الثورة التقنية وأثرها على مسلمات التفكير الاستراتيجي للدول
ملخص:
انتقل العالم من عصر الثورة الصناعية
إلى عصر المعلومات والتكنولوجيا، حيث استخدمت التقنية كمورد رئيس في تطوير الإنتاج
وتحسن سبل اتخاذ القرار، وأيضا كأداة لترشيد القرار السياسي والعسكري الذي يحقق
أهداف الدولة.
تعتبر المعلومات وتطبيقاتها المعاصرة،
عوامل متحكمة في صياغة السياسة الاستراتيجية والعسكرية لأي دولة، وكذا يعتبر
استيعاب المتغيرات الإقليمية والدولية وتطور تكنولوجيا التسليح شرطاً أساسياً
لبناء التفكير الاستراتيجي وخلق منظومة ردع استراتيجية تساعد على إدارة ومواكبة
جميع التغيرات الدولية، ذلك أن التكنولوجيا مصدر أساس للقوة في المجتمع الحديث،
وسلاح قوي لمواجهة مشاكل وصراعات العصر.
الكلمات
المفاتيح: الثورة التقنية، التفكير الاستراتيجي، التكنولوجيا،
الدول الثورة الصناعية.
مقدمة
انتقل العالم من عصر الثورة الصناعية إلى عصر المعلومات والتكنولوجيا، حيث
استخدمت التقنية كمورد رئيس في تطوير الإنتاج وتحسن سبل اتخاذ القرار، وأيضا كأداة
لترشيد القرار السياسي والعسكري الذي يحقق أهداف الدولة.
تعتبر المعلومات وتطبيقاتها
المعاصرة، عوامل متحكمة في صياغة السياسة الاستراتيجية والعسكرية لأي دولة، وكذا
يعتبر استيعاب المتغيرات الإقليمية والدولية وتطور تكنولوجيا التسليح شرطا أساسا
لبناء التفكير الاستراتيجي وخلق منظومة ردع استراتيجية تساعد على إدارة ومواكبة
جميع التغيرات الدولية، ذلك أن التكنولوجيا مصدر أساس للقوة في المجتمع الحديث، وسلاح
قوي لمواجهة مشاكل وصراعات العصر.
"لقد
كانت الطفرة الاقتصادية التي شهدها الاقتصاد العالمي في التسعينيات من القرن
الماضي ثمرة مباشرة لانتهاء الحرب الباردة. إذ أن جزءا أساسيا من الأموال التي
كانت تنفق على سباق التسلح أخذت تتوجه حينذاك نحو مشاريع تطوير البنى التحتية
المادية والاجتماعية، غير أن تلك الحقبة الذهبية لم تدم طويلا. فنهاية الحرب
الباردة لم تجلب السلام النهائي للعـالم، وسرعان ما احتدمت التناقضات بين الدول وانتشرت
النزاعات وتفاقمت الصراعات ووقعت الحروب. وتسارعت عجلة سباق التسلح، سواء بين
الدول الكبرى، ام بين دول نامية وفقيرة ذات دخول منخفضة ومتوسطة، في آسيا وإفريقيا
بالدرجة الأولى".(1)
سوف
نتطرق إلى الموضوع من خلال الاشكالات والفرضيات التالية.
السؤال
الرئيسي: كيف ساهمت الثورة
المعلوماتية في المجال العسكري في تقوية وتطوير التفكير الاستراتيجي؟
الأسئلة
الفرعية:
1-
ما هي تجليات التطور التكنولوجي في المجال العسكري؟
2-
كيف ساهم هذا التطور في بناء الفكر الاستراتيجي؟
الفرضيات:
1-
تطور التسليح ونوعيته شكل ثورة في المجال العسكري.
2-
شكلت الطفرة على مستوى التقنيات المعلوماتية عاملا حاسما
في الحروب.
3-
أثرت الثورة في الشؤون العسكرية في الانتقال من الحرب
التقليدية إلى الحرب الذكية.
4-
أصبح للمعلومات والأبحاث دورا كبيرا في بناء القرار الاستراتيجي.
5-
أثر الاقتصاد المعولم بشكل كبير على المجال العسكري.
سوف
نعالج الموضوع من خلال المسار التالي:
القسم
الأول: معالم الثورة التقنية
الفرع الأول: التطور النوعي للسلاح وانتشاره.
الفرع الثاني: دور المعلوميات في المجال العسكري.
الفرع الثالث: أثر الاقتصاد المعولم على المجال العسكري.
القسم الثاني: أثر الثورة
التقنية في مسلمات التفكير الاستراتيجية.
الفرع الأول: الانتقال من الحروب التقليدية إلى الحروب
الذكية.
الفرع الثاني: أهمية المعلوميات في الحرب النفسية.
الفرع الثالث: المعلومات وصنع القرار الاستراتيجي.
