنهم ولا حتى ورشات أعمالهم إلا
أن إبداعاتهم حملت ميسم الشرق لأنهم استلهموها مما عرفوا عنه ومن الأخبار التي
تناهت إلى أسماعهم والانطباعات التي قرؤوها عنه، والتي اداعها الذين زاروا بلدان
المشرق رغم ما إكتنف السفر إلى الربوع المشرقية من مخاطر معنوية أو مادية بسبب
وعورة المسالك ومخاطر الرحلات والأمراض والاوبئة وقطاع الطرق.
ومما زاد من لفت انتباه الكثير من أصحاب الميول إلى المغامرة للمبيت تحت الخيام
وتحت النجوم وسط الخيول والنوق في بعض المدن الشرقية التي رحبت بهؤلاء المسافرين
المتميزين، فوفرت لهم ورش العمل على غرار ما كان متواجداً بالقاهرة، بل تم تحديد
مسارات معينة كان أهمها مسار الجزائر والإسكندرية والقسطنطينية.
لقد اختار بعض الفنانين العيش بشكل لصيق
مع الأهالي وأفراد الشعب الفقير المتواضع، من جيوميه ... فرومنتان و غيرهم، حددوا
نهائياً مصيرهم فسكنوا البلاد الشرقية مثل (جاك ماجوريل) ومنهم من
اعتنق الإسلام وانخرط في حياة البلاد التي نزلوا بين أهلها (إيتيان دينية نصر
الدين دينيه) ... فجميع المدارس الغربية في الرسم شاركت في إنعاش هذا الشغف
المجنون وفي مقدمتها المدارس الفرنسية والبريطانية. ويمكن القول أن هذا الوله لم
يكن مقتصراً على الفنانين وحدهم بل تعداهم إلى النحاتين والمهندسين المعماريين
والموسيقيين حيث وقعوا جميعاً تحت تأثير الشغف والسحر والانبهار ذاته بشيء اسمه
الشرق .
2.1أصول الاستشراق:
بغض النظر عن الصراعات
والحروب الصليبية، فالعلاقات بين الشرق والغرب كانت قائمة حتى نهاية القرن السابع
عشر على النشاط التجاري، حيث كانت هناك معاملات اقتصادية رائجة مع مدينة البندقية
ومع الإمبراطورية العثمانية، وخلال القرن
الثامن عشر بدأ الشرق يثير فضول الغرب، إذ ضمنه ترجم الـكاتب أنكون جالا عام 1704(3) أول ترجمة فرنسية القصص ألف ليلة وليلة.
أما مونتسكيو فكتب عام ۱۷۲۱الرسائل الفارسية، فضمنها مراسلات وهمية
بين اثنين من المسافرين الفارسيين وهما (يزيك وريكا)، وبالنسق ذاته
شاعت وراجت المقتنيات التركية والسجاجيد والأقمشة والأواني الحرفية والتبغ والبن
والأزياء والديكور والموسيقى وما إلى ذلك.
والحق أن مسحة من الشرق ظهرت في أعمال كثير من الفنانين المشهورين مثل بيليني
خلال القرن الخامس عشر ورمبرانت في القرن السابع عشر، فظهرت مسحة الشرق الساحر
في أعمال باونشر،أميدي فان لو، وفيما بعد عند (آنجر) مع جواريه.
وفي سياق الحديث عن هؤلاء الفنانين تجدر
الإشارة إلى أن هذه السمة الشرقية ظهرت جلية عند كثير من رسامي البوسفور الذين
اتخذوا من القسطنطينية محط رحالهم من بين هؤلاء نجد الجنوي جان إتيان ليوتار (1789.1702) الملقب بـ «الرسام التركي بسبب اعتماده
على الأزياء الشرقية .و هناك أيضاً المهندس المعماري والفنان أنطوان إيجنياس
مللينج (1763-1831) الذي عين مهندساً معمارياً لإمبراطورية سليم باشا
الثالث والذي اهتم خلال رحلته إلى القسطنطينية عبر مضيق البوسفور (1819) برسم مناظر المدينة الخلابة.