القسم الأول: معالم الثورة التقنية
يقف التقدم العلمي والتقني وراء عدد كبير من الظواهر
العالمية في مجال العسكري والاقتصادي والسياسي... فالحديث الذي لا ينقطع عن ثورة
المعلومات باعتبارها ظاهرة اقتصادية تفتح أبواب المنافسة لبناء منظمات عسكرية
تعتمد على المرتكزات العلمية والتقنية، وتجعل الدولة بالصف الأول لتبوء القيادة
على مستوى العالم.
"تستند
الدول المتقدمة لتنمية اقتصادها إلى الاستثمار الضخم في مجال العلم والتكنولوجيا والتطوير،
وخاصة في مجال تكنولوجيا التسلح والصناعة العسكرية، مما يساعدها على تطوير وبناء
استراتيجياتها العسكرية والمعلوماتية، ويحقق لها النصر في حروب المستقبل".(2)
حققت التكنولوجيا انتصارات باهرة في الحروب التقليدية، وما
حدث في حرب الخليج الثانية وأفغانستان يعتبر دليل على ذلك.
"كفل
التطور في مجال تكنولوجيا التسليح للدول المتقدمة أن تخوض حروبا تعتمد على أساليب
استراتيجيات المعلوميات الحديثة في مواجهة خصومها من طبقات الجو العليا في مأمن من
المدافع المضادة للطائرات وغيرها من الأسلحة التقليدية".(3) ولتسليط
الضوء على هذا القسم تم تقسيمه إلى ثلاث فروع: تضمن الفرع الأول التطور النوعي
للسلاح وانتشاره، والفرع الثاني يتطرق إلى دور المعلوميات في المجال العسكري أما
النوع الثالث فيتناول أثر الاقتصاد المعولم على المجال العسكري.
الفرع الأول: التطور النوعي للسلاح وانتشاره
لا مناص
إذن من تتبع التطور العالمي في تكنولوجيا التسليح، وطفرات التسليح في المستويات
التالية(4):
المستوى
التقليدي: الذي شهد تطورا معاصرا
في مجال الأسلحة الذكية Smart Weapons شاملة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية والمدافع، والذخائر ذاتية
ودقيقة التوجيه PGMS التي تتبع مبدأ S.T.A.F.F أي:
Forget. Smart Target Activated fire and
وإنتاج
الذخائر العبقرية والموجهة ذاتيا باستخدام تكنولوجيا المستشعرات.
المستوى
فوق التقليدي: ويضم أهم
أسلحة الردع في الحروب العالمية، وتشمل هذه الأسلحة فوق التقليدية الغازات الحربية
والأسلحة البيولوجية، وأسلحة التفجير الحجمي.
المستوى
غير التقليدي: ويضم الأسلحة
النووية بأنواعها الانشطارية والاندماجية وأسلحة الجيل الثالث محدودة العيار وعالية
التأثير التدميري على القوة البشرية بصورة أساسية.
بعد هذا
التطور النوعي للسلاح، دخل العالم النوعي حقبة تاريخية أخرى تتسم بعدة استراتيجيات
استخدمت في الحرب الباردة والحرب على الإرهاب وهي كالتالي:
استراتيجية
الردع(5)Deterence Strategy
تعني استراتيجية البقاء بعد الضربة الأولى، وقد اتبعها
كينيدي بالاستراتيجية التي عبر عنها ماكسويل تبلور (استراتيجية الرد المرن والردع
المتدرج) أي أن كل إجراء معاد يواجه برد مناسب عن طريق استخدام قوة كافية لردعه، ولكن
ليس أكثر من القوة الضرورية لذلك، من أجل الحيلولة دون التصعيد إلى حد الاشتباك
النووي مع الاتحاد السوفياتي.
استراتيجية
حرب النجوم(6)
هي استراتيجية أمريكية سعت من خلالها لإحداث خرق في ميزان
القوى النووي-الصاروخي، سعيا لاستعادة مكانتها العسكرية والتفوق على الاتحاد
السوفياتي.
قد سعى الاتحاد السوفياتي بدوره إلى هذا السباق لكنه في
آخر المطاف لم يتحمل التكلف الاقتصادية والمالية الباهظة، مما أدى في النهاية إلى
انهياره وتفككه وهيمنة الولايات المتحدة على العالم والسيطرة عليه.
استراتيجية
الحرب على الإرهاب
"تبنت
إدارة بوش، وعلى الخصوص بعد 11/9/2001 استراتيجية جعلت أولويتها "الحرب على
الإرهاب" أي دحرت إلى الخلف الاستراتيجية النووية لتركز على تنظيم القاعدة
وتشعباتها.