2.1القرن التاسع عشر:
ولا نبالغ إذا قلنا إن الشغف بالسرق، خلال القرن التاسع
عشر قد بلغ حد الجنون، فأصبحت الأسفار إليه أكثر من أي وقت مضى، سيما وأن وسائل السفر كالباخرة والسكة الحديدية
قد سهلتا المهمة بشكل كبير. فضلاً عن هذا، ساهمت بعض الأحداث التاريخية في تنامي
هذه الظاهرة ومنها نذكر ما يلي(4)
:
ü الحملة على مصر
(1798 -1799 )
ü حرب التحرير اليونانية (1821
-1829)
ü الأزمة مع مصر زمن محمد علي (1821 -1841)
ü
الاستيلاء على مدينة الجزائر من قبل الفرنسيين
(1830
ü حرب القرم (1855 - 1854 )
ü افتتاح قناة السويس ( 1869)
وفي هذا الإطار وقع بعض الكتاب عشق الشرق
ومنهم المسافر الكبير اللورد بايرون (1788-1824) الذي زار مصر وألبانيا
واليونان والإمبراطورية العثمانية فكتب جياوور وعروس أبيدوس والقرصان ولارا.
أما فيكتور هوجو فكتب «المشرقيات (1829)، بينما اكتشف جوته الشعر الفارسي من خلال أشعار حافظ الشيرازي فألف
ديوانه الأخير «الديوان الغربي الشرقي» (1827)
أما فيما بعد فقد جاء تيوفيل جوتييه وكتب روايته
الموسومة بـ - الموياء (1857).
3.1الاستشراق وأدب الرحلة :
يعد أدب الرحلة نوعاً أدبياً ناجحاً اذا ضربنا صفحاً عن
البدايات الاولى لأدب الرحلات فيجب التذكير ببعض الرحلات الغربية التي اكتسب بها
هذا الأدب أهميته، وتأصلت معماريته وفي هذا الإطار نذكر ألكسندر دي لابورد
(1802-1820) بكتابه
الموسوم الرحلة الرائعة والتاريخية لإسبانيا. من بعد ذلك جاء عدد من
الرحالة الأثرياء من أمثال جيرو دو برانيي (1804.1892)(5) والكونت فوربين (1888-1841). هذا وقد أسهم
اختراع الطباعة الحجرية عام 1792 في تشجيع نشر الكتب الفاخرة والمدعمة بالصور،
بينما ساهمت مجلات كـ «المجلة الخلابة» و«دورة حول العالم أو «الصحيفة الجديدة
للأسفار (1860)، بنشر هذه الصيغة الوصفية بالاعتماد على العديد من المستشرقين.
هذا كله كان وراء ظهور نصوص رحلية
ذات طابع أدبي أنتجها لامارتين «رحلة للشرق (1805)، وشاتوبريان وفلوبير وماكسيم دي كون أما
الفنانون فهناك أوجين فرومنتان (1820- 1876) الذي يعداً
أحد أهم المستشرقين.
· مفهوم الاستشراق وأثره ودوافعه على الفن
الأوروبي:
1.2الاستشراق في الدراسات العربية:
عند النظر إلى لفظة استشراق لغوياً نجد أنها
مصنوعة على وزن استفعال وأنها مأخوذة من كلمة شرق ثم أضيف إليها ثلاثة حروف هي
الألف والسين والتاء، ومعناها طلب الشرق، وليس هذا الطلب الشرق سوى طلب علوم الشرق
وأذابه ولغاته وأديانه. جاء في المعجم الوسيط(5) «أشرقت الشمس شرقاً
وشروقاً إذا طلعت»، وفي لسان العرب شرق «شرقت الشمس تشرق شروقاً وشرقاً طلعت واسم
الموضع المشرق والتشريق: الأخذ في ناحية المشرق»(6). يقال: شتان بين
مشرق ومغرب وشرقوا ذهبوا إلى الشرق، وكل ما طلع من المشرق فقد شرق، وعلى المستوى
الاصطلاحي فإن التعاريف من الكثرة بما كان، وتلافيا لإثقال هذه المقالة بما يعكر
صفو علميتها أود الاقتصار على تعريف مختصر استمليته على لسان محمد زين العابدين (
علم الأجانب بحياة الشرق وعلومه وآدابه ولغاته وحضاراته ومدنياته).
ويترتب على
ذلك التعريف أن المستشرق هو العالم
الأجنبي العالم الملم بالعلوم والآداب والفنون واللغات والمعتقدات والعادات
الشرقية). ومن هذا التعريف نرى أن كلمة استشراق معناها (دراسة مفكري الغرب للشرق ..