بل راحت تركز على المقاومة في فلسطين ولبنان وعلى عدد من
الدول التي اعتبرتها "مارقة"، أفغانستان، العراق، سورية، إيران، فشنت
سلسلة من الحروب كانت نتائجها سلسلة من الإخفاقات والأزمات و الاستنزاف".(7)
وخلاصة، يمكن القول إن "القدرات العسكرية بما في
ذلك أسلحة الدمار الشامل آخذة في الانتشار بشكل واسع في العالم. كلما تطورت الدول
اقتصاديا، زادت قدرتها على توليد مقدرات لإنتاج الأسلحة".(8)
الفرع الثاني: دور المعلوميات في المجال العسكري
أحدثت تقنية المعلوميات طفرة حقيقية في أساليب أداء
العمل وسرعة وكفاءة ودقة إنجازه في المجال العسكري.حيث"خرجت تقنيات
المعلوميات من رحم المؤسسة العسكرية، وكان لها دور فاعل في تطوير الاستراتيجية
العسكرية، فالحسابات العلمية المعقدة لإنتاج القنبلة الذرية أحد الدوافع الأساسية
في ظهور الكمبيوتر، وأصبح قاسما مشتركا في تطوير الأسلحة و نظم الدفاع الاستراتيجية
والتكتيكية على حد سواء. تسللت تقنيات المعلومات إلى عناصر الذخيرة ذاتها لتزيد من
دقة تصويبها، وتزيد من فاعليات قوة النيران لها، وظهر إلى الوجود شعار» أطلق وانسى «Fire and
Forget ".(9)
تعد أهم التطبيقات لتقنية المعلومات في الجانب العسكري
هو توجيه إمكانياتها الواسعة لزيادة فاعلية منظومات الاستطلاع والقيادة وتحسين
المواصفات القتالية لمنظومات الأسلحة والأعتدة لمختلف أنواع وصفوف القوات، مما
سيحقق قفزة علمية في الاستراتيجية العسكرية.
"توسع
انتشار تقنيات المعلومات، وجعل من الممكن تحضير وتنفيذ حرب معلوماتية يكون سلاحها
الأساس هو الصراع المعلوماتي. فالحرب المعلوماتية هي شكل جديد للظاهرة الاجتماعية
والسياسية في العلاقات الدولية لدول تستخدم قوى ووسائط وطرق الصراع المعلوماتي".(10)
"اعتبرت
أهم الاستخدامات العسكرية الملموسة و المعروفة لتقنيات المعلومات، و أثرت إيجابيا
في الاستراتيجية العسكرية المعاصرة التي امتاز بها عصر المعلومات هي
"المبادرة الحاسوبية الاستراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية"، و اعتمدت
على مبدأ خطير هو حرب المعلوميات واستخدام الفيروسات البرمجية، والدخول على البرامج
والشبكات و تخريبها، و هي مبادرة تشمـل تكنولوجيـا الحسابـات و الرصـد الحاسوبي، و
تعمير الحواسب و منظومات خبرة جديدة، و استخدام الميكرو و الكترونيات و الاستفادة
من المصادر و الثروات المادية و البشرية معا. تقوم على إنشاء هيكلية، أو بنية استراتيجية
كاملة للبنى التحتية للدفاع الاستراتيجي، بما في ذلك آليات لتوجيه البرامج والكوادر
والثروات اللازمة".(11)
"أصبح
استخدام حلقات التطور التكنولوجي التي تعم العالم حاليا من الأركان الأساسية لبناء
الاستراتيجيات العسكرية العالمية، وضمنت بداخلها: تكنولوجيا الذرة والفضاء والألياف
الصناعية، والهندسة الوراثية، والالكترونيات وتكنولوجيا الاتصـال والتسلـح، وهـذا
ينتـج عنه فرض تحديـات ومتغيرات على البشرية وربما يساعد على بناء وتقوية مقومات
قوى السيطرة والهيمنة في العالم".(12)
أفادت الدروس المستنبطة من الحروب الحديثة التي حصلت في
العقد الأخير للقرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرين، واستخدمت فيها أفضل
تقنيات التكنولوجيا العسكرية، وأمست وسائطها التدميرية على درجة كبيرة من الدقة
والفاعلية، وسمحـت لتلك الـدول المتقدمة عسكـريا بتبني نظريات مختلفة، الحرب عن
بعد والحروب الإلكترونية والحرب المعلوماتية والحرب الفضائية، وبناء على تلك
التجارب والنظريات تقوم الدول المتقدمة باستثمارها لإعادة صياغة وبناء الاستراتيجية
العسكرية.
وتأسيساً على ما تقدم، يمكن أن نقول إن ثورة المعلوميات
والتكنولوجيا بصفة عامة، أسهمت وبشكل كبير في إعادة هيكلة المنظمات العسكرية وتحديثها،
من خلال تقديم أفضل أنواع التقنيات وأجهزة الاتصـالات والمعلومـات المستـخـدمة فـي
الحـاســوب، ومنظمـات السـلاح والعتــاد والرادارات والطائرات والسفن الفضائية، والتي
أصبحت أكثر دقة وفاعلية ودورها الأساسي في تكنولوجيا الاتصالات والفضاء، والتي تعد
الجهاز العصبي للقوات المسلحة ومنظومة القيادة والسيطرة للدولة.