وخاصة الشرق المسلم.(7)
إن مفهوم الاستشراق (orientalism) يعني: علم الشرق أو علم العالم الشرقي، وعرفه بعض المستشرقين أيضاً بأنه ذلك
التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي شملت
حضارته وأديانه وأذابه ولغاته وثقافته، وأحياناً يقصد به أسلوب التفكير المرتكز
على التمييز المعرفي والعرقي والأيديولوجي بين الشرق والغرب». وأحياناً أخرى يراد
به ذلك العلم الذي تناول المجتمعات الشرقية بالدراسة والتحليل من قبل علماء الغرب.(8)
.2
الاستشراق في الدراسات الأجنبية:
ظهر مفهوم مستشرق بمعنى Orientalist عام 1779 في إنجلترا وسرعان ما إنتقل بعد ذلك إلى
فرنسا عام 1799، وأدرج مفهوم الاستشراق Orientalism في قاموس الأكاديمية الفرنسية عام 1838.(9) ومفهوم هاتين الكلمتين
مشتق من كلمة Orient ومعناها «الشرق» في اللغات الأجنبية، حيث يعنى في دائرة معارف العالم (اسم
يطلق على الأقطار والجزر الأسيوية، وفي بعض الأحيان يطلق هذا المصطلح على القسم
الغربي من آسيا، والتي تسمى أيضاً بالشرق الأدنى ويرى بعض الكتاب الآخرين أن مصطلح .Orient يستعمل الأقطار التي تشرق منها الشمس في
مقابل مصطلح Occident الذي يستعمل للدلالة على للأقطار التي تغرب فيها الشمس، ويتضمن أوروبا، ونصف
الكرة الغربي.(10)
وفي
اللاتينية تعني كلمة(11)Orient يتعلم أو يبحث عن شيء ما، وبالفرنسية تعنى كلمة
Orienter
وجه هدى أو أرشد، وبالإنجليزية orientate, Orientation (12) تعني توجيه الحواس نحو اتجاه أو علاقة ما
في مجال الأخلاق أو الاجتماع أو الفكر أو الأدب نحو اهتمامات شخصية في المجال
الفكري أو الروحي. وبذلك يبدو أن مصطلح الاستشراق ليس مستمداً من
المدلول اللغوي، بل من المدلول المعنوي لشروق الشمس التي هي مصدر العلم.
وظهر أيضاً مصطلح بلاد الشرق Levant States وهو وصف أطلق أحياناعلى البلاد الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط،
والمصطلح مشتق من الكلمة الفرنسية Se Lever ومعناها يشرق.(13)
ومن خلال تتبعنا لتطور دلالة
المصطلح وجدناه يطلق على سكان هذه البلاد أي المستشرقين،
وفي بعض اللغات الأوروبية فثمة تعريف آخر يدل على أن المقصود بالشرق ليس الشرق
الجغرافي وإنما الشرق المقترن بمعنى الشروق والضياء والنور والهداية. ويرى البعض
أن كلمة استشراق لا ترتبط فقط بالمشرق الجغرافي، وإنما تعني أن الشرق هو مشرق
الشمس، ولهذا دلالة معنوية بمعنى الشروق والضياء والنور بعكس الغروب بمعنى الأفول
والانتهاء، واللفظ ORIENT في الدراسات الأوروبية يشير إلى منطقة الشرق المقصودة بالدراسات الشرقية بكلمة
تتميز بطابع معنوي وهو Morgenland وتعني بلاد الصباح، ومعروف أن الصباح تشرق فيه الشمس، وتدل هذه الكلمة على تحول من المدلول
الجغرافي الفلكي إلى التركيز على معنى الصباح الذي يتضمن معنى النور واليقظة. وفي
مقابل ذلك نستخدم في اللغة كلمة Abendland وتعني بلاد المساء لتدل على الظلام والراحة. (14)
3.2آراء معاصرة في مفهوم الاستشراق:
يتعرض
المستشرق الألماني المعاصر هارتموت بوتسين
H Botzun لمفهوم الاستشراق فيقول: ''الاستشراق
مفهوم شامل نشاط الدراسات الاستشرافية في أوروبا وكلمة مستشرق تعني هو الذي يطلب -
العلم بالمشرق ''، أما المستشرقة أنا
ماري شيمل فتقول: إنه علم له أصوله، وقواعده ومناهجه، ونحن فهمنا الاستشراق من
هذا المنظور، ونتعامل معه على هذا الأساس.(15)
ويوضح الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي هذا
المفهوم قائلاً: "الاستشراق هو التفرع من بعض العلماء في أوروبا وأمريكا،
لدراسة الشرق في تراثه وثقافاته وتاريخ شعوبه وأديان أممه ولغاتها، وما لهذه الأمم
من علوم وآداب وفنون وعادات وتقاليد في ماضيها وحاضرها، وخصائص حضارات هذه الأمم"
.(16)
ويرى الطيب
بن إبراهيم أن الاستشراق لا يعتبر تاريخياً أو جغرافياً فقط، ولا إنسانياً أو
ثقافة فحسب وإنما هو مجموع ذلك كله، فهو مكان وزمان وإنسان وثقافة والحديث عن
الاستشراق مرتبط ارتباطاً عضوياً وتكامليا مع هذه العناصر الأربعة الأساسية، إذ لا
بد له من مسافة زمنية ومساحة مكانية ونوع إنساني وإنتاج ثقافي وفكري، ويرى أن
الشرق الذي اهتم الغرب بدراسته والتخصص في ثقافته وتراثه، ليس هو الشرق الجغرافي
الطبيعي، وإنما هو الشرق الهوية وهو محور ما استهدفه علم الاستشراق ومصدر العناية
والاهتمام. ومن تم يهدف الاستشراق هو معرفة الشرق الهوية والتاريخ المتمثل في
الإسلام والمسلمين.
وبصفة عامة يمكن تعريف الاستشراق بأنه أسلوب من
الفكر قائم على تمييز وجودي (أنطولوجي)، ومعرفي، ومع أن مصطلح الاستشراق ظهر في الغرب منذ قرنين
من الزمان على تفاوت بسيط بالنسبة للمعاجم الأوروبية المختلفة، فإن الأمر المتيقن
منه أن البحث في لغات الشرق وأديانه
وبخاصة الإسلام ظهر قبل ذلك بكثير.(17) وفي هذا الإطار يرى رودي
بارت أن الاستشراق هو علم يختص بفقه اللغة(18). أما المفكر إدوارد سعيد
فيعرف الاستشراق بأنه «نمط من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة السيطرة عليه.(19)
ویری رضوان السيد أن الاستشراق يتناثر
ويدخل في تخصصات متباينة كالتاريخ والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا والاقتصاد
والسياسة، ولم يعد هناك علم واحد اسمه الاستشراق، بل هناك عوالم متباينة يحمل كل
منها عنوان المجال الذي يهتم به، فإذا كانت مفاهيم الشرق والعالم الثالث والشرق
الأوسط متباينا وغير علمية، فإن مفهوم الاستشراق صار اليوم أكثر اختلاطاً من ذلك
بكثير .
وبناء على ماسبق، نستطيع القول أن
المستشرق هو عالم متمكن من المعارف الخاصة بالشرق ولغاته وآدابه. ويذكر
المستشرق رودنسون أن كلمة مستشرق ظهرت في اللغة الإنجليزية نحو عام (1779)، كما دخلت كلمة الاستشراق معجم الأكاديمية
الفرنسية في عام (1838)، وفيها تجسدت فكرة نظام خاص مكرس لدراسة الشرق.(20) ويعتمد المستشرق
الانجليزي آربري على قاموس أكسفورد الجديد الذي يعرف المستشرق بأنه من تبحر
في لغات الشرق وأذابه(21)، وقد ورد في موسوعة لاروس تعريف المستشرق
في مادة Orientaliste بأنه '' العالم المتضلع في معرفة الشرق وثقافته وآدابه'' .
وإذا كان ألبرت ديتريش قد عرف المستشرق من
خلال اتقانه للغات،فإن شكري النجار آمن بمبدأ التخصص فعرف المستشرق بقوله: "تطلق
كلمة مستشرق بشيء من التجاوز على كل من يتخصص في أحد فروع المعرفة المتصلة بالشرق
من قريب أو بعيد". وانطلق مالك بن نبي منطلقاً آخر في تعريفه للمستشرق ونظر إليه من منظار الفكر
والحضارة الإسلامية والانتماء لغير حضارة الشرق، فقر لديه فيقول: "إننا نعني
بالمستشرقين الكتاب الغربيين الذين يكتبون عن الفكر الإسلامي وعن الحضارة
الإسلامية.. وصفة مستشرق ينبغي أن تقتصر على من ليس شرقياً، لأنها تصف حالة طلب
لشيء غير متوفر في البيئة التي نشأ فيها الطالب، وقد استخدم المستشرق سلفستر دي
ساس de Sacy (1758 – 1838 ) هذا المصطلح مرتين، مرة
في مقدمة كتابه الشهير (النحو العربي) في معرض حديثه عن المستشرق الهولندي اربينيوس Erpenius، ومرة ثانية عندما وصف به زملاءه الذين
قاموا بدور مهم في دراسة فقه اللغة العربية ونحوها.