الفرع الثالث: أثر الاقتصاد المعولم
غير الاقتصاد الناتج عن ثورة المعلوميات شكل الرأسمالية،
"وانتقلت إلى إطار الدولة الرأسمالية العابرة للقوميات، وبعد هذا التطور
أصبحت الحركة الاقتصادية محكومة من قبل الفواعل المرتبطة بالمجموعات المالية والصناعية
الحرة، وصار للقطاع الخاص دور في السياسة الدولية".(13)
شهد
العالم خلال القرنين الماضيين مراحل تطورية عديدة في الجانب الاقتصادي شملت الثورة
الصناعية، وثورة المعلوميات. يعتبر العامل الاقتصادي في زمن ثورة المعلوميات
العنصر الأكثر فاعلية في التأثير في مجال العلاقات الدولية. تعني القوة الاقتصادية
نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي، والقدرة على تقديم المساعدات المادية والمعنوية
للأصدقاء عندما تدعو الحاجة، لذا فإن القدرة الاقتصادية تعطي قابلية للدولة في
إدامة الاقتصاد الإيجابية في حالتي السلم والحرب على حد سواء.(14)
ولدت المتغيرات الاقتصادية الإيجابية والسلبية تأثيرات
واضحة على القرارات السياسية، واستخدمت هذه المتغيرات لتفسير الظواهر والسلوكيات
في عدة دول، وترسم المتغيرات الاقتصادية ملامح النظام السياسي وتحدد اتجاهاته.(15)
تنامى دور الشركات العالمية التي تسيطر على اقتصاد الدول
الرأسمالية، مما سمح لها السيطرة على حركة الاقتصاد لدول الجنوب وبعض مؤسساتها، "وأصبحت
تلك المؤسسات وليمة تفترسها تلك الشركات، وستكون تابعا لها، أو للهيئات الدولية
الجنسيات وتتلقى قياداتها الرشاوي والهيبات، كما يحصل حاليا في أكثر بلدان عالم
الجنوب".(16)
وتعد عملية ترابط العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية
عنصر قوة للمؤسسات الداخلية، وتقود في النهاية إلى استقرار الدولة وزيادة نفوذها وتأثيرها،
ويحرر الإنسان ويفتح باب التطور والتقدم العلمي والقدرة على النهوض. أما على
الصعيد الخارجي فالدولة التي تمتلك مقومات القوى الاقتصادية والعسكرية، تستطيع أن
تؤسس عدد كبير من التحالفات الدولية، وتستطيع من خلالها تنفيذ مشروعها التوسعي
السياسي والاقتصادي تحقيقا لاستراتيجيتها العليا اعتمادا على ثورة المعلوميات.
القسم الثاني: أثر الثورة التقنية في مسلمات التفكير
الاستراتيجي
أضفى
التطور التكنولوجي سماته الخاصة على مجمل الفكر الاستراتيجي والعديد من المفاهيم
العسكرية كالأمن الوطني وصولا إلى الثورة الصناعية، ودخول القوى النووية مضمار
القدرة الشاملة للدولة، وتغيير مفهوم الأمن الوطني الذي ارتبط بعناصر أخرى متعددة،
تعد القوة العسكرية واحدة منها.(17)
"مهد
انتشار تقانة المعلومات والاتصالات لبعض الدول التي تمتلكها بناء استراتيجية معلوماتية،
وتمكينها من تحضير وتنفيذ حربا معلوماتية يكون النوع الأساس من الصراع هو الصراع المعلوماتي".(18)
مع هذا التطور المعلوماتي، تغيرت مفاهيم الحروب اتخذت
عدة أشكال وأساليب وأثرت بذلك على صانع القرار الاستراتيجي للدولة. أصبحنا أمام
معطى جديد للتفكير الاستراتيجي تغلب عليه الثورة المعلوماتية وتحدد مساره، ولمعالجة
هذا القسم تم تقسيمه إلى ثلاث فروع: يتضمن الأول الانتقال من الحروب التقليدية إلى
الحروب الذكية والفرع الثاني أهمية المعلوميات في الحرب النفسية الفرع الثالث
أهمية المعلوميات والأبحاث في صنع القرار الاستراتيجي.
الفرع الأول: الانتقال من الحروب التقليدية إلى الحروب
الذكية.
تعد التحولات التي عرفها العالم بعد انهيار الاتحاد
السوفياتي وتبني النظام الاقتصادي الليبرالي معظم الدول الاشتراكية السابقة مما
هيأ الظروف لتكون الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة على الساحة الدولية. تعد
التصريحات التي أعلنها الرئيس الأمريكي بوش الأب بعد حرب الخليج الثانية (1991) و حدد
فيها معالم النظام الدولي الجديد حيث قال: "بأن لا يعني تنازلا عن سيادتنا
الوطنية أو تخلينا عن مصالحنا، أنه ينم عن مسؤولية أملتها علينا نجاحاتنا و نحن
نعبر عن وسائل جديدة للعمل مع الأمم الأخرى من أجل ردع العدوان وتحقيـق السـلام
ونتطلـع إلى عالم مبني على الالتزام بين الأمـم الكبيرة و الصغيرة بمجموعة من
المبادئ التي ترسوا عليها علاقتنا وتشمل التسوية للنزاعات، والتضامن في وجه
العدوان وتخفيض ترسانة الأسلحة و مراقبتها والتعامل العادل مع الشعوب".(19)
ويعتبر الكلام الذي جاء به الرئيس الأمريكي بوش الأب
خدعة للعالم وخاصة العالم العربي والإسلامي العراق وأفغانستان. ردا على هذا الكلام،
فالحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق غير مسبوقة في العديد من
النواحي التكتيكية. بالإضافة إلى استخدامها أرقى أنواع التكنولوجيا والذخائر
الذكية وما يتفرع منها من امتدادات كثيرة توظيفها في العديد من الميادين بدءا من
ميدان القتال وانتهاء حيث الحرب النفسية، إلا أن أبرز ما يمكن رصده في هذا المجال
عاملان على درجة كبيرة من الأهمية تنقل العالم من الحروب التقليدية إلى الحروب
الذكية وتتجلى فيما يلي(20):
أولاً: افتتاحية الحرب
التي دارت على عكس كل الحروب التي جرت في السابق حيث
كانت الجيوش تقوم بعمليات تمهيدية في المقام الأول إلى تهيئة الظروف لزحف القوات
البرية في اتجاه أهدافها، إلا أن الحرب الجديدة شهدت لأول مرة استخدام مختلف أنواع
الأسلحة التي تم إطلاقها برا و بحرا و جوا بكثافة شديدة، وغير معهودة، الغرض إبطال
كل مقاومة لدى الطرف الآخر بل والقضاء على أي مقاومة، و هي تنفيذا للمبدأ الأمريكي
الذي تلتزم به وزارة الدفاع البنتاجون بأن التقدم التكنولوجي على العدو يوفر
الدماء في الحرب.
ثانياً: منظومة الأسلحة الحديثة
أحدث الانفجار الذي تم في مجال الالكترونيات صغيرة الحجم
و الحاسبات الآلية تأثيرا في ترسانة الأسلحة، و طبيعة مسرح الحرب مع اتساع نطاق
ميادين القتال و تغيرت طبيعة العمليات الحربية، التي تأثرت جذريا بالتطور
التكنولوجي لأسلحة وأدوات الحرب، و استحدثت أسلحة وأدوات جديدة، باعتمادها على التكنولوجيات
المتقدمة و المتطورة التي لم تعد ضربا من ضرب الخيال العلمي، بل أصبحت حقائق قائمة
في الكثير من جوانبها، ستغير مفاهيم إدارة الصراع في المستقبل و ستجعل حروب
المستقبل غير تقليدية، و خير مثال على ذلك غرفة العمليات و التي استعملت لإدارة
الحرب في العراق عن بعد خارج نطاق عمليات المعركة.
هذا يؤكد
أن العالم قد دخل مرحلة جديدة في كيفية إدارة الحروب والتعامل معها، وأصبحت
التقنية هي المحور الرئيسي لهذه الحروب، لكن هل سوف تنجح هذه الحروب الذكية مع
مناورات الإنسان وذكاءه؟
الفرع الثاني: أهمية المعلوميات في الحرب النفسية
وجدت الحرب النفسية كمضمون وممارسة منذ بدايات الصراع
الإنساني "أما مصطلح الحرب النفسية فكان أول استخدام له عام 1941، ولكن حتى
وقتنا الحاضر فإن الحرب النفسية هي الواضحة في أذهان الكثيرين، وظهرت عدة تسميات
لها منها حرب الأفكار، وحرب الأعصاب، وحرب المعنويات، وحرب الإشاعات، وحرب الدهاء،
وحرب الكلمة والمعتقد، وحرب الدعاية والدعاية الدولية، الحرب الباردة والإعلام
الدولي".(21)
"ليست
الحرب النفسية حربا بالمعنى التقليدي، فهي مجرد وسيلة مساعدة لتحقيق الاستراتيجية
العسكرية والعليا للدولة، كما تستخدم فيها كل إمكانيات الدولة، ومقدراتها من
سياسة، اقتصادية، وعسكرية وغير ذلك من القوى التي تتعامل مع بعضها البعض لتحديد
كيان المجتمع وشكله".(22)
وهناك
أهداف مهمة تقدماها المعلوميات لتحقيق حرب نفسية ناجحة وهي التالي(23):
1-
الأعمال التي تحقق أهداف العمليات المعلوماتية النفسية
في زمن السلم وهي:
·
زعزعة الاستقرار وإضافة المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
للبلد المعادي.
·
إضعاف الروح المعنوية للسكان وعناصر القوات المسلحة.
·
تشجيع الانشقاق بين صفوف الدول الحليفة وزرع عدم الثقة.
2-
الأعمال التي تحقق أهداف العمليات المعلوماتية النفسية
في زمن الحرب وهي:
·
تشجيع الاستياء والغضب بين صفوف العسكريين من أعمال
قيادة الدولة والقوات المسلحة والقرارات المتخذة.
·
تضليل العدو وخداعـه بالنسبــة لنـوايا وحـالة ومكـان وجـود
تجمعات القوات والأغراض العسكرية والمدنية الهامة.