لقد اهتم كثيرون برحلة ابن بطوطة، ليس فقط
في المحيط العربي، بل في مناطق أخرى من العالم، نظراً لشهرتها ولما اكتنزته من
موضوعات وقضايا وأخبار وعجائب وأسرار عقليات حضارات... لذلك، استأثرت باهتمام
الكثير من الدارسين المترجمين في مختلف بقاع العالم، فكان منهم الصينيون
والفرنسيون والانجليز وغيرهم...
ترجمة الانجلوساكسون لرحلة ابن بطوطة
·
ترجمة رُوس دَانْ لرحلة ابن بطوطة إلى الإنجليزية:
ترجمة الانجلوساكسون لرحلة ابن بطوطة
·
ترجمة رُوس دَانْ لرحلة ابن بطوطة إلى الإنجليزية:
نُشرت الطبعة الأولى من "مغامرات ابن
بطوطة، رحالة مسلم من القرن 14م"،
من خلال ترجمة إنجليزية سنة 1986(22)
لتقدم بعدها طبعة منقحة(23)،
وبتقديم جديد لروس دان E. Ross
Dunn تخليداً لذكرى مرور 700 سنة على ميلاد ابن بطوطة، ذكر
المترجم والمؤرخ الأمريكي روس دان أن ابن بطوطة 1369م) قضى تسعا وعشرين سنة من
عمره قاطعا 75 ألف ميل وهو يجوب أوروبا وآسيا وإفريقيا.'
يعتبر روس دان أستاذاً للتاريخ بجامعة
سان دييغو مختص في" رحلة ابن بطوطة مدققاً: تفاصيلها(24)، كان
هدفه تقديم تأويل لحياة ابن بطوطة وزمانه باعتباره صورة عن القرن الرابع عشر.(25)
إن رحلة ابن بطوطة تسمح بفحص الوحدة الثقافية التي جمعت الشعوب
الإسلامية في عصرها، في حين قدم ماركو بولو Marco Polo استكشافاً للفروق والتشابهات بين البندقيين وسكان شمال إفريقيا.
(26)
في تقديمه طرح دان بسطاً للتاريخ الاجتماعي
والثقافي للمجتمعات الإسلامية خلال القرن الرابع عشر . هذا وقد قسم كتابه إلى خمسة عشر(27) فصلاً، على شكل
تقديم وأربعة عشر فصلا من فصول الرحلة، مرفقة باثنتي عشرة خريطة(28)، وعديد
من الصور بالأبيض والأسود(29) وذكر في التقديم أيضاً أنه اعتمد النص
العربي والترجمات الحديثة، كما اعتمد التقويم الإسلامي والعملة الإسلامية .
ابن بطوطة هو رحالة العرب ورحالة الإسلام أو
إن شئنا القول: هو المواطن
الكوني بمفهومنا المعاصر.. لقد تجاوز ابن بطوطة حدود العالم القديم (دول البحر
المتوسط) ليصل أقاصي آسيا (الهند، المالديف ...).
تُعتبر رحلة ابن بطوطة بمثابة موسوعة
عصره.... تبدو ذاكرة الرجل مدهشة .... ولد بطنجة سنة 1304، ذهب إلى الحج في سن
الواحدة والعشرين، ليطوف عبر أراضي أفريقيا وشمال مصر وجزيرة العرب وبلاد فارس
والعراق والبحر الأحمر وعبر سواحل إفريقيا وآسيا الصغرى والبحر الأسود وسهوب آسيا
الوسطى وأفغانستان والهند وجزر المالديف والبنغال وسومطرة والصين، ليعود عبر
المحيط الهندي إلى بغداد وسوريا ومصر فيحج مرة ثانية.
وصل إلى فاس سنة 1349م، ثم دخل رحلة أخرى
أوصلته إلى الأندلس ثم مالي في ثمان وعشرين سنة خاض فيها عشرات الأسفار حتى لتطول إقامته في بعضها
كما هو الأمر عند وصوله إلى دلهي بالهند، حيث قطع 120 ألف كيلومتر عبر أراض تطابق
أربع وأربعين دولة حاليا، وكانت تنقلاته في غاية التعقيد، كما يعرف المتخصصون
فرحلاته الحَجَيّة بمفردها تشكل رحلة فريدة لحياة تم إملاؤها على ابن جزي بأمر
من السلطان المريني أبي عنان، وهنا نفكر بماركو
بولو الذي أملى هو الآخر رحلته على الكاتب روستيتشيللو Rustichello da Pisa، فنسج صورة شعوب ومجتمعات متعدّدة قصيّة عن بعضها البعض، عبر
مجموعة إفريقية - أسيوية - أوربية شاسعة.
أفاد روس دان من أعمال نُشرت في ستينيات
وسبعينيات القرن العشرين، وخلافا لمؤلفات أوروبية وأمريكية لم تر في فترة ما بعد العصر العباسي سوى علامات اندحار،
فإن روس دان يرى أنه حتى في حالة التفتت الذي عرفت الأمة العربية ( تعدد
الممالك والإمارات، حتى في زمن الإمبراطورية المغولية)، فإن التجار والحجاج
الفقهاء الذين كانوا يعبرون آسيا، كانوا يستشعرون أنهم أعضاء مجتمع عالمي يقوم على
قيم دينية وثقافية. وهذا العالم خبره ابن بطوطة في العقود الأخيرة من الإمبراطورية
المغولية وكان شاهدا - على حد قول دان - على الرخاء التجاري والأمن واستتباب الأمن
والاستقرار السياسي عصرئذ، لكنها كانت نهاية عصر(في الحقيقة) . فبعودته من الشرق
الأقصى كانت مملكة الإلخانيين'' بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين''(30)
قد أصابها التفكك ووصل الطاعون الأسود إلى الشرق الأوسط.
لقد كان
القرن الرابع عشر الميلادي فاصلاً زمنياً مميزاً، أدى إلى انهيار ممالك ونشوء أخرى
بشكل غير خريطة العالم كما غير خريطة التبادلات التجارية التي تطورت بين حوض
المتوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا،
لتنتقل إلى عوالم جديدة مع اكتشاف
أمريكا سنة 1498.. لا مراء في أن
أدلة روس دان عن هذه التحولات كانت قوية ومثيرة.
·
أوديسة ابن بطوطة لديفيد واينز David. waines :
"أوديسة ابن بطوطة(31) دراسة حديثة مبتكرة
وأكاديمية لديفيد واينز الأستاذ الفخري في الدراسات الإسلامية بجامعة لانكستر، البريطانية
عن شيخ الرحالين ابن بطوطة الطنجي، ورحلته الشهيرة: تحفة النظار في غرائب الأمصار
وعجائب الأسفار، التي حفزت الباحث على الاهتمام بالطبخ في الحضارة العربية
الإسلامية، وفتحت بصيرته على أهمية دراسة الثقافة المادية، رغم أنه مجال لم يجد
طريقه إلى البحث الأكاديمي يومئذ سوى باحتشام كبير. كما أن وصف ابن بطوطة لاستبداد
ملك سلطنة دلهي، جعل الباحث ينتبه لطرح قضية الإسلام من جديد في التيارات
المتطرفة. هكذا كان ابن بطوطة ورحلته المهماز الذي أيقظ لدى وَايْنز حسّ الانتباه
إلى الثقافة المادية (الطبخ ووصفاته وتقنياته في الحضارة العربية الإسلامية في
الشرق والأندلس) والبعد السياسي للإسلام الوسيطي والحديث الحركات والتيارات
والطوائف والفرق المتطرفة)، ليقرأ من خلال كل ذلك أطروحة صراع الحضارات"، ونازلة
11 شتنبر، وتطرف بعض التيارات الإسلامية."(32)
إن أوديسة ابن بطوطة هي قطعة مثالية لسجل رحالة القرون
الوسطى الذي تتنافس فيه المعجزات والكرامات والجواري والسلاطين والكرم
استثنائي". ما ميز هذه الدراسة، إذن هو موضع ابن بطوطة في سياق الكتابة
الرحلية السفر والطعام والكرم والمزارات المقدسة والأولياء والمعجزات والكرامات
وطرائف بولو، ثم التتبع الدقيق لمسار رحلات ابن بطوطة 1325-1354هـ، وتلوينات حكاية
في العصر الوسيط، المسيحي والإسلامي، ومقارنته على وجه الخصوص بماركو الآخر في شتى
أصقاع المعمور. وتتمظهر هذه الدقة في انتقاء نصوص من "التحفة بعناية فائقة،
واقتضاب غير مخلّ، وبخبرة تدعو إلى الإعجاب بحكم ما تخلفه انتباهات تسمح لقارئ
اليوم بأن ينصت" - ما وسعه الإنصات - إلى أوصاف ابن بطوطة الخاصة بتجاربه
الغيرية، وشواغله الوجدانية واهتماماته الفكرية، التي عمد من واينز إلى تسليط
الضوء على عباراتها المبثوثة في سرد، الرحلة، والتشديد عليها في النص بشكل بارز
للعيان.
"وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في إعادة طرح السؤال
المزمن، الذي أثار الكثير من الجدل عن "الكاتب الخفي" ابن جزي و روستيتشيللو دا
بيزا)، وحدود إسهامهما في الصياغة النهائية للنص الرحلي لكل من ابن بطوطة
وماركو بولو.
علاوة على توقف الباحث عند قضايا النقاد
المحدثين لرحلة ابن بطوطة، ومجادلة طروحاتهم بكثير من الحصافة والاتزان، مقدما
نهجا بديلا لإشكالية الانتحال، ليحكم على "التَّحْفَة" بمعايير معهودة
في القرون الوسطى، الأوروبية أو الشرق - أوسطية، تجعل تهمة الانتحال خارجة عن
المغزى فالاقتباس، وإعادة الكتابة أو إعادة الصياغة، والإبداع في مختلف مظاهره،
كانت ممارسات واسعة النطاق ومقبولة. وبدل الانشغال بأصالة النص، يدعم واينز فكرة
روكسان يوبن التي تدعو إلى الاهتمام بما
يقوله مؤلف النص بالفعل، لأنهما يؤمنان معا بأن الاستغراق في مناقشة مختلف جوانب
أصالة الرحلات، ينسينا أهم شيء الا وهو رغبة الطنجي في الإتحاف والإخبار، والطريقة التي اختارها للقيام بذلك،
أي طريقة التصوير وتنظيم وتحديد ما يراه بكيفية معينة تجعل السارد يتحدث عن نفسه
ولنفسه، وهذا في تقديرهما مفيد جدا، ويسمح لنا بأن نأخذ ابن بطوطة على محمل الجد،
إذ لا ينبغي لنا كقراء محدثين بطبيعة الحال، أن نتلقى الرحلات بالطريقة نفسها التي
تلقاها بها جمهورها الأصلي. "(33)
ومع ذلك، يمكن لجمهور اليوم، إذا ما نظر إليها من خلال
عيون ابن بطوطة في الوقت الذي أملى فيه مغامراته أن يستمتع ويتعلم ويتَّعظ من
استعارة حياة السفر وسفر الحياة نكاية في استعارة الموت والسكون اللذان كانا
يترصدان الرحالة وهو يمخر عباب البحار بابتهاج، أو ينزوي في رباط الشيوخ الأولياء
خارجا عن الدنيا راغِبًا عن الخدمة، أو راغبا في العيش البسيط مثل ذلك الرجل
الحانك الذي صادفه في جزيرة صغيرة من جزائر النساء ذوات الثدي الواحد، والذي له
زوجة وأولاد ونخيلات نارجيل وقارب صغير يصطاد فيه السمك إلى حيث أراد من الجزائر
فغَبطتُ والله ذلك الرجل، ووَدِدْتُ أن لو كانت تلك الجزيرة لي، فانقطعت فيها إلى
أن يأتيني اليقين، أليست تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ باعتباره ویسیر به استعارة سفر في الحياة التي يمرق منها المرء كمستظل بظل شجرة؟
·
تقديم جيب GIBB لترجمة رحلة
ابن بطوطة:
"يقول جيب الناس في العالم المسيحي الوسيط بعيدين وغير
مألوفين. ورغم قرابتنا معهم إلا أن تمثل واقعهم يتطلب جهدا من الخيال.. هذا ينطبق
أكثر على تمثلنا للحضارة الإسلامية العظمى التي جابهت أوروبا الوسيطية، وهددت
وجودها، وربطتنا بها مئات الروابط التي لا يمكن أن يقطعها الخوف ولا الحرب. وهذا
ما يعرفه الذين كان لهم حظ زيارة هذا العالم، لكنه بالنسبة لمعظمنا مجهول تماما،
أو غارق في تصور رومانسي خافت تختزله صورة "الليالي العربية "(34).