·
النيل من الروح المعنوية القتالية للعسكريين وصمودهم
المعنوي، وتخفيض مستوى روح الوطنية لدى سكان البلد، وتحفيز القوات على الاستلام وترك
ساحة القتال والهروب إلى الجانب الآخر.
3-
أعمال العمليات المعلوماتية النفسية عند توقف الأعمال
القتالية وهي:
·
المساعدة المعلوماتية في تشكيل أجهزة سلطة محلية ومركزية
في الحكومة والشرطة والقوات المسلحة.
·
استئناف عمل وسائل الإعلام المحلية وتأمين ولائها
بالنسبة لأعمال القوات الصديقة.
·
الصراع ضد الشائعات والدعاية المضادة.
يتبين في
الأخير أهمية المعلوميات في مجال الحرب النفسية، لأنها أكثر تقنية فيما يتعلق
بإحداث الآثار النفسية، فشملت عدة عمليات، العمليات القتالية، وعمليات استعراض
القوة، المناورات العسكرية والاستعراضات والعمليات النفسية ووسائل الإعلام
المختلفة.
الفرع الثالث: أهمية المعلومات والأبحاث في صنع القرار
الاستراتيجي
تلعب
المعلومات دورا أساسيا في صنع القرارات نظرا لما تقدمه من مساعدة في معرفة وتحقيق
الأهداف الاستراتيجية. تزايدت موارد المعلومات في العصر الحالي، واشتركت مخرجات
ثورة المعلومات والتقنية والاتصالات في تطوير أسلوب العمل الإداري الذي كان يعتمد
على نهج التجربة والعشوائية في صنع القرارات الاستراتيجية. ساهمت الإدارة العلمية وأنظمة
المعلومات الاستراتيجية التي ولدتها ثورة المعلوميات بشكل كبير في تحقيق الميزة والدعم
وحل مشاكل القرار الاستراتيجية.
"تتخذ
القرارات الاستراتيجية المهمة من قبل قيادة الدول كقرار دخول الحرب لتحقيق غاية أو
هدف استراتيجي، ويكون من أصعب القرارات التي تحدد صورة الأمة أمام العالم، أو ربما
يكون هذا الأكثر أهمية، نظرا لما تواجهه الحكومة من خطورة كبيرة، ويعتبر مقياس مهم
لدقة القيادة الوطنية والمهارة العالية لوحدة صنع القرار في التصميم ولتحقيق
الأهداف الاستراتيجية".(24)
يعد قرار حرب الخليج الثانية من قبل الولايات المتحدة
الأمريكية ودول الحلفاء عام 1991 ضد العراق وأطلق عليها "عاصفة الصحراء"
خير مثال على ذلك، "كان البنتاغون المؤلف من وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان
المشتركة وعدد كبير من المسؤولين المدنيين والعسكريين، والبالغ عددهم حوالي (23)
ألف موظف لهم دور كبير في صنع قرار الحرب، ولكن تحدد دورهم في اتخاذ القرار
العسكري، بالرغم من أن البنتاغون يعتبر مركز هيكلية صنع القرار للفعاليات الحربية".(25)
كرس الرئيس الأمريكي بوش الأب ومستشاره في البيت الأبيض
اهتماما كبيرا لتلك الحرب منذ البداية. واجهت عملية اتخاذ القرار الكثير من
التفاعلات الإنسانية المعقدة والعقبات الداخلية للحكومة، شملت المحادثات والاجتماعات
والعلاقات مع الدول الحلفاء من أجل الوصول إلى الغاية الأساسية للموافقة على قرار
شن الحرب وبالفعل تحقق الهدف وشنت الحرب.
ومن هذا
المنطلق، وترشيدا للقرار السياسي الأمريكي، " وبحلول نهاية القرن العشرين
أصبح هناك أكثر من 1200 مؤسسة ممن ينطبق عليها وصف (Think Tanks) مخازن
التفكير تسيطر على الساحة السياسية الأمريكية وهي تشكل مجموعة غير متجانسة من حيث
اتساع نطاق المواضيع ومصادر طرق التمويل والمواقع التي تشغلها ويمكن أن نضع لها
تقسيم أولي على النحو التالي(26):
1.
مؤسسات تابعة للجامعات مثل مؤسسة بحوث الشرق الأوسط
التبعة لجامعة كولمبيا.
2.
مؤسسات بحثية تميل لأحد الحزبين الرئيسيين في الولايات
المتحدة الأمريكية مثل معهد بروكنجز هيرتيج (Brookings Institution) التي تميل إلى الحزب الجمهوري.
3.
مؤسسات تابعة لهيئات حكومية مثل جامعة الدفاع الوطني (Nation Defense University) ومركز
بحوث الكونجرس (Congressional
Research Service).
4.
مؤسسات بحثية تابعة لمؤسسات خاصة كبرى مثل مؤسسة كارنيجي
للسلام الدولي.