إنه من الصعوبة حتى بالنسبة للمتخصصين إعادة بناء حياتهم
ورؤيتهم كما كان عليه حالهم فهناك تواريخ وتراجم بالجملة، لكن المؤرخين بتفاصيلهم
الخلابة، نادراً ما يُظهرون القدرة على تحديد الجوهري والتفصيلي وإعطائه لمسة حميمية ما تزال مكتومة عن القارئ،
هذه الملكة برع فيها ابن بطوطة بكل اقتدار،
حيث نجد في نص رحلته تفاصيل مثيرة وكثيرة عن السياسة والاقتصاد والمجتمع في العالم
الذي عاشه ."(35)
ومن بين حشد المؤرخين الذين يؤثثون مشهد
تاريخ الإسلام في العصور الوسطى، لن تظفر بشخص مفعم بالحياة مثل ابن بطوطة في
رحلته، لا يضعنا فقط أمام بورتريه أمين لنفسه بفضائلها ونقائصها، بل أمام عصر كان
سيكون من بين الأموات.
خلال هذه الرحلات تعرض الرحالة للمخاطر والصعاب، كما
تعرض للنهب من قبل المؤرخين والجغرافيين،
لكن من المثير أن الجمهور( وإلى اليوم) ما
زال يقف مشدوها إلى تفاصيل يوميات ابن بطوطة .. يوميات من المستحيل ألا تشعر
بالانجذاب إلى ما تكشفه لنا بفيض سخائها، وإنسانيتها في عصر جريء تُسترخص فيه
الحياة، فيا ترى: هل كان رحالة في العصر الوسيط أقل خوفا في مواجهة البحر من ابن
بطوطة ؟.(36)
إنها
شخصية مولعة بمتعة والسفر، لكن مع التزام شديد بالإيمان والإخلاص. لقد كان رجلا له
ما له وعليه ما عليه من الأثيم، وفيه شيء من القدّيس لا نعلم عن حياة ابن بطوطة الشخصية سوى النزر
اليسير مما أطلعنا عنه هو نفسه، فأخبرنا ابن جزي محرّر الرحلة أنه ولد بطنجة في 24
فبراير 1304م، ومن خلال كتاب متأخر في التراجم نصادف ترجمة مقتضبة نعلم من خلالها
أن ابن بطوطة بعد عودته إلى المغرب عُيِّن عدلا أو قاض في بلدة صغيرة، توفي بها
سنة 1368م أو 1369م. رغم كل شيء سيظل ابن بطوطة الرحالة اللغز في تاريخ أدب الرحلة،
الذي يستدعي أكثر من دراسة و أكثر من مقال.
خاتمة
حاولنا تتبع رحلة تحفة النظار للرحالة المغربي العالمي
ابن بطوطه في أهم الترجمات والدراسات الإنجليزية،
وقد كان لهذه الترجمات الانجليزية انتشارا واسعا وتأثير كبير على الترجمات
والدراسات البطوطية عموماً.
لقد ظل عدد كبير من الباحثين الغرب والأجانب أوفياء
لرحلة ابن بطوطة وشغلهم الاهتمام بها عن غيرها كالأديب الأمريكي روسدان، و
إذا بسطنا القول في ترجمة المستشرق البريطاني جيب لرحلة ابن بطوطة وكذا ترجمة
الاديب الامريكي روس دان لمغامرات ابن بطوطة، فإن هذا لم ينسنا ضرورة الانتباه الى
ما استدرك على هؤلاء الأعلام وهم يخوضون في بحر التحفة اللجي المحفوف بالمخاطر
والمزالق وحسبنا من الإحاطة بكل الترجمات التي تناولت رحلة ابن بطوطة ما ذكرناه،
في ثنايا هذا المقال، على أمل إجراء دراسات أخرى أكثر عمقا في الرحلة العربية
الأشهر ( رحلة ابن بطوطة).