Carnegie Endowment for
International Peace
هناك عدة
مجالات وطرق تشارك أو تؤثر من خلالها هذه المراكز والمؤسسات على صانعي السياسة
الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية. وتساهم عبرها في تشكيل ملامح هذه
السياسية. ويمكن هنا إجمالها فيما يلي(27):
1.
توليد أفكار وخيارات مبتكرة في السياسة الخارجية.
2.
تأمين مجموعة جاهزة من الاختصاصيين للعمل في الحكومة.
3.
توفير مكان للنقاش على مستوى رفيع.
4.
تثقيف مواطني الولايات المتحدة عن العالم.
5.
وسيلة مكملة للجهود الرسمية للتوسط وحل النزاعات.
ويؤكد هذا أن المعلومات والأبحاث بعض الأحيان يراد بها
غاية في شن الحرب أو الغزو. يمكن أن تكون المعلومات أو الأبحاث صادقة أو غير
صحيحة، لكن هي السبيل لتحريك الناس، لتحقيق أغراض سياسية، وذلك ما حدث في العراق
2003.
خاتــــمــــة
في الأخير نخلص أن الثورة المعلوماتية في المجال
العسكري، حقيقة واقعة في عصرنا الحالي، وتفرض نفسها بقوة التطور التقني على الواقع
العالمي، حيث أصبحت العمود الفقري لأي دولة تريد تحقيق ذاتها وصون سيادتها.
فالتكنولوجيا
إحدى المقومات الأساسية لتحقيق و بناء الاستراتيجية العسكرية، ودخلت في عملية
تطوير مبادئها وأصبحت تؤدي دورا متميزا في تعبئة موارد المعلومات و إدارتها
بفاعلية و كفاءة لتحقيق الأهداف العسكرية التي نشأت مـن أجلها، و يعتبر الاستخدام
الإيجابي للتقنية في عصر ثورة المعلوميات من العوامل المهمة لتحقيق الأمن الوطني
للدولة، و تعد تطبيقات تقنية المعلوميات في الجانب العسكري و توجيه إمكانياتها
الواسعة لزيادة فاعلية منظومات الاستطلاع و القيادة و تحسين المواصفات القتالية
لمنظومات الأسلحة و العتاد لمختلف أنواع وصنوف القوات، عاملا حاسما في قياس القدرة
العسكرية للدول، و قد أثرت الثورة في الشؤون العسكرية بما لا يدع مجالا للشك في
مسلمات التفكير الاستراتيجي. حيث أصبحت الحرب لعبة أزار ما شكل قفزة علمية نوعية
في الاستراتيجية العسكرية، إلا أن هذا التفوق التكنولوجي للقوى العسكرية العظمى لم
يشفع لها في أن تكون بمنأى عن الإخفاق في عدة مناسبات، فقد ووجهت نجاحات الثورة في
الشؤون العسكرية بعدة انتقادات:
-
أن الأسلحة الذكية لا تزال في حاجة لتظافر المجهود
البشري لكي تحقق الأغراض المرجوة من استخدامها.
-
أن أهمية المعارك البرية لا تزال قائمة باعتبارها عاملاً
حاسما في الحرب.
-
أن نموذج الحرب الذي أفرزته التكنولوجيا العسكرية
المتطورة لا يزال يعاني القصور الواضح في مواجهة بعض التهديدات غير العسكرية، كالجريمة
المنظمة، والهجرة السرية.
-
كما أن هيبة أعتى القوى العسكرية العالمية قد خُدشت في
معارك غير متكافئة، إذا ما استحضرنا على سبيل المثال فشل الولايات المتحدة
الأمريكية بقدراتها العسكرية المتفوقة، في كسر شوكة المقاومة التي نظمتها حكومة
طالبان منذ التدخل الأمريكي في أفغانستان سنة 2001 ، و هو ما يعني إخفاق الثورة
التكنولوجية في الشؤون العسكرية على مستوى النزاعات غير المتكافئة .
-
هناك أيضاً إخفاق في التعامل مع إمكانية الاختراق
الإلكتروني لأحدث المنظومات المعلوماتية التي ترتكز عليها الجيوش العظمى، وهو ما
يضع الثورة في الشؤون العسكرية موضع تشكيك، وإن كان الحصول على أحدث التكنولوجيات
العسكرية عاملا حاسما في الحروب بين الجيوش النظامية.
الهوامش
1) "جدلية العلاقة بين الإنفاق العسكري والتنمية
الاقتصادية"، مجلة الدفاع الوطني، بيروت: على الرابط الإلكتروني بتاريخ
01/01/2011
2) www.lebarmy.gov.lb
3) أيوب مدحت، "الأمن القومي العربي في عالم
متغير"، مركز البحوث العربية، القاهرة، مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية،
جامعة دمشق، مكتبة مدبولي، 2003، ص 277.
4)
Michael Brown, « La
revolutión en los asuntos militares, La dimension de la información »:
www. Afcea.org.ar
5) ممدوح حامد عطية، "الأسلحة النووية والكيمائية
والبيولوجية في عالمنا المعاصر"، دار سعاد الصباح، الطبعة الأولى، 1992، ص
9-10.
6) منير شفيق، "الاستراتيجية والتكتيك في فن علم
الحرب"، الدار العربية لعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، 2008، ص 91.
7) منير شفيق، "الاستراتيجية والتكتيك في فن عالم
الحرب"، مرجع سابق، ص 92.
8) نفس المرجع، ص. 94.
9) صموئيل هنتنغتون، "صدام الحضارات وإعادة بناء
النظام العالمي"، الدار الجماهيرية، للنشر والتوزيع والإعلان بنغازي، الطبعة
الأولى، 1999، ص 181.
10) صايغ يزيد، "الصناعات العسكرية العربية"، مركز
دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1992، ص388.
11) حسن توركماني، "الصراع المعلوماتي"، مركز
الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007، ص 24.
12) النقري معن، "المعلوماتية والمجتمع ما بعد الصناعة
ومجتمع المعلومات"، المركز الثقافي العربي، عن مركز الدراسات الاستراتيجية،
دمشق، 2007، ص 284.
13) أيوب مدحت، "الأمن القومي العربي في عالم
متغير"، مصدر سابق، ص 288.
14) هالة مصطفى، "العولمة دور جديد للدولة، مجلة
السياسة الدولية"، العدد 134، القاهرة، 1998، ص 43-44.
15) Monografias,
« la informatica y su impacto geopolitica», www.Monografias.com
16) نفس المصدر السابق..
17) أيوب مدحت، "الأمن القومي العربي في عالم
متغير"، مصدر سابق، ص 287.
18) ممدوح حامد عطية: "الأسلحة النووية والكيماوية
والبيولوجية في عالمنا المعاصر"، مصدر سابق، ص 222.
19) حسن تركماني، "الصراع المعلوماتي"، مصدر سابق،
ص 5.
20) أيوب
مدحت، "الأمن القومي العربي في عالم متغير"، مصدر سابق، ص. 100
21)
حسين
بن محمد مرسي الحكمي، "الأسلحة الذكية"، الرياض بتاريخ 23/8/2011
22) صلاح نصر، "الحرب النفية، معركة الكلمة
والمعتقد"، الطبعة الثانية، القاهرة، 1967، ص. 98
23) نفس المصدر السابق، ص. 99
24) حسن تركماني، "الصراع المعلوماتي"، مصدر سابق،
ص. 91
25) ممدوح حامد عطية،" الأسلحة النووية والكيميائية
والبيولوجية في العالم المعاصر"، مصدر سابق، ص 20.
26) أيوب مدحت، "الأمن القومي العربي في عالم
متغير"، مصدر سابق، ص 281.
27) مجلة القادسية للقانون والعلوم السياسية، العدد الثاني،
المجلد الثاني، كانون الأول 2009.
28) نفس المرجع السابق.
لائحة المراجع
ü الكتب:
· صلاح نصر، الحرب النقية، معركة الكلمة والمعتقد، الطبعة
الثانية، القاهرة، 1967.
· صموئيل هنتنغتون، صدام الحضارات وإعادة بناء النظام
العالمي، الدار الجماهيرية، للنشر والتوزيع والإعلان بنغازي، الطبعة الأولى، 1999.
· منير شفيق، الاستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب،
الدار العربية لعلوم ناشرون، الطبعة الأولى، 2008.
· هالة مصطفى، العولمة دور جديد للدولة، مجلة السياسة
الدولية، العدد 134، القاهرة، 1998.
ü
بحوث
ودراسات:
· ممدوح حامد عطية، الأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية
في عالمنا المعاصر، دار سعاد الصباح، الطبعة الأولى، 1992.
· النقري معن، المعلوماتية والمجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع
المعلومات، المركز الثقافي العربي، عن مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007.
· أيوب مدحت، الأمن القومي العربي في عالم متغير، مركز
البحوث العربية، القاهرة، مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية، جامعة دمشق، مكتبة
مدبولي.
· حسن توركماني، الصراع المعلوماتي، مركز الدراسات
الاستراتيجية، دمشق، 2007.
· صايغ يزيد، الصناعات العسكرية العربية، مركز دراسات
الوحدة العربية، بيروت، 1992.
· مجلة القادسية للقانون والعلوم السياسية، العدد الثاني،
المجلد الثاني، كانون الأول 2009
ü
المواقع
الإلكترونية:
·
حسين
بن محمد مرسي الحكمي، الأسلحة الذكية، الرياض بتاريخ 23/08/2011
·
جدلية
العلاقة بين الإنفاق العسكري والتنمية الاقتصادية، مجلة الدفاع الوطني، بيروت: على الرابط الالكتروني بتاريخ
01/01/2011 www.lebarmy.gov.lb
ü
مراجع باللغة الفرنسية
· Michael Brown, « La révolutión en los asuntos militares,
La dimenssion de la información »: www. Afcea.org.ar
· Monografias, « le informatica y su impacto geopolitica», www.Monogratias.Com.